الزائدة الدودية تشريحيًا هي بقايا أنبوب عضلي مجوف مغلق من جهة ومتصل من الجهة الأخرى بالأعور، وهو جراب في بداية الأمعاء الغليظة تفرغ الأمعاء الدقيقة محتوياتها فيه. تشبه الزائدة في شكلها الدودة وقد اشتق اسمها من الاسم اللاتيني (vermiform) الذي يعني شكل الدودة. توجد الزائدة الدوديّة غالبًا أسفل يمين البطن، ونادرًا ما توجد في أسفل اليسار وتُسمى هذه الحالة الأحشاء المقلوبة. تحتوي الزائدة مثل سائر أجزاء الجهاز الهضمي طبقة مخاطية داخلية.
وظيفة الزائدة الدودية لدى الإنسان
من غير الواضح بعد هل تؤدي الزائدة الدوديّة وظائف مفيدة للإنسان أم لا. يعتقد العلماء أنها بقايا أثرية فقدت وظيفتها في أثناء التطور البشري، فأصبحت «زائدة». تظهر الدراسات أن الزائدة الدوديّة غنية بالخلايا اللمفية ما يساعد الجسم على محاربة الإنتانات، لذلك فقد يكون لها دور مناعي في الجسم.
يظن العلماء أنه توجد بعض الوظائف التي تؤديها الزائدة، وتشمل زراعة النبيت الجرثومي المعوي في الجهاز الهضمي بعد الإصابة بمرض ما دمر الوجود الطبيعي للجراثيم المعوية، وتأمين موقع لإنتاج الخلايا الغدية لدى الجنين، التي تنتج جزيئات مهمة لتحقيق التوازن، وتؤدي دورًا مهمًّا في الوظيفة المناعية في بداية العمر، بتعريض خلايا الدم البيضاء لمستضدات موجودة في الجهاز الهضمي، فتُحفز تشكيل أضداد تساعد على تعديل الاستجابة المناعية في الأمعاء.
مع أن وظيفة الزائدة الدودية غير معروفة بالضبط، يتفق العلماء على أن الزائدة الدودية ستختفي تدريجيًا من جسم النوع البشري على مدار الزمن التطوري.
التهاب الزائدة الدوديّة
يتراوح طول الزائدة الدوديّة بين 8 و10 سنتيمترات، وعرضها أقل من 1.3 سنتمتر، وجوف الزائدة في مكان اتصالها مع الأعور أضيق بكثير من نهايتها المغلقة، تمتلك الزائدة الدوديّة جدرانًا عضلية قادرة طبيعيًا على طرد الإفرازات المخاطية التي تنتجها جدران الزائدة الدوديّة إلى الأعور، والمحتويات المعوية التي قد تدخل الزائدة، وإذا سد أي جسم فتحة الزائدة أو منعها من طرد محتوياتها في الأعور فستُصاب بالتهاب الزائدة الدودية.
التهاب الزائدة الدودية هو التهاب خطير جدًا ومؤلم، ويُعد من أشيع أسباب الألم البطني الحاد، وقد خضع أكثر من 5% من سكان الولايات المتحدة للجراحة الإسعافية لاستئصال الزائدة في مرحلة ما من حياتهم.
العائق الأكثر شيوعًا الذي يسد الزائدة الدوديّة هو الحصاة الغائطية، وهي أجزاء متصلبة من الغائط، أيضًا فإن تورم الطبقات المبطنة للزائدة الدودية قد تسبب انغلاق فتحة الزائدة. عندما تُمنع الزائدة الدوديّة من إفراغ نفسها يسبب ذلك سلسلة من الأحداث، إذ تتجمع السوائل والإفرازات المخاطية في الزائدة مسببةً تورمها وانتفاخها وحدوث وذمة. ويسبب الانتفاخ انغلاق الأوعية الدموية في الزائدة، ما يسبب تنخرًا في نسيجها، وتبدأ الجراثيم الموجودة طبيعيًا بالتكاثر في الجيب المغلق فيزداد الالتهاب سوءًا. تضعف الزائدة الدوديّة بسبب النخر وقد يزداد الضغط فيها فتنفجر وتقذف محتوياتها في التجويف البطني مسببةً إنتانات للأغشية المبطنة للتجويف البطني.
لحسن الحظ تمنع آليات الحماية في الجسم حدوث التهاب البريتون، يلف الثرب -طبقة من نسيج شحمي- نفسه حول الزائدة الملتهبة، وتعمل المفرزات التي تتشكل في منطقة الالتهاب مادةً لاصقة تفصل الزائدة الدودية عن التجويف البريتوني المحيط.
قد يعاني المريض المصاب بالتهاب الزائدة شعورًا بالألم في كامل أنحاء بطنه أو فقط أعلى البطن أو حول السرة، وهذا الألم عادةً ليس حادًا، وبعد ساعة إلى 6 ساعات يتركز الألم في أسفل يمين البطن، وقد يتطور شعور بالغثيان والتقيؤ بعد بدء الألم، عادةً تظهر الحمى، لكنها تكون في المراحل الأولى من النوبة الالتهابية البسيطة.
يزداد عدد الكريات البيض من 5000-10000 إلى 12000-20000 وتُلاحظ الظاهرة في العديد من الحالات الالتهابية الحادة في التجويف البطني.
يتركز ألم الزائدة الدودية طبيعيًا بين السرة والحافة الأمامية للورك، لكن حال كانت الزائدة في غير وضعها الطبيعي قد يختلف مكان الشعور بالألم، ما يصعّب تمييز الأعراض من الحالات المسببة لأعراض مشابهة. يمكن تشخيص التهاب الزائدة الدوديّة بإجراء فحص سريري دقيق بواسطة متخصص، وقد يساعد التصوير بالموجات الصوتية أو الأشعة المقطعية.
تعالج الحالات معتدلة الشدة من التهاب الزائدة الدوديّة باستخدام المضادات الحيوية، أما الحالات الشديدة فتُعالج جراحيًا. العلاج الأساسي لالتهاب الزائدة الدودية هو إزالة الزائدة جراحيًا بعملية بسيطة تُسمى استئصال الزائدة، تستغرق العملية نحو نصف ساعة أو أكثر قليلًا، ويكون المريض مخدرًا، وقد تسبب له القليل من الانزعاج بعد العمل الجراحي، ويمكن استئصال الزائدة بإجراء شق صغير أسفل يمين البطن ثم تُزال الزائدة، أو باستخدام التنظير إذ تُحدث عدة شقوق صغيرة في البطن وتُدخل أجهزة خاصة في الجسم لإزالة الزائدة.
حال عدم وجود علامات كافية لتشخيص التهاب الزائدة، ننتظر ونراقب أعراض المريض فترة 10-24 ساعة حتى يتأكد التشخيص، هذا الانتظار قد يزيد قليلًا من خطورة تمزق الزائدة وحدوث التهاب بريتوني، لذلك يُوضع المريض خلال هذه المدة تحت المراقبة الطبية الدقيقة.
يُزيل الأطباء عادةً الزائدة الدودية السليمة عندما يجرون أي عمل جراحي على البطن مثل استئصال الرحم، لتجنب التهاب الزائدة الدوديّة في المستقبل حال تعرضت لإصابة إنتانية.
الخلاصة
لا تُعد الزائدة الدوديّة عضوًا حيويًا مهمًا، فليس لها وظيفة مهمة. ما زالت وظيفة الزائدة الدوديّة موضع نقاش بين العلماء في العديد من الأبحاث العلمية، وتقترح بعض النظريات أنها عضو تطوري من بقايا الأعور، كان كبير الحجم وله وظيفة هضمية وحيوية مهمة، لكنها لم تعد تؤدي الوظائف ذاتها، يشير البعض إلى أن وظيفة الزائدة الدودية هي اختزان الجراثيم النافعة لمحاربة الإنتانات.
مع أن العديد من العلماء يعتقدون أن الزائدة لها وظائف مهمة لدى الإنسان، يوصى بإزالة الزائدة المصابة بالتهاب أو سرطانات، التي قد تكون مميتة حال لم تُعالج. لم يُلاحظ بعد إزالة الزائدة أي تأثيرات ممرضة في جسم الإنسان.
اقرأ أيضًا:
مفاجأة: الزائدة الدودية هي مكان نشوء مرض باركنسون
ترجمة: هديل بلدية
تدقيق: مازن النفوري
مراجعة: أكرم محيي الدين
المصادر: britannica, news-medical