تعاني بعض النساء انخفاض الرغبة الجنسية، ولكن يتوفر الآن علاج بالحقن حسب الحاجة، إذ وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على إتاحة دواء فايليسي الذي يعد النساء بتعزيز الدافع الجنسي، ويعد خيارًا جيدًا مع إنه قد لا ينجح مع كل امرأة.
وبحسب رويترز فإن شركة الصيدلة (AMAG Pharmaceuticals) طورت دواء فايليسي (Vyleesi) ويُسمى أحيانًا بريميلانوتيد (Brimelanotide)، وتخطط لبيعه بقيمة 899$ لمجموعة مكونة من أربع حقن، ولا توجد معلومات متاحة حتى الآن ما إذا كان التأمين الصحي سوف يغطي الدواء أم لا، لكن رويترز ذكرت بعض الخطط لتغطية دواء آددي (Addyi) الذي يُعد أول دواء في السوق لعلاج انخفاض الرغبة الجنسية عند النساء، إذ نال الموافقة على الحبة اليومية في 2015. وبذلك يصل العدد الإجمالي للأدوية إلى اثنين.
سيكون حقن الدواء الجديد سواء في الفخذ أم البطن ذاتيًا باستخدام محقن ذاتي. يعمل الدواء عدة ساعات ويجب استخدامه فقط عند الحاجة.
نقلًا عن الدكتورة إليزابيث كافالر المتخصصة في أمراض المسالك البولية في مستشفى لينوكس هيل في مدينة نيويورك التي لم تشارك في تطوير الدواء:
«يعد بريميلانوتايد أو فايليسي الخيار الأول الذي يسمح للنساء بعلاج أعراضهن على أساس الحاجة والحقن ذاتيًا قبل 45 دقيق من حدوث التأثير المطلوب».
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على دواء بريميلانوتيد للنساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث المصابات باضطراب انخفاض الرغبة الجنسية (HSSD).
تُعرف هذه الحالة من خلال انخفاض الاهتمام بالجنس أو غيابه، ما يسبب ضائقة أو صعوبة في العلاقة.
تحسّن في الرغبة الجنسية وانفراج في الضائقة
أجرت AMAG تجربتين سريريتين على أكثر من 1200 امرأة لدراسة مدى نجاح عمل بريميلانوتيد، وتوزعت النساء عشوائيًا لاستخدام إما الدواء أو دواء وهمي غير نشط.
أفادت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن نحو 25% من النساء اللاتي استخدمن الدواء زاد مستوى الرغبة الجنسية بالمقارنة مع 17% من النساء اللاتي استخدمن الدواء الوهمي.
إضافةً لذلك، انخفض الشعور بالضائقة الذاتية المبلّغ عنها المتعلقة بانخفاض الرغبة الجنسية عند أكثر من ثلث النساء اللواتي استخدمن بريميلانوتيد للعلاج، لكن هذا كان أعلى بقليل فقط من نسبة النساء المشارِكات في مجموعة العلاج الوهمي اللاتي شهدن تحسنًا.
كان لدى النساء اللاتي يستخدمن الدواء عددًا مماثلًا من الأحداث الجنسية المرضية في أثناء الدراسة مثل النساء اللاتي يتناولن الدواء الوهمي.
وقد أفادت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن بريميلانوتيد لا يُعزز من الأداء الجنسي.
كانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعا للدواء هي الغثيان والقيء والاحمرار والصداع وردود الفعل في مكان الحقن بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم ثم عودته إلى طبيعته في غضون 12 ساعة. ولكن يجب على النساء المصابات بارتفاع الضغط الغير متحكم به أو أمراض القلب والأوعية الدموية عدم استخدام الدواء.
وذكرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أيضًا أن نحو 40% من النساء قد عانت من الغثيان في التجارب السريرية، ما قد يكون شديدًا أحيانًا لدرجة الحاجة إلى دواء لعلاجه.
قد يتداخل بريميلانوتيد مع النالتروكسون (دواء يُعطى فمويا لمعالجة الاعتماد الكحولي أو الأفيوني)، لذلك يجب ألّا يستخدمه الأشخاص الذين يتناولون نالتروكسون.
يُنشط الدواء مستقبلات الميلانوكورتين في الجسم، وهي التي تشارك في الاستجابة الجنسية إلى جانب تصبغ الجلد وتناول الطعام ودورة النوم والاستيقاظ.
رفع مستوى الوعي عن انخفاض الرغبة الجنسية لدى النساء
قالت كافالر: «تُعد نتائج هذه الدراسة واعدة، وحتى الآن يُعد هذا الخيار الدوائي الأكثر أمانًا بالإضافة إلى ميّزة استخدامه عند الحاجة فقط».
بحسب تقديرات الدراسات السابقة فإن 8-19% من النساء يعانين اضطراب انخفاض الرغبة الجنسية، سواء قبل سن اليأس وبعده، والسبب الحقيقي غير معروف دائمًا.
أشار الدكتور هيلتون جوفيه مدير مركز إدارة الغذاء والدواء الأميركي (FDA) لتطوير الأدوية والبحوث في بيان صحفي: «تقلّ الرغبة الجنسية عند شريحة من النساء دون أي سبب وجيه، ما يسبب لهن إزعاجًا ملموسًا، ويستطعن الآن الاستفادة من العلاج الدوائي الآمن والفعال … إنّ الموافقة اليوم توفر للمرأة خيارًا علاجيًا آخر لهذه الحالة».
أفادت وكالة AP الإخبارية أنّ AMAG تخطط للترويج للدواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، (بطريقة مشابهة لترويج آددي)، ويتضمن ذلك موقع ويب يسمى unblush.com الذي يهدف لزيادة الوعي باضطراب انخفاض الرغبة الجنسية (HSSD).
أثارت إدارة الغذاء والدواء الأميركية مؤخرًا القلق حول تناول دواء آددي مرة واحدة يوميًا لأن ذلك غير آمن مع الكحول. وتراجعت مبيعات الدواء بسبب ذلك، إذ ذكرت وكالة AP الإخبارية عن وصف آددي فقط 6000 مرة في العام الماضي.
يبقى السؤال: هل سيكون لفايليسي نفس المصير أم لا؟ أضافت كافالر: «لن نتمكن من فهم السوق لدواء مثل هذا حتى يصبح متوفرًا وتبدأ النساء بالسماع عنه».
قد يكون لانخفاض الرغبة الجنسية عند النساء عدة أسباب ويعتمد العلاج أساسًا على معرفة السبب، قد تستفيد بعض النساء من الأدوية أو العلاج الهرموني، بينما قد ترى أخريات نتائج أفضل بالاستشارة.
مع أن الدواء قد لا يعمل مع جميع النساء، فإن وجوده في السوق مع جهود AMAG المبذولة على التسويق قد يشجع المزيد من النساء على التحدث إلى أطبائهن حول هذا الموضوع.
أضافت كافالر أخيرًا: «إنّ وفرة فايليسي تتيح فرصة للأطباء ليسألوا مرضاهم الإناث عن رضاهن الجنسي ورغبتهن، بالإضافة إلى أن وجود خيار يستطيع الأطباء عرضه على النساء يمنح الأطباء الثقة لطرح هذا الموضوع الحساس».
اقرأ أيضًا:
قد يتأثر الدافع الجنسي وفقدان الرغبة الجنسية ببكتيريا الأمعاء!
ترجمة: سنا أحمد
تدقيق: لين الشيخ عبيد
مراجعة: محمد حسان عجك