يفاجئنا مجال الروبوت دائمًا بما هو مذهل في جميع المجالات، آخر تلك الأعمال المذهلة هو اختراع روبوت على هيئة محرك مجهري فائق الصغر يستطيع التعرف على خلايا فردية مختارة، ثم يحتجزها وينقلها إلى مكان آخر. فتح هذا الاختراع الهندسي المهم مجالات شتى، بدءًا من الاستخدامات الطبية إلى تنقية الهواء من الملوثات.
يتراوح حجم هذا الروبوت بين 5 و27 ميكروميتر، ومصنوع من كرة خاصة من مادة البوليستيرين، ومطلية بمواد موصلة كهربائيًا من الكروم والنيكل والذهب.
يمكن لكل من المجالين الكهربائي والمغناطيسي التحكم في الروبوت، لذلك ينوي المخترعون استخدام ميزة التحكم المغناطيسي لاستخدام الروبوت المجهري لنشره داخل جسم الإنسان.
استخدم الباحثون الروبوت لالتقاط خلية دم واحدة، وخلايا سرطانية من نوع محدد، وخلية بكتيرية واحدة. لم يُختبر الروبوت داخل جسم الإنسان بعد، وذلك أحد المجالات التي قد يكون مؤثرًا فيها.
لهذا المحرك المجهري العديد من القدرات المثيرة للإعجاب، فهو يستطيع التنقل من خلية إلى أخرى، ويستطيع التعرف على أنواع الخلايا المختلفة، وتمييز الخلايا السليمة من الميتة. يوجد الكثير من الأفكار الواعدة لاستخدام هذه المحركات المجهرية، مثلًا بإمكانه نقل الخلايا، ونقل الأدوية أو جين معين إلى خلية داخل الجسم، وتنظيف البيئة من الملوثات.
أيضًا قد يساعد هذا المحرك المجهري في بعض أساليب علاج مرض السرطان، بتحديد الخلايا التي تقتل نفسها داخل الجسم، ذلك نظرًا إلى قدرة هذا المحرك المجهري على استشعار حالة الخلية بواسطة إشاراتها الكهربائية.
أيضًا بواسطة هذا الروبوت، بوسع العلماء تحليل خصائص خلايا معزولة خارجيًا داخل المختبر، بدلًا من دراستها داخل كائن حي. يرى الباحثون أن ذلك قد يفيد في التعامل مع الخزعات السائلة، حال الاحتياج إلى تحليل عينات دم أو أي نوع من سوائل الجسم.
يقول المهندس الميكانيكي جلعاد يوسيفون، من جامعة تل أبيب: «استوحينا قدرات الروبوت المجهري في التحرك ذاتيًا من كائنات حية مثل البكتيريا والحيوانات المنوية، إنه مجال بحث مبتكر سريع التطور، له العديد من الاستخدامات المختلفة والمتنوعة. يكمن التطوير الجديد في التحديث الكبير لتقنية الروبوت عبر جانبين رئيسيين: الدفع الهجين، والملاحة بآليتين مختلفتين، كهربائية ومغناطيسية، أيضًا عملنا على تحسين قدرة الروبوت المجهري في التعرف على خلية محددة والتقاطها، دون الحاجة إلى وضع علامة عليها لاختبارها، أو استخدام معدات خارجية لاستخراجها ونقلها».
«جرى هذا البحث في المختبر لدراسة عينات حيوية خارج الجسم، لكن الهدف المستقبلي هو تطوير روبوتات مجهرية ستعمل أيضًا داخل الجسم، مثلًا لحمل الأدوية الفعالة وتوجيهها بدقة إلى الهدف».
اقرأ أيضًا:
روبوت «النحلة» الجديد يستطيع عمل كل شيء
ترجمة: عمرو أحمد
تدقيق: أكرم محيي الدين