شارل أندريه جوزيف ماري ديغول، وُلد في 22 نوفمبر 1890 في مدينة ليل في فرنسا، وتوفي في 29 نوفمبر 1970 في كولومبي لي دو إغليز. كان جنديًا فرنسيًا وكاتبًا ورجل دولة، ومؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة.
تعليمه وحياته المهنية
شارل ديغول هو الابن الثاني لعائلة وطنية من الروم الكاثوليك، من الطبقة المتوسطة العليا. أنتجت هذه العائلة كُتَّابًا ومؤرخين. علّمه والده الفلسفة والأدب، لكنه -وهو صبي يافع- أبدى شغفًا واهتمامًا بالأمور العسكرية، فالتحق بأكاديمية سان سير العسكرية، وسنة 1913 انضم لكتيبة مشاة بقيادة الكولونيل فيليب بيتان برتبة ملازم ثان.
اتسم ديغول بوصفه جنديًا بالفطنة والجد، وكان ذا عقل فذ وثقة عالية بالنفس وصاحب جسارة ملحوظة في عمله العسكري. قاتل في الحرب العالمية الأولى في معركة فردان، أصيب ثلاث مرات بجروح، واختير لإرساله في ثلاث بعثات، وقضى عامين وثمانية أشهر أسير حرب، حاول خلالها الهرب خمس مرات. وبعد زيارة قصيرة لبولندا بوصفه عضوًا في مهمة عسكرية، وبعد عام من الدراسة في سان سير وخضوعه لدورة تدريبية خاصة على مدى عامين في علم الاستراتيجيات والتكتيك العسكري في المدرسة الحربية العليا، رقّاه المارشال بيتان عام 1925 إلى رتبة عضو المجلس العسكري الأعلى. وبين عامي 1927 و1929 خدم ديغول رائدًا في الجيش المحتل لأراضي الراين، ولاحظ بنفسه خطر العدوان الألماني وضعف الدفاعات الفرنسية. قضى عامين في الشرق الأوسط ثم ترقى إلى رتبة مقدم، وأمضى أربعة أعوام عضوًا في أمانة مجلس الدفاع الوطني.
بدأ شارل ديغول مهنة الكتابة بدراسة عن العلاقة بين القوى المدنية والعسكرية في ألمانيا عام 1924 بعنوان «النزاع بين أطراف العدو»، تبعتها محاضرات عن مفهوم القيادة عام 1932 بعنوان «حد السيف». سنة 1934 قدم دراسة عن النظرية العسكرية بعنوان «جيش المستقبل» إذ طرح فكرة وجود جيش صغير احترافي عالي الإمكانيات وسريع التنقل، الأمر الذي عدّه أفضل من النظرية الساكنة مثل خط ماغينو، الذي أنشئ بغرض حماية فرنسا من الهجوم الألماني. دوّن ملاحظات في أواخر يناير 1940 بهدف التأثير في توجهات السياسيين ودفعهم إلى انتهاج أفكاره، إلا أن آراءه قللت من شعبيته بين السياسيين الأعلى رتبةً منه، وأدى طلبه بنشر دراسة تاريخية بعنوان «فرنسا وأعداؤها» عام 1938 إلى خلاف بينه وبين المارشال بيتان.
اقرأ أيضًا:
أحد عشر اختراعًا غيرت مجرى التاريخ
ترجمة: شادن أمين
تدقيق: أكرم محيي الدين
