(الأيورفيدا- Ayurveda) هي إحدى طرق الطب البديل القديمة في الهند، وكان ومازال يروِّج لها الكثيرون، ولكن تُحذِّر إحدى الدراسات التي نُشِرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية من أن أدويتها التي يروِّجون لها على شبكة الإنترنت تحتوي على العديد من المعادن السامة كالمادة السامة «hills».
بل وقد وجد فريق من جامعة بوسطن أن أكثر من 20% مما يقرب من 200 عينة فُحِصت من مختلف أدوية الأيورفيدا، أنها تحتوي على كميات خطيرة من الرصاص والزرنيخ والزئبق.
وعلى الرغم من أنه في بعض الأحيان كان وجود المعادن نتيجةً لطرق التصنيع القذرة؛ إلا أنه هناك حالات أخرى تمت إضافة المعادن فيها عمدًا كجزء من العلاج!
ويأمل مشجعو الطب البديل –أمثال مُمارسي الأيورفيدا وخبراء التسمم بالرصاص في الهند– أن يساعد تقريرهم في فصل القمح عن القش، بمعنى أن يفصلوا الأدوية المفيدة من الأيورفيدا عن تلك التي نُطلِق عليها «الخرافات».
مشاكل مع الأيروفيدا:
تفخر الهند بتقاليدها الأيورفيدية؛ حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 7000 سنة، وبالتالي تسبق تقاليد الطب في الصين.
ويُذكر أنه بحلول عام 1000 قبل الميلاد –حينما كان الأوروبيون لا يزالون يعيشون في الوحل ولا يهتمون إلا بهزيمة بعضهم البعض في النوادي– استخدم الأطباء الهنود مبادئ الأيورفيدا لترشيح السوائل، وخياطة الجروح، وإزالة حصى الكلى، وحتى إجراء جراحات التجميل.
وتُعتبر تمارين اليوغا والتنفس العميق والتأمل من أمثلة العناصر الشائعة في طب الأيورفيدا.
وقد تبين أن بعض تقنيات الأيورفيدا مفيدة لمعالجة حالات صحية عدة.
وقد تكون بعض المقاربات الغذائية التي يقترحها طب الأيورفيدا مفيدة أيضًا.
ولكن مع ذلك فإن فعالية بعض تقنياته مشكوك فيها، كتلك التي تعتمد على التراتيل، وتستند على علم التنجيم، وسمات الشخصية، وقراءات النبض، وذلك كله بملاحظة التغيرات في ثلاث قوى، هي ما تتحكم بجميع العمليات الجسدية والنفسية «وهي فاتا، وبيتا، وكافا»، فمثلًا يقولون أن العلاج العشبي الخاص بك لعلاج الكحة يختلف عن هذا الخاص بشخص آخر، نتيجة لاختلاف أعياد الميلاد وحركة المريخ والعديد من المعتقدات.
ومن بين هذه الطرق والعناصر الغريبة من الأيورفيدا، يستهدف تقرير جاما عملية تسمى (راسا شاسترا – Rasa Shastra)، والتي يُمزج فيها الزئبق وبعض المعادن الأخرى بالأعشاب، تلك التي وجدوا أن نصف أدويتها التي اُختبرت خطيرة بنسبة 10.000 مرة.
وبغض النظر عن كونك برج الجدي أو الأسد، لابد لك أن تعترف أن ذلك غير صحي؛ ولذلك شكَّك المؤلفون في ممارسة (راسا شاسترا – Rasa Shastra) برمتها.
الهند تضرب من جديد:
لم يأخذ بعض الناس في الهند تقرير جاما باستهتار، فقد أصدرت وزارة الصحة ورعاية الأسرة في الهند بيانًا صحفيًا قبل أسبوعين جاء فيه:
«لا بد من التأكيد على أنه وفقًا للتوجيهات الصادرة عن إدارة (أيوش- AYUSH) –وهي هيئة حكومية في الهند مهتمة بالتطوير والبحث في الأيورفيدا– لن تُصدَّر المُركَّبات المعدنية العشبية رسميًا؛ وذلك بسبب المعادن الثقيلة، وبداية من 1 كانون الثاني/يناير 2006 حتى الآن، لم تُصدَّر الأدوية (الأوناني- Unani) و(سيدا- Siddha) من الهند، إلا بعد اعتماد الحد المسموح للمعادن الثقيلة من قِبًل وحدة التصنيع».
وهذا يعني:
- المركبات العشبية المعدنية لا تزال موجودة في الهند كجزء من الأيورفيدا.
- يجري تصدير المركبات العشبية المعدنية بصورة غير رسمية.
- المركبات العشبية المعدنية بقيت تُصدَّر إلى أن كشف ذلك الباحثون الأوروبيون والأمريكيون.
والجدير بالذكر أن (روبرت سابر – Robert Saper)، المؤلف الرئيسي في تقرير جاما، كان واحدًا من هؤلاء الباحثين الذين كشفوا حقيقة أن أكثر من 20% من أدوية الأيورفيدا المستوردة في بوسطن، تحديدًا في محلات البقالة، فيها مستويات غير قانونية من المعادن السامة عام 2004.
وقد اكتسبت الأيورفيدا شعبيةً ضخمة في الولايات المتحدة بسبب المروجين لها مثل (ديباك شوبرا – Deepak Chopra)، الذي يتقاضى الآلاف من الدولارات لإقامة ندوات بعنوان «كيف تُحسِّن الأيروفيدا من طريقة لَعبك للغولف»، نعم لقد ذاع صيتها، ودليل على ذلك، فقد ظهرت المنتجعات الصحية الأيروفيدية، والصابون والشموع وغيرها من المواد الفاخرة.
والكثيرون من المحتمل بأنهم لا يعرفون ولا يريدون حتى معرفة معلومات كثيرة عن خواص الأيروفيدا «فلم نذكر شيئًا مثلًا عن استخدامات بول البعير وفضلاتها، وغيرها»، ولكننا على أي حال نحاول أن نخبرك كم كانت تستخدمُ الأيروفيدا في العديد من أشكال الحياة.
لكن عند التجربة، يجب أن تكون حذرًا عندما تتعامل مع أي نوع من أنواع العلاج الطبيعي تتعامل، خاصة إن كنت من خارج تلك الثقافات، ففريق جامعة بوسطن هو واحد في بحرٍ من مشجعي الطب البديل الذين يريدون إضفاء الشرعية على العلاجات القديمة المفيدة ليس لأنها قديمة ولكن لأنها فعالة.
- ترجمة: فؤاد ياسر عامر
- تدقيق: هبة فارس
- تحرير: طارق الشعر
- المصدر