اكتشف العلماء نوعًا جديدًا من الخلايا الجذعيّة بإمكانها مساعدة الدماغ لإصلاح نفسه بعد الإصابة، بل يمكنها علاج الأمراض الموهِنة مثل ألزهايمر.
طبقًا لآخر أبحاث ((الخلايا الجذعيّة الساكنة G2))؛ وهي واحدة من الخلايا الجذعيّة النائمة أو الساكنة داخل الدماغ، وهي تمامًا كأنواع الخلايا الجذعيّة الأخرى، تستطيع إنتاج جميع الأنواع المختلفة للخلايا حسب حاجة الجسم.
ولكن تُظهر هذه الخلايا قابلية أكبر للتجديد من الخلايا الأخرى.
فحينما نعمل على طرقٍ جديدةٍ لتمكين وتسخير تلك الخلايا، سيُمكننا استخدامها في نهاية المطاف كبديل للعمليات الجراحية الغازية، كما صرّح باحثون في جامعة كمبريدج بالمملكة المتحدة: «الدماغ ليس جيدًا في إعادة إصلاح نفسه، لكن ربما تُحسّن الخلايا الجذعيّة المُكتَشفة تلك قدرته على ذلك».
مثل هذه الخلايا الجذعية دائمًا ما تكون في صورةٍ خاملةٍ، إلى أن يتم تنبيهها؛ فلديها القدرة على توليد خلايا دماغية رئيسية عند الحاجة.
وذلك هو بالفعل مفتاح تطوير علاجاتٍ جديدةٍ من جراء هذه الخلايا الخاملة التي يجب أن تستيقظ من سُباتها قبل إنتاج خلايا جديدة.
في الوقت الحالي ليست واضحةً بالضبط كيفية فعل ذلك، لكن على كل حالٍ، لدينا مؤشرات جيدة لذلك.
لقد اكتشفت تلك الدراسة الجديدة أن هذه الخلايا الجذعيّة يمكنها أن تستيقظ بسرعة لإنتاج خلايا عصبية ودبقية جديدة ((أنواع الخلايا الرئيسية في الدماغ))، وهذا يعتمد على دراسة ((ذبابة الفاكهة))؛ والتي يتشابه حمضها النووي مع البشر.
ومع وجود 60% من الجينات البشرية المرتبطة بالأمراض في ذبابة الفاكهة، يرى العلماء أنه يمكن الاعتماد عليها كنموذج اختبار مناسب.
يقول الباحث ليو أوتسوكي “Leo Otsuki”: «لقد وجدنا الجين الذين يوجّه تلك الخلايا لتصبح ساكنة، والخطوة التالية هي تحديد الجزيئات الشبيهة بالعقاقير التي تعمل على إيقاف هذا الجين لتوقظ الخلايا الجذعيّة للشخص.
في حين أن العلاجات الفعلية مازالت بعيدة المنال، إلا أن وجود عامل طبيعي يعمل بالداخل يُعد خطوة مهمة لمستقبل التعامل مع تلف الدماغ».
حقيقًة، ما زال هناك الكثير لا نعرفه بشأن الدماغ وطبيعة عمله الداخلي، بدايًة من الطريقة التي ينتج بها الخلايا إلى الطريقة التي تترسخ بها أمراض الدماغ.
والخبر السار هو أننا نُحرز تقدُمًا بشكل دائم في هذا الصدد، فلا يقتصر ذلك البحث على الدماغ وحسب؛ إذ يعتقد الباحثون أن نفس النوع من الخلايا يمكن العثور عليه في أعضاءٍ أخرى، ويتم التحكم فيه بمجرد الحصول على الإشارة الكيميائية الصحيحة، وهذا الاكتشاف يمكن أن يساعد في تحسين وتطوير أدوية أُخرى جديدة ومتطورة.
*نُشر البحث في Science
- ترجمة: محمد غازي.
- تدقيق: منّة حمدي.
- تحرير: سهى يازجي.
- المصدر