النحل:
في بداية فصل الصيف، يبحث النحل عن مسكنٍ جديد يحوي أعدادهم المُتزايدة. لذلك ينقسم النحل إلى مجموعتين.
المجموعة الأولى: الملكة ونصف العاملات، يُغادرون بحثًا عن مسكنٍ جديد.
المجموعة الثانية: ابنة الملكة وباقي العاملات، يبقون في الخلية.
وبعد الاستكشاف، تُعبِّر كُلُّ نحلة عن المكان الذي وجدته بالرقص (أو الاهتزاز)، لتحفيز زُملائها على اختيار المكان الذي وجدته مناسبًا للسكن الجديد.
والرقص قد يدوم 16 ساعة. وبعد أيام، يأتي وقت الإجماع على رأيٍ واحد. فيذهب النحل كُـلٌّ إلى المكان الذي يُفضِّله. والمكان الذي يحظى بأكبر عدد من رقصات النحل، يعني أنَّـه المكان الفائز.
وهذا ما يُحاكي عملية التصويت عند البشر.
قرود (مكاك تونكيني- Macaca tonkeana):
عندما تكثر أشجار الفواكه ويكون انتشارها عشوائيًا، تتعدد الخيارات أمام قرود مكاك تونكيني، فيتوجب عليهم أن يُحددوا أي اتجاه سيسلكون بحثًا عن الغذاء. وعندها يأتي وقت التصويت بالإجماع.
يذهب قرد منهم في اتجاه، فيمشي خُطواتٍ قليلة، ثم يتوقف ويُدير رأسه إلى القبيلة.
فإن وافقوا على الاتجاه، يتبعونه. وإن لم يوافقوا، يتقدم قرد آخر في اتجاه ثانٍ، مُقترحًا خيارًا جديدًا.
وهكذا.. إلى أن يُــقــرِّر القردة بالإجماع، أيُّ اتجاهٍ يسلكون.
والجدير بالذكر، أنَّـه متى تمَّ الإجماع على اتجاهٍ مُعين، ينصاع باقي القردة الذين لم يُصوتوا إلى رغبة الأكثريَّة.
الجواميس:
الإناث في القطيع هي مَنْ تتكلَّف عملية التصويت والاختيار. وذلك عبر تركيز النظر في اتجاهٍ واحد، مع الرأس مرفوعًا أكثر من حالة الاسترخاء العادية، ولكن أقل من حالة التأهب والحذر، ثم الاستلقاء على الأرض، وتِكرار العملية لمدة ساعة تقريبًا. بعدها يتجه القطيع إلى المكان الذي نال أعلى نسبة «تصويت»، أي عبر النظر إلى اتجاهٍ مُعين وتِكرار حركة القيام والاستلقاء.
إعداد: تيما طعان
تدقيق: هبة فارس
المصدر