قام باحثون بعزل خلايا جذعية من قوقعة أذن الفئران وتحويلها إلى خلايا مشعَّرة سمعية، ما قد يمهد الطريق لعلاج فقدان السمع.
نمتلك عند ولادتنا حوالي 15000 خلية مشعَّرة في كلٍ من أذنينا الداخليتين، وتساعدنا هذه الخلايا المختصة التي تستشعر الأمواج الصوتية في المحافظة على التوازن أيضًا، ومع مرور العُمر تموت هذه الخلايا، مساهمةً في فقدان السمع، وعلى عكس السمك والطيور والزواحف، لا يجديد الجسم البشري هذه الخلايا.
ولكن دراسةً في الحادي والعشرين من شباط (فبراير) لعام 2017 نُشرت في دورية (Cell Reports) وصفت طريقة مبتكرة لتجديد أعداد كبيرة من الخلايا المشعّرة عن طريق خلايا جذعية فأرية داخل أنبوبة الإختبار، فقال المؤلف المشارك روبيرت لانجر من(معهد ماستشوستس للتكنولوجيا-MIT) في بيان صحفي:
«يعد فقدان السمع مشكلة حقيقية مع تقدم الأشخاص عمرًا، وتعد حاجةً غير ملباة يجب القيام بأمر حيالها، وما نبحثه الآن مقاربةٌ جديدة كليًا.»
اعتمد لانجر وزملاؤه على نتائج (ورقة نيورون البحثية- Neuron paper) الصادرة عام 2013، وفيها وصف فريق علمي مستقل إنتاج الخلايا المشعّرة من خلايا جذعية فأرية، ولكن بكميات قليلة (بحدود 200 خلية) فقط، أما لانجر وزملاؤه فأبلغوا عن إنتاج ما يزيد عن 11000 خلية مشعّرة، باستخدام تقنيتهم المعدلة التي تتضمن جزيئات إضافية تحرّض (مسار ونت- Wnt pathway) لنقل الإشارة إلى داخل الخلايا من أجل تحفيز الخلايا الجذعية بشكل لطيف.
وقال المؤلف المشارك جيفري كارب من مستشفى بريغام آند ومنز التابع لجامعة هارفارد للطب في البيان الصحفي «نحتاج لتحفيز تكاثر الخلايا الداعمة فقط، ومن ثم سينهال شلال من الإشارات الطبيعي في الجسم لتحفيز تحوّل قسم من هذه الخلايا إلى خلايا مشعّرة.»
وشرح الباحثون أن تقنية إعادة البرمجة هذه تعمل في الخلايا الفأرية، وخلايا الحيوانات الرئيسية اللابشرية والبشرية أيضًا، كما أسس كل من لانجر وكارب شركة تدعى “Frequency Therapeutics”، تهدف لتطوير علاج لفقدان السمع المزمن اعتمادًا على هذه النتائج، تبعًا لبيان صحفي سابق.
- ترجمة: سارة وقاف.
- تدقيق: قُصي السمان.
- تحرير : رغدة عاصي
- المصدر
