اكتشف باحثون من جامعة ديوك الأمريكية وفقًا لدراسة أجروها على فئران حديثة الولادة جزيئات دهنية موجودة في حليب الثدي قد تحد من الإصابة بالشلل الدماغي لدى الأطفال الخدج.

يولد في الولايات المتحدة نحو 60 ألف طفل سنويًا قبل إتمامهم مدة الحمل الطبيعية «32 أسبوعًا»، يُصاب نحو 10% منهم بالشلل الدماغي نتيجة الإصابات التي تتلف الألياف العصبية المعروفة باسم المادة البيضاء في الدماغ.

يؤدي فقدان المادة البيضاء إلى العجز العصبي، ولا يوجد حتى الآن علاج يساعد أولئك الأطفال لتجنب نتائج فقدان تلك المادة.

حدّد الباحثون خلال الدراسة التي أجروها جزيئًا دهنيًا في حليب الثدي يُحفز الخلايا الجذعية في الدماغ على إنتاج خلايا تنتج المادة البيضاء.

ظهرت نتائج الدراسة التي أعدّها إريك بينر -المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ مساعد في قسم طب الأطفال في كلية الطب في جامعة ديوك- في مجلة Cell Stem Cell.

يقول بينر بوجود حاجة إلى دراسة إضافية تجرى بناءً على التجارب السريرية، وأضاف أن النتائج التي توصلوا إليها كانت واعدة.

يقول بينر أيضًا إنه من الصعب جدًا تطوير علاجات للأطفال خاصةً الأطفال الضعفاء بسبب مخاوف شديدة تتعلّق بسلامتهم، وأضاف أن مصدر الجزيئات الدهنية التي حُدّدت هو حليب الثدي، لذا فإنّه يُعد مصدرًا آمنًا للغاية للأطفال الخدج.

أضاف بينر أن الدهون الموجودة في حليب الثدي تفيد جدًا في نمو وتطوّر دماغ الأطفال حديثي الولادة.

توجد أنواع عديدة من الدهون في حليب الثدي، لذا حدد الباحثون في هذه الدراسة الجزيئات الدهنية المحددة التي تعزز نمو المادة البيضاء وتطوّرها.

أضاف بينر إمكانية البدء في تطوير علاج يفصل تلك الجزيئات الدهنية ويوصلها بصورة آمنة ليعالج التحديات التي يواجهها أولئك الرضع.

يعمل بينر طبيبًا للأطفال الخدج في جامعة ديوك ويعدّ أحد مؤسسي شركة Tellus Therapeutics، المنبثقة عن جامعة ديوك، طُورَت بمساعدة من مكتب جامعة ديوك للنقل والتسويق لجلب هذا العلاج من المصدر إلى وحدة العناية المركزة الخاصة بالأطفال الخُدج.

ستُعطى الجزئيات الدهنية -المأخوذة من حليب الثدي المحددة في الدراسة- للأطفال المرضى عبر الوريد في التجارب السريرية القادمة. يُعد إعطاء العلاج عبر الوريد أمرًا في غاية الأهمية لأن الكثير من الأطفال حديثي الولادة هم ضعيفو المناعة إضافةً للمشكلات والاضطرابات الوظيفية في الجهاز الهضمي عند الولادة، لذا فإن إعطاء العلاج فمويًا يعدّ أمرًا محفوفًا بالمخاطر.

تدخل الجزيئات الدهنية الى الدماغ وترتبط مع الخلايا الجذعية وتحفزها كي تتحوّل إلى نوع من الخلايا تسمى الخلايا الدبقية قليلة التغصّن.

تشبه هذه الخلايا الدبقية «الدبق العصبي» المركز الذي ينتج المادة البيضاء في الجهاز العصبي المركزي. تمنع المادة البيضاء المنتجة حديثًا في الأطفال الخُدج تلف الأعصاب الذي يؤثر على قدرة الطفل على الحركة وقد يؤدي إلى الشلل الدماغي.

تقول أغنيس تشاو، زميلة سابقة في قسم طب حديثي الولادة والمؤلفة الأولى لهذه الورقة: «إنه لأمر صعب للغاية توقع توقيت إصابة الدماغ لذا فإن هذا الدواء المستخلص من حليب الثدي قد يُعطى بأمان لجميع الأطفال حديثي الولادة في بداية مرحلة الخطورة».

قالت تشاو بصفتها طبيبة أطفال خدج إنها متحمسة جدًا لأنها ربما تكون قادرةً على توفير العلاج للعائلات التي أصيب أطفالها بإصابة الدماغ المبكرة والذين لن يكون لهم خيارًا آخر.

حصلت الدراسة على تمويل من المعاهد الوطنية للصحة. معهد جان ومعهد جورج بروملي جونيور، ومعهد أبحاث فترة ما قبل الولادة، جائزة علماء ديوك من كلية الطب، مركز جامعة ديوك للفحص المجهري في الجسم الحي، والمركز الوطني للنهوض بالحركة العلمية.

اقرأ أيضًا:

الشلل الدماغي: الأسباب والعلاج

المتلازمة الدماغية العضوية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: ياسين أحمد

تدقيق: فاطمة جابر

المصدر