العثور على نعوش طينية نادرة داخل عشرات المقابر المصرية القديمة المكتشفة حديثًا

وفقًا لتصريحات وزير الآثار المصري، اكتشف علماء الآثار 83 مقبرة يعود تاريخها إلى مصر القديمة، لكن البقايا البشرية التي عُثر عليها لم تكن داخل توابيت كما هو شائع، بل داخل نعوش طينية. يرجع تاريخ 80 من هذه المقابر إلى حضارة بوتو -أو مصر الدنيا- خلال النصف الأول من الألفية الرابعة قبل الميلاد، وعُثر على المدافن في أثناء بعثة استكشافٍ أثرية في محافظة الدقهلية المصرية على مسافةٍ ليست بعيدة من البحر المتوسط.

صرَّح «مصطفى وزيري» السكرتير العام للمجلس الأعلى للآثار بأنَّ الفريق عثر أيضًا على ثلاث مقابر تنتمي لحضارة نقادة الثالثة التي انتشرت في الفترة الممتدة من 3200 ق.م إلى 3000 ق.م، وعلى غير العادة العثور على نعوش طينية من نقادة الثالثة داخل محافظة الدقهلية.

ووفقًا لجامعة كوليدج لندن، في أجزاء أخرى من مصر كان الأفراد المنتمون لصفوة المجتمع يُدفنون في مقابر مبنية من القرميد الطيني أو في توابيت خشبية، أما الفقراء فكانوا يُدفنون في حفر ليست عميقة.

أضاف «وزيري» أن حضارة نقادة قديمة جدًّا -حتى بمقاييس مصرية- تعود إلى فترة ما قبل الأسرات المصرية خلال العصر التشالكوليثي أو النحاسي، وتشير الاكتشافات الجديدة إلى أن العديد من البشر قد عاشوا في المنطقة في تلك الفترة، ويعتقد «وزيري» أن المزيد من القبور ستُكتشف في المستقبل.

أشار «أيمن عشماوي» رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار إلى أن قبور نقادة الثالثة المُكتشفة تحتوي كنوزًا من القطع الأثرية، وإلى الآن اكتشف المُنقِّبون أوانيَ خزفية مصنوعة يدويًّا، وأصداف محار وصحنًا على شكل سمكة البلطي، إلى جانب صحنين آخرين أحدهما مستطيل والثاني مستدير كلها تحتوي على الكُحل، وهو مستحضر تجميلي استخدمه المصريون لتزيين ما حول العينين.

أوضح «فتحي الطلحاوي» رئيس بعثة التنقيب ومدير عام آثار محافظة الدقهلية أن بعض القطع الأثرية أحدث من ذلك، يعود بعضها إلى فترة الهكسوس أو خلال الفترة من 1630 ق.م حتى 1523 ق.م. وتشمل تلك القطع أفرانًا ومواقد، إلى جانب بقايا أساسات لمبانٍ حجرية، وأربعة مدافن مبنية من الحجر يحتوي أحدها على بقايا طفل، والثلاثة مدافن الأخرى تحتوي على بقايا ثلاثة بالغين.