سنة 1971، أطلقت المملكة المتحدة القمر الصناعي بروسبيرو بواسطة صاروخ بريطاني من قاعدة إطلاق أسترالية، في مهمة لدراسة بيئة الفضاء. لم تعد المركبة الفضائية صالحة للعمل، وتحولت إلى حطام يدور حول الأرض بسرعة 1000 كيلومتر في الساعة.
اليوم، تبدأ شركة «سكايرورا» محاولات لاستعادة ذاك القمر، بإرسال صواريخ من أسكتلندا في محاولة لاستهدافه، إذ يُعد القمر الصناعي بروسبيرو إرثًا مهمًا للمملكة المتحدة.
شركة سكايرورا هي شركة بريطانية نجحت سابقًا في استعادة جزء من صاروخ بلاك أرو الذي حمل القمر الصناعي إلى مداره، إذ أُسقط في أستراليا وأُعيد إلى المملكة المتحدة ووُضع في صالة عرض أمام الزوار.
اليوم تحاول الشركة ذاتها البحث عن أفضل طريقة لاستعادة القمر الصناعي بروسبيرو، الذي يزن 66 كيلوجرامًا.
يعج مدار الأرض في وقتنا الحاضر بالكثير من المخلفات الفضائية، التي قد تؤثر في المركبات والأقمار الصناعية النشطة حاليًا، مثل أقمار الطقس والاتصالات وسواها.
ومع وجود العوامل الجوية المختلفة والحرارة العالية جدًا في الغلاف الجوي الأرضي، قد تبدو فكرة إعادة بعض المخلفات الفضائية إلى الأرض أمرًا مستحيلًا، لكن المحاولة ستثبت على الأقل التزام بريطانيا بمعاهدات استخدام الفضاء.
عقدت الشركة عدة اجتماعات لمناقشة الأفكار، يقول آلان ثومبسون رئيس الشؤون الحكومية في الشركة: «يُعد استرجاع بروسبيرو تحديًا عظيمًا لنا ولبرامج الفضاء في المملكة المتحدة. نعلم مدى صعوبة المهمة، لكن النقطة الأساسية هي إظهار التزامنا في مجال استخدام الفضاء».
يُعد القمر الصناعي بروسبيرو والصاروخ الذي حمله إلى الفضاء «بلاك أرو» مثالًا للجهود الفاشلة في مجال الفضاء، فرغم وصول القمر إلى مداره، ألغت الحكومة البريطانية المشروع لاحقًا، لتصبح أول دولة في العالم تنجح في مشروع فضائي ثم تتخلى عنه.
بعد نحو نصف قرن من إطلاق بلاك أرو، ازدادت قدرة بريطانيا الفضائية، مُعززة بجهود شركتي سكايرورا وأوربكس ومجموعة من الشركات المحلية التي تهدف إلى إحياء مشاريع الفضاء البريطانية، انطلاقًا من بريطانيا ذاتها، لا أستراليا كما حدث سابقًا.
تحاول الشركة جعل أنشطتها صديقة للبيئة قدر الإمكان، وبدأت فعلًا الحصول على التراخيص الحكومية اللازمة لبدء العمل.
سابقًا، اعتمدت الصواريخ التي تصنعها الشركة على الكربون أو الكيروسين وقودًا، لكن هذه المرة ستعتمد الصواريخ الجديدة على البلاستيك المعاد تدويره، وتتمتع بمهام متعددة، إضافةً إلى وضع الأقمار الصناعية في مدارها، إذ ستكون قادرةً على إزالة المركبات والأقمار الزائدة عن الحاجة.
يقول وزير الفضاء البريطاني السابق لورد ويليتس: «تُعد إزالة المخلفات الفضائية أو حتى دفعها تجاه الغلاف الجوي الأرضي بغية إحراقها، أو إعادتها إلى الأرض، أحد أهم التحديات التي تواجه استخدام الفضاء. سيكون أمرًا رائعًا أن تؤدي الحكومة البريطانية دورًا في مواجهة هذا التحدي».
يقول رالف دينزلي من قسم مراقبة الفضاء في معهد (NORSS): «لاستعادة القمر الصناعي بروسبيرو ، يجب تحديد مكانه أولًا، إذ فقدنا الاتصال بالقمر منذ عام 2004 لكننا ما زلنا نعرف المدار الذي يدور فيه. يدور بروسبيرو في مدار إهليجي حول الأرض، وأقرب نقطة يصل إليها تبعد 522 كيلومترًا عنها، أما أبعد نقطة في مداره فهي على بعد 1300 كيلومتر».
«بروسبيرو ليس وحيدًا في المدار، بل يرافقه جزء من صاروخ بلاك أرو، ويُعد إيجاده مصدر إلهام لنا من أجل المستقبل، في ظل وجود الكثير من النقاش حول خطر المخلفات الفضائية. من الجيد أن نتحمل جزءًا من المسؤولية بشأن ذاك الحطام».
اقرأ أيضًا:
المخلفات الفضائية تعيق رصد النجوم
ما هو مقدار المخلفات التي تركها البشر على القمر؟ الرقم ضخم جدًا
ترجمة: بيان علي عيزوقي
تدقيق: لبنى حمزة