دراسة بحثية: ماهي نسبة حدوث الصمة الرئوية عندما يصاب المريض بأول نوبة إغماءٍ في حياته؟
يُعرف الإغماء بأنه غيابٌ مؤقتٌ عن الوعي يحدث بشكلٍ مفاجئ خلال مدةٍ قصيرةٍ وحدوث عودةٍ للوعي بشكلٍ عفوي، يُعتقد بأنَّ الإغماء يحدث بسبب نقصِ انسياب الدم إلى الدماغ.
يمكن أن ينشأ الإغماء من سببٍ عصبيّ مثل: (إغماء وعائي مبهمي أو إغماء ناجم عن الجيب السباتي) ويمكن أن يحدث بسبب هبوطِ الضغط الانتصابي، ومن الممكن أيضًا أن يكون مصدره القلب مثل: (اللانظميات وأمراض القلب البنيوية والصمة الرئوية)
على الرغم من أن الصِّمة الرئوية تدخل في التشخيص التفريقي للإغماء، فإن الدراسات التي تحدد نسبة حدوث الصمة الرئوية لدى المرضى المقبولين في المشفى تعد قليلة.
نادرا ما توضع الصِّمة الرئوية كمُسَبِّبٍ لنوبة الإغماء عند المرضى المقبولين في المشافي.
تم في هذه الدراسة إجراءُ اختباراتٍ تشخيصيَّةٍ بوسائلَ عدَّةٍ لمقاربة نسبة حدوث الصمة الرئوية عند عددٍ من المرضى المقبولين في المشفى بسبب نوبة إغماءٍ تحدث للمرة الأولى في حياتهم بغضِّ النظر عن احتمالية الأسباب الأخرى للإغماء وكان عمر المستهدفين من هذه الدراسة فوق ال 18 سنة
كما عرفنا سابقا فإنَّ نوبة الإغماء هي فقدانٌ مفاجئٌ للوعي لفترةٍ قصيرةٍ (أقلَّ من دقيقةٍ واحدة) مع عودةٍ عفويةٍ للوعي.
تمَّ استبعادُ كلِّ حالات نوباتِ الإغماء الناجمة عن نوباتِ الصَّرع وعن النَّشَبَات الدماغية (الجلطات الدماغية) وحالاتِ رضوضِ الرأس من الدراسة.
وبما أنَّ الدراسة تستهدف حالات الإغماء التي تحدث لأول مرَّةٍ في حياة المريض فقد تم استبعاد حالات الإغماء التي لم تكن الأولى خلال حياة المريض.
تم إجراء كل الاختبارات التقييميةِ خلال 48 ساعةً من قبول المرضى في المشفى وتمَّ إجراءُ الاختبارات التشخيصية والتي تضمنت: تمسيدَ الجيبِ السُّباتي واختبار طاولة تيلت وفحص إيكو قلبي (سونار) وتسجيل تخطيط القلب لمدة 24 ساعة وتلقَّى المرضى علاجًا وقائيًّا من الانصِمام الخُثاري الوريدي في حالِ تطلَّبت حالتهم ذلك.
إن تحديد وجودِ أو عدم وجودِ الصِّمة الرئوية قد تمَّ بالنظر إلى الظاهرة السريرية المحتملة لإحداث الصمة الرئوية وبالقيم المخبرية لفحص d-dimer.
تم استبعاد تشخيص الصمة الرئوية عند المرضى الذي كانت فحوصاتهم سلبيةً بالإضافة لسِلبيَّة الـ d-dimer لديهم، أما المرضى التي كانت لديهم علاماتٌ سريريَّةٌ وفحص d-dimer إيجابيّ فقد تمَّ اخضاعهم لفحصِ الطبقيِّ المحوري أو اختبار المسح الرئوي للتهويةِ والتروية V/Q وذلك عند الأشخاص ذوي الوظيفة الكلوية السيئة أو من لديهم حساسيةٌ من المواد الظليلة المستخدمة في التصوير الطبقي المحوري.
إن معيار وجود الصمة الرئوية بُنِيَ على إمَّا وجود عيبٍ في الامتلاء داخل الأوعية أو على وجود عيبٍ في الامتلاء على اختبار المسح الرئوي V/Q أقل من 75% مع وجود معدلِ تهويةٍ طبيعي.
في حال توفيَ مريضٌ قبل إكمال الفحوص السريرية يتم إجراء تشريحٍ للجثة.
تم اشراك 560 مريضًا أصيب بنوبة إغماء لأول مرةٍ في حياته في الدراسة التي استمرَّت من شهر مارس 2012 وحتى أكتوبر 2014
58.7% كان لديهم اختبار d-dimer إيجابي
1.3% كان لديهم علاماتٌ سريريةٌ موحية بوجود الصمة الرئوية
40.0% كان لديهم إيجابيةٌ في كلا الأمرين السابقين
تم تشخيص الصمة الرئوية لدى 97 مريض
تموضعت الصمة الرئوية في الشريان الرئوي الرئيسي لدى 41.7% من المرضى وفي شريان فصِّي لدى 25.0% من المرضى وفي شريان قطعي لدى 26.4% من المرضى وفي شريان تحت قطعي لدى 6.9% من المرضى
الاستنتاج: إن نسبة حدوث الصمة الرئوية لدى المرضى المصابين بنوبة إغماءٍ للمرة الأولى في حياتهم هي 1 من أصل كل 6 مرضى مقبولين في المشفى.
ترجمة: كمال سلامي
تدقيق: بدر الفراك