جرب معظمنا حمية الديتوكس مرة على الأقل في حياته، وتبدو فكرة تطهير أنفسنا من السموم والطعام غير الصحي والتلوث فكرة جذابة، لكن ما الحقيقة العلمية خلف عملية إزالة السموم بهذه الطريقة، وهل تجعلنا صحيين أكثر حقًا؟
ما هي حمية الديتوكس؟
لا يوجد حمية وحيدة للديتوكس، بل مجموعة كبيرة متنوعة من الحميات التي تدّعي انتزاعها السموم من الجسم. يقول الدكتور فيرونيك شاشاي خبير التغذية من جامعة كوينزلاند:
«تشمل حمية الديتوكس كل شيء بدءًا بالحقن الشرجية والمعالجة الكولونية، وكذلك نزع السموم بشرب عصير الليمون أو صيام الماء لعزل مجموعات معينة من الطعام، والتطهير بالأعشاب، وجرعات كبيرة من المكملات الغذائية، وأكواخ التعرّق، وأشياء أخرى كثيرة».
ما الذي تدّعي حمية الديتوكس فعله؟
تمتلك حميات الديتوكس شيئًا واحدًا مشتركًا، إذ تدّعي جميعها تطهير الجسم من السموم، قد تأتي هذه السموم من مصادر مختلفة، ويقول الدكتور شاشاي أن المصادر الخارجية للسموم، تتضمن:
«جزيئات تنتج عن الخبز، والقلي العميق، والشواء باستخدام الفحم، وكذلك الكحول والمواد الحافظة المضافة في الأغذية المصنعة… ثم لدينا الأدوية، والتبغ، والتعرض للملوثات البيئية، وأشياء أخرى كثيرة».
وقال الدكتور تيم كرو خبير التغذية من ثينكينغ نوترشن:
«يسود الاعتقاد بأن تراكم السموم هو المسبب الرئيسي لزيادة الوزن والإمساك والنفخة وغازات البطن وسوء الهضم والحرقة والإسهال والشعور بالتعب مع فقدان الطاقة، وإزالة السموم إحدى طرائق الجسم للقضاء على هذه السموم، وبالمحصلة، سيشعر الشخص بأنه صحي ويخسر الوزن».
هل تفي حمية الديتوكس بوعودها؟
هل يوجد أي إثبات علمي بأن هذه الحميات تخلص الجسم من السموم؟ أجاب جميع المختصين: «لا». قال الدكتور جيدون مايروفيتز كاتز خبير السكري والصحة العامة من جامعة ولونغونغ:
«عمومًا، فكرة أن التدخل في عمل الجسم قد يخلصه من السموم، أو حتى وجود أشياء في الجسم يجب نزع سميتها، فكرة غير مثبتة جيدًا، وتشير معظم هذه الحميات إلى سموم غامضة -حتى لو كانت ضارة- لا يمكن إزالتها من طريق حمية مختارة».
قال الدكتور نيكولاس فولر خبير البدانة والتغذية من جامعة سيدني:
«تعتمد سمية المواد على الكمية التي نستهلكها منها، ونحتاج إلى عملية إزالة السموم في حالات نعالج فيها الشخص في المشفى من مستويات خطيرة لمادة السامة تهدد حياته».
أضاف الدكتور شاشاي: «جسم الإنسان جهاز شامل يصلح ذاته وينتزع السمية تلقائيًا، وتجري هذه العملية سواءً أكنت تأخذ علاجًا للتسمم أم كنت في ماراثون تذوق الطعام والنبيذ. ولكن تزويد الجسم يوميًا بالمكونات المناسبة للعمل على أكمل أفضل من الحلول السريعة لإزالة السمية».
ما هي فوائد حمية الديتوكس؟
قد لا تقدر حميات الديتوكس على نزع السمية كما تدعي، فهل لها فوائد أخرى؟ قال الدكتور كرو:
«من الطبيعي، أن أي شخص يأكل كميات أكثر من الفواكه والخضراوات، ويشرب الكثير من الماء، ويتناول القليل من الأغذية المليئة بالدسم والملح والسكر المضاف، ويشرب كميات أقل من الكحول، سيحظى بشعور أفضل، خصوصًا إذا كان نظامه الغذائي سيئًا».
تلاحَظ خسارة الوزن في حميات الديتوكس الشديدة، لكن الدكتور كرو، يقول:
«يمكن تفسير هذا بسبب الطبيعة الشديدة لحميات الديتوكس، والتي تقطع تزويد الكيلوجول في الجسم فجأة، وسيعود الوزن الذي خسره الشخص عندما تمتلئ مخازن الكربوهيدرات، ويتابع نظامه الغذائي الطبيعي».
يوجد فائدة محتملة من حمية الديتوكس وهي الأثر السيكولوجي في الشخص، يقول الدكتور كرو:
«قد تساعد حمية الديتوكس الأفراد على الانتباه أكثر لما يأكلونه، قد تكون حمية الديتوكس لبعضهم بداية نظام غذائي ونمط حياة صحيين».
ما هي أضرار حمية الديتوكس؟
سُجلت أضرار كثيرة لحمية الديتوكس، لخصها الدكتور كرو فيما يلي:
- الشعور بالتعب وفقدان الطاقة.
- تكاليف شراء الطعام العضوي الذي ينادي -معظمه- بزيادة الاستهلاك.
- ثمن عدة الديتوكس عند اتباع البرنامج الدعائي.
- شراء المكملات إذا اقترحتها الحمية.
- الحاجة إلى تنظيم أكثر من المعتاد، للتأكد من وجود طعام مسموح به في المنزل والعمل.
- صعوبات في تناول الطعام خارج المنزل مع آخرين، لأن معظم المطاعم لا تقدم وجبات مناسبة لحمية الديتوكس.
إضافةً إلى ذلك، قد تكون الطبيعة قصيرة الأمد لأية آثار مفيدة -كفقدان الوزن- محبطة وغير مشجعة على الأكل الصحي على المدى الطويل.
يلخص الدكتور كرو: «إن موضة حمية الديتوكس العابرة قد تشجع على فكرة أن بوسع الشخص عيش نمط حياة غير صحي طوال السنة، و من ثم إلغاء كل الأضرار بعدة أيام باستخدام تلك الحمية، وهي نظرية –ببساطة- لا تعمل».
النتيجة: أضرار حمية الديتوكس تفوق فوائدها في معظم الحالات.
انظر أيضًا:
دراسات خاطئة تعني أن كل شيء تعرفه عن التغذية خاطئ
حقيقة شرب الماء والليمون لطرد السموم
ترجمة: بشر اسماعيل
تدقيق: محمد حسان عجك
مراجعة: حسين جرود