التلقيح الذاتي هو إجراءٌ تُزال فيه خلايا من الجسم وتخضع لمعالجةٍ أو تغييرٍ طبي ثُمّ يُعاد زَرعُها في الجسم، ويُجرى التلقيح الذاتي للمساعدة في منع الاستجابة المناعية أو في تشخيص حالة طبية أو مرضٍ ما. قد يشير التلقيح الذاتي أيضًا إلى انتقال الكائنات الحية الدقيقة من جزءٍ ما إلى جزءٍ آخر في الجسم (العدوى الذاتية).
تحدث العدوى الذاتية أو التلقيح الذاتي عندما ينقل الشخص مرضًا معيّنًا من جزء إلى جزءٍ آخر في الجسم، ويحدث في كثيرٍ من الأحيان عندما يخدش الشخص أو يحكّ قرحة في جلده ثم يلمس الجلد غير المصاب، وقد تنتشر العديد من الأمراض عن طريق العدوى الذاتية بهذه الطريقة بما في ذلك جدري الماء (أو الحماق).
قد تكون العدوى الذاتية في مثل هذه الحالات مشابهةً لانتقال العدوى عن طريق الأدوات الملوثة، فمثلًا إذا التقط شخصٌ ما فيروس الورم الحليمي البشري تحت أظافره يمكن أن ينقله إلى شريكه (الانتقال عبر أدوات العدوى) أو قد ينقله إلى نفسه (العدوى الذاتية)، ولا يقتصر هذا على الأمراض المنتقلة بالجنس، إذ يمكن أن يحدث في غيرها من الأمراض الجلدية المعدية مثل الثآليل الأخمصية، ولذلك يشجع الأطباء الناس على تجنب حكّ القروح والثآليل عامة، وقد يوصي الأطباء بتغطية هذه الآفات لتقليل خطر الاتصال معها، كما أن خدش القرحات الجلدية قد يؤدي أيضًا إلى العدوى الثانوية التي تحدث عندما تصيب الجراثيم الثانوية قرحةً أو جرحًا مفتوحًا، وقد يكون شفاؤها أكثر صعوبة من شفاء الحالة الأصلية.
أمثلة عن الأمراض المنتقلة بالجنس التي قد تحدث فيها العدوى الذاتية
- المليساء المعدية: من السهل انتشار فيروس المليساء المعدية عن طريق العدوى الذاتية، إذ قد يؤدي حكّ القرحة إلى نقل الجسيمات الفيروسية تلقائيًّا إلى الجلد المحيط بها ما يؤدي إلى انتقال العدوى إلى مناطق إضافيّة من الجلد، وهذا ما يجعل علاج المليساء المعدية أمرًا صعبًا لأنّ الناس كثيرًا ما ينقلون الجسيمات الفيروسية إلى أجزاء الجسم المجاورة أو المختلفة عن مكان الإصابة الأصلي عن طريق الخطأ، كما أنّ المليساء المعدية من الأمراض المنتقلة بالجنس التي قد تكون العدوى الثانوية مشكلةً كبيرةً فيها إذا خُدِشت قرحاتها.
- فيروس الورم الحليمي البشري: من المعروف عنه أنّه ينتشر عن طريق العدوى الذاتية، إذ يمكن للثآليل الموجودة على اليدين أن تنتقل إلى الأعضاء التناسلية، وقد يحدث ذلك حتى عندما تكون تلك الثآليل ناجمةً عن أنماط من فيروس الورم الحليمي البشري التي لا ترتبط عادةً بالثآليل التناسلية، ويمكن أيضًا أن تحدث العدوى الذاتية بفيروس الورم الحليمي البشري من الأعضاء التناسلية إلى الفم، ولذلك يشجع الأطبّاء على عدم لمس الثآليل أو العبث بها.
- فيروس الحلأ البسيط (أو الهربس البسيط): قد ينتقل فيروس الحلأ البسيط عن طريق العدوى الذاتية، ولكن لا يوجد ما يكفي من الأبحاث حول مدى شيوع ذلك، ومن الممكن حدوث العدوى الذاتية من الفم إلى الأعضاء التناسلية على الرغم من عدم وجود تقارير واضحة، ويكمن الخطر الأكثر أهميّة في الانتقال من فم أحد الشريكين إلى الأعضاء التناسلية للشريك الآخر.
كيفية الحدّ من خطر العدوى الذاتية
هناك العديد من الأشياء التي يمكن القيام بها للحدّ من خطر العدوى الذاتية وتتضمن ما يلي:
- الغسل المتكرّر لليدين خاصّةً بعد لمس منطقة مصابة من الجسم أو لمس جسم شخصٍ آخر مصاب بعدوى جلدية.
- تجنب لمس القرحات الجلدية أو خدشها.
- إبقاء القرحات مغطّاة إذا لزم الأمر لتجنب تهيُّجها أو احتكاكها مع مناطق أخرى من الجلد.
- في حال فشل التدابير السابقة يُفضّل مراجعة الطبيب لمعرفة إمكانية إزالة الطبيب لهذه القرحات أو الثآليل، ولكنّ إزالتها ليست علاجًا للعدوى الكامنة مع أنها قد تساعدُ في حال عدم القدرة على تجنب العبث بتلك القرحات أو الثآليل وتوسيع نطاق انتشار العدوى.
اقرأ أيضًا:
المليساء المعدية Molluscum contagiosum
ربما لم تسمع بهذا المرض المنتقل بالجنس من قبل، والذي يمكن أن يسبب المقاومة الجرثومية القادمة
ترجمة: محمد بصل
تدقيق: نور عباس
مراجعة: مازن النفوري
المصادر: medlineplus, verywellhealth