يسبب الحول الفوقاني انحراف إحدى العينين أو ارتفاعها للأعلى بشكل غير قابل للسيطرة، وينتج الحول عن شيء سبب أذى أو تداخل مع الأعصاب أو العضلات المسؤولة عن حركة العين. يسبب عدم تناسق العينين الناتج من الحول رؤية مزدوجة، ويجب على المصاب مراجعة الطبيب فور ملاحظة تغير في النظر.
ما الحول الفوقاني؟
حالة تجعل إحدى العينين تنظر للأعلى كل الوقت، وهو أحد أشكال الحول. يُعرف الحول بأنه أي حالة تؤثر في انتظام العينين، أي اتجاه إحدى العينين باتجاه مختلف عن العين الأخرى.
لدى الإنسان ست عضلات تتحكم في حركة العين. تعمل هذه العضلات معًا لتوجيه العينين إلى الاتجاه ذاته عندما ينظر الشخص إلى شيء ما، أما الأشخاص المصابون بالحول فلا يمكنهم التحكم في حركات العين، من ثم لا يمكنهم الحفاظ على توافق العينين.
إذا كان الشخص مصابًا بالحول الفوقاني، فستتحرك العين المصابة دون توافق مع العين الأخرى، ويلاحظ ذلك عندما ينظر الشخص إلى الأمام مباشرةً. ترتفع العين المصابة للأعلى بعيدًا عن مركز الوجه، حتى عندما يحاول الشخص تغيير اتجاه النظر، إذ تصبح العين المصابة خارج المحاذاة العمودية.
قد يشعر المصاب كأن عينيه مصابتان بالإرهاق والتعب، وقد لا يلاحظ بعض الناس خاصةً الأطفال إصابتهم بالحول الفوقاني أو وجود مشكلة في العين، إذ يميل الطفل رأسه ليرى بالعين المصابة دون ملاحظة ذلك.
قد يجعل الحول الفوقاني الرؤية ضبابية ويسبب ازدواج الرؤية –الشفع- لكن لا يعاني الأطفال والبالغون المصابون بالحول فترةً طويلة ازدواج الرؤية.
لا تعني إصابة الطفل بالحول الفوقاني -أو أي من أشكال الحول- إصابته بمشكلات طبية أخرى تؤثر في الجسم أو العقل. تجب زيارة الطبيب في أقرب وقت عند وجود مشكلة في العين أو الرؤية.
من يُصاب بالحول الفوقاني؟
قد يصاب به أي شخص، إذ يعاني 5% من سكان الولايات المتحدة بعض أشكال الحول، ويُعد الحول الفوقاني حالة عائلية، لكن إصابة أحد الوالدين لا تحتم إصابة الأطفال.
ما أعراض الإصابة بالحول الفوقاني؟
العرض الأشيع للحول الفوقاني حركة إحدى العينين بغير توافق مع العين الأخرى -لا محاذاة- وقد يحدث تناوب في مواقع العينين، إذ تنظر العين غير المصابة للأسفل في حين تنظر العين المصابة للأمام مباشرةً.
تتضمن الأعراض الأخرى:
- ازدواج الرؤية «الشفع».
- تشوش الرؤية.
- تعب العينين وإجهادهما.
- ألم الرأس.
قد يعاني المصابون بالحول الفوقاني أعراضًا عند الجهد أو التعب فقط، ويشير الطبيب لذلك بالحول الفوقاني المؤقت.
يزداد خطر الإصابة بالعين الكسولة «الغمش» عند الأطفال المصابين بالحول الفوقاني.
ما أسباب الحول الفوقاني؟
يتحكم العصبان القحفيان الثالث -العصب المحرك للعين- والرابع -العصب البكري- في العضلات المسؤولة عن الحركة العمودية للعين. أي ضرر يصيب هذه الأعصاب أو العضلات أو الدماغ، قد يسبب الحول الفوقاني. من هذه الأسباب:
- السكتات الدماغية.
- إصابات العين.
- الضرر بسبب جراحة في العين.
من الحالات الطبية التي قد تسبب الحول الفوقاني:
- داء غريفز.
- مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية.
- متلازمة براون.
- الوهن العضلي الوبيل.
قد يصاب الشخص بالحول الفوقاني عندما تكون العضلات المحركة للعين مشدودة أو ضعيفة.
الأنواع الأخرى من الحول قد تسبب الحول الفوقاني، إذ يعاني بعض المصابين بالحول الأفقي أحيانًا حولًا فوقانيًا.
عدم الترابط والانحراف العمودي شكل من الحول الفوقاني، يسبب انحرافًا مؤقتًا للأعلى في إحدى العينين أو كلتيهما، ويؤثر عادةً في الأطفال المصابين بالحول.
كيف يُشخص الحول الفوقاني؟
يجري الطبيب فحصًا للعين، إذ ينظر إلى عيني المريض في أثناء حركتهما وعندما ينظر المريض إلى الأمام مباشرةً، وسيجري فحصًا لداخل العين للتحقق من وجود مشكلات أخرى قد تؤثر في العين. قد يطلب إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي أو تحليل دم.
التدبير والعلاج:
يعتمد علاج الحول الفوقاني على السبب. أشيع العلاجات المتاحة هي:
- النظارات: تصحح النظارات مع عدسات خاصة الخطأ الانكساري المسبب للحول الفوقاني.
- المواشير: تساعد النظارات مع مواشير خاصة على تحريك الصور التي يراها المريض لمنع حدوث ازدواج الرؤية.
- ارتداء رقعة للعين: يحتاج الأطفال المصابون بالغمش -العين الكسولة- إلى ارتداء رقعة تغطي العين القوية، لإجبار الدماغ على استخدام العين الأضعف للرؤية. ويحتاج البالغون المصابون بازدواج الرؤية إلى استخدام الرقعة.
- استخدام ذيفان البوتولينيوم: يحقن الطبيب جرعة من سم البوتولينيوم لإرخاء العضلات المصابة حول العين.
- الجراحة: إجراء الشد أو الإضعاف أو تغيير موقع عضلات العين جراحيًا، قد يعيد التوافق والانتظام للعينين.
كيف تمكن الوقاية من الحول الفوقاني؟
لا تمكن الوقاية من الحول الفوقاني، إذ يحدث بسبب مشكلات صحية لا تمكن السيطرة عليها، أو تحدث فجأة مثل السكتات الدماغية، أو أذيات العين التي لا يمكن للشخص عادةً فعل شيء للوقاية منها.
يجب التحقق من ارتداء النظارات الواقية وأدوات الحماية المناسبة عند ممارسة الأعمال التي قد تؤذي العين.
التوقعات:
سيعود النظر وانتظام العينين إلى الوضع الطبيعي بعد علاج الحول الفوقاني، ويستطيع المريض التحكم في العينين بتناسق من جديد.
لا تؤثر معظم أسباب الحول الفوقاني في الرؤية على المدى البعيد، لكن يعاني بعض المصابين بالسكتة الدماغية أو أذية العين تراجع الرؤية بعد علاج الحول الفوقاني.
يخبر الطبيب المريض عن توقعات الحالة وكم سيستغرق الشفاء.
متى يجب إجراء فحص للعيون؟
يساعد الفحص الدوري الطبيب على تحديد المشكلات، ويعتمد عدد مرات زيارة الطبيب على العمر:
- الأطفال: يجب فحص عين الطفل في كل زيارة للطفل وهو بحالة جيدة حتى يبلغ سن المدرسة، ثم يجرى الفحص مرة كل عام.
- البالغين دون أربعين عامًا: مرة كل خمس إلى عشر سنوات.
- البالغين بين 40 و 55 عامًا: كل سنتين إلى أربع سنوات.
- البالغين فوق 55 عامًا: كل سنة إلى ثلاث سنوات.
تظهر الحاجة إلى مزيد من الفحوصات في حالات ارتداء نظارات أو عدسات لاصقة أو أي أدوات مساعدة للنظر، وكذلك لدى المصابين بالسكري. يجب على المريض سؤال الطبيب عن عدد مرات الفحوصات التي يجب القيام بها.
متى تجب مراجعة الطبيب؟
يجب على الشخص زيارة الطبيب فورًا عندما يلاحظ تغيرات في العين أو الرؤية. ويجب الذهاب لغرفة الطوارئ عند ملاحظة الأعراض التالية:
- فقدان مفاجئ في الرؤية.
- ألم شديد في العين.
- عدم القدرة على تحريك العين.
- رؤية ومضات أو عوامات.
خاتمة:
يسبب الحول الفوقاني انحراف إحدى العينين للأعلى، حتى عندما لا يحاول المصاب القيام بذلك، ويُعد ذلك أمرًا مزعجًا إذ يفقد الشخص التحكم في أحد أجزاء الجسم. يُعد الحول الفوقاني قابلًا للعلاج غالبًا ولا يترك عادةً تأثيرًا طويل الأمد في الرؤية.
يحدد الطبيب العلاج اعتمادًا على السبب والأعراض. عند ملاحظة محاولة الطفل إمالة الرأس فقد يكون مصابًا بحول فوقاني. وتجب زيارة الطبيب حال لاحظ الشخص أعراضًا في العين، إذ إن الصغار المصابون بالحول الفوقاني أكثر عرضة للإصابة بالعين الكسولة.
اقرأ أيضًا:
حول العينين: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
العلاج الجيني يعيد النظر جزئيًا لرجل أعمى
ترجمة: ميلاد أبو الجدايل
تدقيق: آلاء ديب
