السيرة الذاتية ل أرسطو (384 ق.م ـــ 322 ق.م)
“إن الوقت يقوّض الأشياء؛ كل شئ يهرم تحت وطأة الوقت ويصبح طي النسيان عبر انقضائه”
_ أرسطو (العلوم الفيزيائية)
عاصر أرسطو كلًا من أفلاطون والِاسكندر الأكبر، فقد كان تلميذ الأول، ومُعلمَ الثاني، وأحدُ مؤسسي الفلسفة الغربية، بما ساهم به من مجموعة واسعة من الدراسات العلمية والفكرية.
كان أرسطو أحد أعظم الموسوعيين في عصره، فقد تتلمذَ على يد أفلاطون وبالتالي تعلّم الكثيرَ عن التراث الفلسفي العظيم لسقراط. لكنه كان أكثر من مجرد تلميذ جيد؛ فكان لديه عقلية مستقلة وقدرة على التساؤل عن أشياء مختلفة وسعى لحل المسائل الصعبة والمعضلات التي لم يتوصل أحد لحلها من قبل. وقد قدم دراسات في علم النبات، والعلوم الفيزيائية، والفلسفة، والمنطق وكان مشهورًا بكونه مُحاضرًا ومفكرًا قويًا. وكان أيضا يُعتبر رَجلًا معروفاً بعطفهِ على الآخرين.
كانت أفكار أرسطو في مجال الفيزياء مسيطرة بشكل كبير في فترة العصور الوسطى، واستمرت حتى عصر النهضة الأوروبية، وصولاً إلى العصر الذي استبدلت فيهِ بما قدَّمه إسحاق نيوتن من أفكار ونظريات في مجال الفيزياء.
كان أرسطو يعتقد في قوة أو سُلطة العقل لإلقاء الضوء على مُشكلات الإنسان، واعتقد أن الإنسان لديه القدرة على التنوير من خلال تحقيق الذات والدراسة والبحث، وقد اعتقد أن الصلاح البشري مستمد من التفكير العقلاني، وكان أرسطو أيضا كاتبًا مسرحيًا وبيّن كيف يمكن لصفات مثل الضعف والكبرياء والغضب والغيرة أن تقودهُ إلى السقوط.
“الاستقامة هي إعلاء الحقيقة فوق الصداقة”
_ أرسطو (الأخلاق النيقوماخية: كتاب يدرس فيه أرسطو الأخلاق والفضائل أهداه إلى ابنه نيقوماخس)
كان أرسطو هو مُعلم الملك المقدوني المستقبلي (الِاسكندر الأكبر)، علّمه الفلسفة السياسية والتاريخ والأخلاق، كان الِاسكندر يتجاهل كثيرًا من تعاليم أرسطو مثل تعالميه بشأن استحباب حُكم الأقلية، لكن لابد أن تعليم أرسطو قد ترك بصمة ثابتة على الأمير الشاب.
“إذا كانت الحرية والمساواة موجودتان في المقام الأول من الديموقراطية كما يعتقد البعض، سيتم تحقيقهما على أفضل وجه حين يشارك الناس كافة وعلى حد سواء في الحكم”
– أرسطو (السياسة)
سياسة العمل عند أرسطو، هي بحث في الفلسفة العملية لإتاحة العدالة والحرية، كما أنه رأى السياسة كمنهج يضمن للإنسان امتلاك القدرة على العيش بانسجام ويتيح له ممارسة أفكاره النبيلة.
“يجب أن ينظر إلى الشراكة السياسية، من ثمَّ، ككينونة من أجل سلوكيات نبيلة، وليست من أجل العيش سويًا”
كان لدى أرسطو اهتمامات كثيرة جدًا، لذلك كان شديد التأثير في تطور الحضارة الغربية، بالإضافة إلى اهتماماته بالمجالات السابقة، كان رائد دراسة علم الحيوان والمنطق وساهم في تطوير الطب وعلم البصريات وعلم الأخلاق.
“ظهور طائر سنونو واحد لا يعني مجيء الصيف، ولا مجيء يومًا واحدًا منه؛ وكذلك يومًا واحدًا أو وقتًا قصيرًا لا يكفي لجعل إنسان مباركًا وسعيدًا”
_ أرسطو (الأخلاق النيقوماخية)
كان أرسطو من الفلاسفة القلائل الذين أثروا بقوة فيما بعد في الكُتّاب المسيحيين مثل توما الأكويني.
ترجمة: نهي سليمان
تدقيق: هبة أبو ندى
المصدر