السيجارة الإلكترونية عبارة عن مرذاذ محمول يعمل بواسطة البطارية، تحاكي عملية تدخين التبغ من خلال توفير بعض الجوانب السلوكية للتدخين، بما في ذلك حركة اليد إلى الفم المرتبطة بالتدخين، لكن دون عملية احتراق التبغ.
يستنشق المستخدم الهباء (البخار)، إذ تحتوي السجائر الإلكترونية عادةً على عنصر تسخين يعمل على بخ محلول سائل. تُشغّل السيجارة الإلكترونية تلقائيًا بالنفث، وهناك أجهزة أخرى تعمل يدويًا بالضغط على زر.
معظم الإصدارات قابلة لإعادة الاستخدام، لكن بعضها يجب التخلص منها بعد فترة محددة من الاستخدام.
تحتوي السوائل الإلكترونية عادةً على البروبيلين والنيكوتين، والغليكول والجليسرول والنكهات.
مكونات السيجارة الإلكترونية:
- بطارية
- ملف التسخين والفتيلة
- خزان المحلول
- المحلول الإلكتروني، وهو المادة التي يتم تبخيرها.
غالبًا ما يأتي جزء ملف التسخين وجزء الخزان سويًا، ويسمى كارتومايزر أو بخاخ. وبعضها يحتوي على مصباح صغير أو أزرار، أو يأتي بشاشة للتحكم بالجهد الكهربائي أو لقياس المقاومة الكهربائية للتسخين.
مكونات المحلول الإلكتروني:
يتكون المحلول من الجلسرين النباتي والبروبيلين، وغليكول أو ماء مقطر أو كحول إيثيلي أو غيرها من المذيبات. يضاف إليه نكهات اصطناعية أو طبيعية، مع نسب مختلفة من النيكوتين «مابين صفر و24 ميلي جرام لكل ميلي ليتر، أي في حدود 0.00-2.40٪ من نسبة المحلول ±0.2٪». وتختلف مكونات المحلول اعتمادًا على المنتج.
توجد شركات تنتج محلولًا إلكترونيًا عضويًا خاليًا من البروبيلين غليكول. الغرض بشكل عام من الجلسرين النباتي هو تكوين الضباب الكثيف، والبروبيلين غليكول يعطي إحساسًا في الحلق، والنيكوتين لتعويض إدمان التبغ. أما المذيبات المختلفة فتستخدم بنسبة 1٪ -5٪ من نسبة النكهات المضافة لتدمجها بشكل جيد في المحلول.
يباع المحلول إما مع كارتومايزر جاهز للاستخدام في السجائر الإلكترونية الصغيرة، أو في قارورة منفصلة مع قطارة لتعبئة السجائر ذات الحجم المتوسط والقابلة للتعديل.
ما الآثار الصحية لاستخدام السجائر الإلكترونية؟
يعد استخدام التبغ أحد عوامل الخطر المسببة للسكتة الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية، إذ يؤدي تدخين السجائر إلى وفاة حوالي 480 ألف شخص سنويًا في الولايات المتحدة وفق تقديرات ناتجة عن دراسات لجمعية القلب الأمريكية.
خلال السنوات الماضية، زاد الاستخدام العالمي للسجائر الإلكترونية كثيرًا. ومع انتشار استخدامها، فهناك معرفة محدودة للغاية حول مدى سلامتها ومخاطرها ومدى فاعليتها في مساعدة الأشخاص على الإقلاع عن التدخين.
وفق دراسة أجراها فريق بحثي من كلية الطب بجامعة ماونت سيناي في نيويورك لصالح جمعية القلب الأمريكية، كان من المفترض أن يعرض الباحثون النتائج الأولية للدراسة ضمن الجلسات العلمية لجمعية القلب الأمريكية لعام 2021، لكن النتائج لم تُعرض النتائج أو تُراجع لأسباب تتعلق بتقنيات العرض.
فحص الباحثون بيانات المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية في الفترة من عام 2015 وحتى عام 2018، وحددوا 79825 شخصًا بالغًا لديهم تاريخ إصابة بالسكتة الدماغية، واستخدموا السجائر التقليدية أو السجائر الإلكترونية أو كلتيهما معًا.
يشير الباحثون إلى أن 7756 شخصًا استخدموا السجائر الإلكترونية، وأن 48625 شخصًا استخدموا سجائر تقليدية، بينما استخدم 23444 شخصًا النوعين.
توضح النتائج الأولية للدراسة أن السكتة الدماغية كانت أكثر انتشارًا بين مدخني السجائر التقليدية، لكن مدخني السجائر الإلكترونية كانوا أكثر تعرضًا للإصابة بسكتة دماغية في سن أصغر بنسبة 15٪ مقارنةً بالمدخنين التقليديين.
وتضيف أن البالغين الذين استخدموا السجائر الإلكترونية كانوا أصغر سنًا عندما أصيبوا بالسكتة الدماغية لأول مرة بمتوسط عمر بلغ 48 عامًا، مقارنةً بمتوسط عمر بلغ 59 عامًا بالنسبة للأشخاص الذين يدخنون السجائر التقليدية، و50 عامًا لأولئك الذين يدخنون السجائر التقليدية والإلكترونية معًا.
أشارت النتائج الأولية إلى أن 36.36% من النساء المصابات بجلطة دماغية استخدمن السجائر الإلكترونية، مقارنةً بـ33.91% كنَّ يدخنَّ السجائر التقليدية.
يقول نيل باتل رئيس قسم التعليم في قسم الصحة العامة وعلم الأعصاب في كلية الطب إيكان في جامعة ماونت سيناي بمدينة نيويورك، والباحث الرئيسي للدراسة: «عملنا على تضمين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا وأكثر من 18 عامًا في الدراسة، خاصةً مع وجود اتجاه متزايد إلى التدخين بين الشباب، لذلك كان من المهم جدًا تضمين البالغين الأصغر سنًا في الدراسة. يحتاج الناس إلى معرفة أن السجائر الإلكترونية لم يثبت أنها آمنة، ولا ينبغي اعتبارها بديلًا للتدخين التقليدي، خاصةً بين الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر قائمة مثل تاريخ الإصابة بالنوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم».
تشير الدراسة إلى أن النيكوتين هو مادة من المواد الكيميائية التي تدخل في منتجات كلٍّ من السجائر الإلكترونية والسجائر التقليدية. لكن توجد الكثير من المواد الكيميائية الأخرى التي يمكن أن تؤثر تأثيرًا مباشرًا على بطانة الأوعية الدموية، ويمكن أن تتسبب تلك المواد في تلف الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى تصلب الشرايين أو الإصابة بالجلطات.
هل تُعد السجائر الإلكترونية بديلًا آمنًا عن السجائر التقليدية؟
تقول كارين إل فوري رئيسة قسم طب الأعصاب في مدرسة طب وارين ألبرت بجامعة براون، والخبيرة المتطوعة بجمعية القلب الأمريكية، في البيان الصحفي المصاحب للدراسة: «من المهم أن يدرك الشباب أن السجائر الإلكترونية ليست بديلًا آمنًا للسجائر التقليدية، وأن أفضل طريقة للحفاظ على صحة الدماغ والوقاية من السكتة الدماغية هي تجنُّب جميع أنواع السجائر ومنتجات النيكوتين».
لكن من ناحية أخرى، يعترف الباحثون بأن الدراسة لم تخلُ من بعض التحفظات، وأهمها أنه لم يكن لديهم بيانات عن نوع السكتات الدماغية للمشاركين أو شدتها، ما يستوجب مزيدًا من البحث لتقييم الآثار طويلة الأمد للسجائر الإلكترونية ودورها في صحة القلب والسكتة الدماغية على نحوٍ أفضل.
اقرأ أيضًا:
اللجوء إلى السجائر الإلكترونية للإقلاع عن التدخين يأتي بنتائج عكسية!
احذر السجائر الإلكترونية لأنها تسبب الضعف الجنسي
ترجمة: كلوديا قرقوط
تدقيق: جنى الغضبان