قد تدفعك مراقبة ارتفاع أسعار الأسهم وانخفاضها إلى التساؤل: إلى أي قيمة قد يصل سعر السهم؟ حسب سعر السهم فإن أسهم شركة (بيركشاير هاثاوي) هي الأغلى. تم تداول أسهم الفئة (أ) لهذه الشركة بسعر بلغ أكثر من 300 ألف دولار للسهم الواحد، قُبيل الانخفاض العام الذي أصاب سوق الأسهم بسبب فيروس كورونا.
السهم الأغلى في التاريخ
سُجِّل الرقم القياسي لأغلى سعر سهم لشركة في التاريخ مطلع العام الحالي، عندما بلغ سعر سهم شركة بيركشاير هاثاوي 347,400 دولار، قبل تراجعه في 23 مارس 2020 إلى سعر 240 ألف دولار، متأثرًا بتراجع سوق الأسهم إثر الوباء.
إن السعر المرتفع للسهم ليس بالضرورة شيئًا إيجابيًّا، إضافةً إلى أنه ليس مقياسًا للقيمة الحقيقية للشركة.
المستثمر الدولي الشهير وورن بافيت هو رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة بيركشاير هاثاوي، التي اشتهرت على مدار سنوات بجودة الإدارة وصلابتها، وكانت إيراداتها دائمًا عند حسن ظن المستثمرين طويلي الأجل.
لكن أسهم الفئة (أ) من شركة بيركشاير ليست في متناول يد معظم المستثمرين الأفراد، أما أسهم الفئة (ب) فقد بلغ سعرها حديثًا 162 دولارًا.
وفقًا لبيانات شركة (مورنينغستار) التي تُعنى بالخدمات والأبحاث المالية، فإن شركتين فقط -إلى جانب بيركشاير- تجاوز سعر سهم كل منهما 100 ألف دولار في مارس 2020، هما:
- شركة خدمات الأعمال المتخصصة (بيندريل كورب)، بسعر 153 ألف دولار.
- شركة الأغذية المعلبة (باكتولاك فارماسوتيكال)، بسعر 120 ألف دولار.
إن أسماء هذه الشركات ليست معروفة عند أغلب الناس على الأرجح.
وفقًا لقاعدة بيانات مورنينغستار، فإن الشركة الأشهر في لائحة الشركات المرتبة على أساس سعر السهم هي شركة أمازون، التي جاءت في المرتبة 54 بسعر بلغ 1,902 دولار للسهم.
القيمة السوقية
تُعَد القيمة السوقية مؤشرًا أفضل من سعر السهم، وتُحسَب بضرب سعر السهم في عدد الأسهم الموجودة في السوق في وقت معين.
حسب مقياس القيمة السوقية في قاعدة بيانات مورنينغستار، تأتي (بيركشاير هاثاوي) في المرتبة العاشرة بقيمة 391.9 مليار دولار، وتأتي ميكروسوفت في المرتبة الأولى بين الشركات الأمريكية، والوحيدة (حتى لحظة كتابة هذا المقال) التي تجاوزت ترليون دولار، بقيمة بلغت 1.034 ترليون دولار حسب أسعار الإغلاق بتاريخ 23 مارس 2020. وكانت أكبر خمس شركات في اللائحة ذاتها هي:
- ميكروسوفت.
- أبل، بقيمة 981.726 مليار دولار.
- أمازون، بقيمة 947.249 مليار دولار.
- ألفابيت، بقيمة725.334 مليار دولار، بفئتين من الأسهم، وهي الشركة الأم لشركة غوغل.
- مجموعة (علي بابا)، بقيمة 470.189مليار دولار.
وتضمنت اللائحة أسماء شركات ذات قيمة سوقية كبيرة مثل:
- فيسبوك.
- جونسون أند جونسون.
- إكسون موبيل، شركة النفط المتحدة الكبرى، التي انخفضت قيمتها السوقية إلى 144 مليار دولار، وهو انخفاض حاد يعادل خسارة نصف القيمة منذ بداية العالم الحالي، متأثرةً بانهيار سوق النفط بسبب فيروس كورونا. اقتربت هذه الشركة سابقًا من قمة اللائحة بين الشركات الأمريكية حسب القيمة السوقية، أما الآن فتأتي في المرتبة 59 في لائحة مورنينغستار.
الآثار في صناديق الاستثمار المشتركة وصناديق الاستثمار المتداولة
تعتمد العديد من أسواق البورصة على معيار القيمة السوقية، والمثال الأهم هو مؤشر (ستاندرد أند بورز 500)، الذي يصنف أسهم أكبر500 شركة أمريكية حسب قيمتها السوقية النسبية، وأكبر صندوق استثمار متداول يتبع هذا المؤشر هو صندوق (SPDR)، وبالنظر إلى أرصدة هذا الصندوق، نجد أن أكبر 10 أرصدة تُشكل تقريبًا 26% من حافظته، وتشكل مايكروسوفت وأبل وأمازون 15% تقريبًا منها.
هذا يعني أن هذه الحيازات الكبيرة القائمة على القيمة السوقية لها تأثير بالغ في أداء صناديق الاستثمار المتداولة، سواءً كان جيدًا أم سيئًا.
القيمة السوقية وفئات الأصول
تُعَد القيمة السوقية عاملًا مهمًا في تصنيف الأصول وترتيب الأسهم حسب المجموعات التي تناسبها، ولذلك أثر كبير في صناديق الاستثمار المشتركة والمتداولة، وأيضًا في ملكية مؤسسات الاستثمار لبعض الأسهم.
تستخدم مورنينغستار التصنيفات التالية للقيمة السوقية:
- أسهم القيمة الكبيرة محليًّا:
هي أسهم الشركات التي تُشكل 70% من القيمة السوقية للأسهم الأمريكية، وتفوق قيمتها السوقية 8 مليارات دولار.
- أسهم القيمة المتوسطة محليًّا:
تُشكل 20% من قيمة الأسهم الأمريكية، بمدى قيمة سوقية يتراوح بين مليار و8 مليارات دولار.
- أسهم القيمة الصغيرة محليًّا:
وتُشكل 10% من قيمة السوق الأمريكية.
أسهم القيمة الكبيرة هي لشركات تمتلك غالبًا خطًا أو أكثر من خطوط الأعمال، وتمتلك بنيةً تحتيةً قوية لمنتجاتها سواء كانت صناعية أو خدمية، وتمتلك غالبًا بنيةً ماليةً صلبة وميزانيةً متماسكة. العديد من شركات الأسهم كبيرة القيمة هي أسماء مألوفة للمنتجين والمستهلكين، لكن هذا لا ينفي احتمالية أنها قد تواجه أزمات مالية.
أما الشركات ذات أسهم القيمة المتوسطة فهي غالبًا شركات أنهت مرحلة التأسيس واتجهت نحو أعمال أكثر تطورًا، بعدة منتجات أو عدة خطوط إنتاج، وتكون بنيتها المالية أيضًا أكثر تطورًا في هذه المرحلة.
وأما الشركات ذات القيمة الصغيرة فهي شركات مازالت في مرحلة التأسيس، ولديها منتج أو خط إنتاج واحد فقط، ولم تكتسب بعد مكانةً جيدة في السوق. تستطيع هذه الشركات أن تعرض عوائد أعلى للمستثمرين لكن بمخاطرة أعلى أيضًا.
اقرأ أيضًا:
ترجمة: كميت خطيب
تدقيق: رزوق النجار
مراجعة: أكرم محيي الدين