باشرت الصين دراسة العينات التي حصلت عليها من الجانب البعيد من القمر، ويمكن لهذه العينات أن تجيب على العديد من الأسئلة.
استطاع العلماء الصينيون فتح العينات الأولى التي أُخذت من الجانب البعيد من القمر.
في الأول من يونيو الفائت، هبطت المركبة الفضائية تشانغ 6 على الجانب البعيد من القمر، لتحقق الصين هذا الإنجاز للمرة الثانية، وهي الدولة الوحيدة التي قامت بهذا.
في هذه الأثناء، سلّمت المركبة حمولةً لوكالة الفضاء الأوروبية، وكانت جهاز كشف الأيونات السالبة. وهو الذي اكتشف أيونات سالبة مقذوفة من سطح القمر.
وقال الباحث الرئيسي في الأيونات السالبة على سطح القمر، مارتن ويزر، في بيانٍ له: «ستساعدنا هذه الملاحظات على القمر في فهم بيئة السطح فهمًا أفضل، وستعمل بمثابة مسار لاستكشاف مجموعات الأيونات السالبة في الأجسام الأخرى الخالية من الهواء في النظام الشمسي، مثل الكواكب والكويكبات والأقمار الأخرى».
وقد حققت إدارة الفضاء الوطنية الصينية الغرض الرئيسي من المهمة، وهو جلب العينات الأولى من الجانب البعيد من القمر، إذ هبطت الكبسولة في صحراء منغوليا الداخلية. ثم نُقلت إلى بكين، حيث فُتحت في أكاديمية الصين لتكنولوجيا الفضاء.
ستُفرز العينات قبل أن يدرسها الباحثون الذين قدموا طلبًا للحصول على إذن في جميع أنحاء الصين. ويمكن فتح هذا الإذن للعلماء الدوليين بعد عامين، وفقًا لموقع سبيس دوت كوم.
صرّح زونغيو يو، الجيولوجي في الأكاديمية الصينية للعلوم، لوسائل الإعلام الصينية أنه من المتأمل أن تُجيب العينات على أحد الأسئلة الأساسية في البحث القمري: ما النشاط الجيولوجي المسؤول عن الاختلافات بين جانبي القمر.
يُشار غالبًا إلى الجانب البعيد من القمر بالجانب المظلم، مع أنه يستقبل الكمية ذاتها من أشعة الشمس. ولكن مع ذلك، هناك اختلافات ملحوظة بين الجانبين،.
فالجانب البعيد من القمر لا يحتوي على أحواض عميقة وبحار قمرية على عكس الجانب القريب، وأيضاً فإن قشرته أكثر سُمكًا.
هناك العديد من النظريات حول سبب اختلاف الجانبين، بما في ذلك اصطدام قمران يدوران حول الأرض ببعضهما، وأن كوكبًا قزمًا اصطدم أيضًا بقمر أصغر حجمًا للأرض في وقت لاحق.
بالرغم من دراسة الجانب البعيد من القمر، لا يُمكن لشيء أن يكون أفضل من العينات. إذ نأمل أن تستطيع الإجابة على أسئلة كيفية تشكُل القمر. يأمل العلماء أيضًا أن تحتوي العينات على الماء والأكسجين والهيدروجين، التي يُمكن الحصول عليها في أثناء المزيد من الاستكشاف.
اقرأ أيضًا:
هل أدخلت الصين روبوتًا سريًا في بعثتها المرسلة لاكتشاف القمر؟
هل يمكن لرواد الفضاء خلق جاذبية اصطناعية لمساعدتهم في التكيف على أجواء سطح القمر؟
ترجمة: أميرة عادل
تدقيق: جنى الغضبان
مراجعة: باسل حميدي