يُفترض في الفيزياء الكونية، أن الطبيعة موصوفة بنظرية موحدة عظمى، وتُعد فترة التوحيد الكبير من الفترات التي مرت خلال تطور الكون في بداية نشوئه بعد الانفجار العظيم ، وتلت فترة بلانك، إذ بدأت بعد 10-43 (10 للأس -43) ثانية من الانفجار العظيم، وكانت درجة حرارة الكون متوافقةً مع درجة الحرارة المميزة لنظريات التّوحيد الكبير.
إذا كانت طاقة التوحيد الكبير تُقدر بـ 1510 (10 للأس 15) جيجا إلكترون فولط، فهذا يقودنا إلى درجة حرارة تُقدر بـ 2710 (10 للأس 27) درجة مئوية. لقد توحدت خلال هذه الفترة ثلاثة تفاعلات أساسية، وهي: (الكهرومغناطيسية)، و(التفاعل الشديد)، و(التفاعل الضعيف)، ولتتكوّن القوة الكهرونووية، انفصلت الجاذبية عنها في نهاية فترة بلانك. ولم تكن الخصائص الفيزيائية مثل الكتلة، والشحنة، والنكهة، والشحنة اللونية خلال فترة التوحيد الكبير، ذات معنى.
انتهت فترة التوحيد الكبير بعد 10-36 (10 للأس -36) ثانية من الانفجار العظيم ، وجرت حينها عدة أحداث مهمة، إذ انفصلت القوة النووية الشديدة عن بقية القوى الأساسية، ويُعتقد أن جزءًا من عملية الانحلال، كسر الاحتفاظ بعدد البريونات ما أدى إلى زيادة بسيطة للمادة على المادة المضادة، ويُعتقد أيضًا أن التحول خلال هذه المرحلة أطلق عملية تضخم الكون التي سيطرت على تطور الكون في الفترة التالية، فترة التضخم.
اقرأ ايضًا:
لماذا لا يمكن اعتبار نظرية الأوتار صحيحة ولا حتى خاطئة؟
التضخم الكوني – بقلم الدكتور سليم زاروبي
ترجمة: مازن سفان
تدقيق: أسماء العجوري