ترافق الحساسية الموسمية أعراض كثيرة مزعجة كسيلان الأنف وحكة العينين، وغالبًا ما يعلم من يعاني هذه الحالة الدواء الذي يخفف هذه الأعراض، ولكن يأتي السؤال بخصوص المرأة الحامل التي تعاني أساسًا من ازدياد حجم بطنها، فهل بوسعها في أثناء الحمل تناول الدواء الذي تحتفظ به دائمًا في الخزانة لمواجهة هذه الحساسة وإيقاف السيلان الأنفي؟
تشكّل الحساسية مصدر إزعاج حقيقي خاصة للنساء الحوامل، لكن لا سبب للقلق، إذ تشير مختصة الأمراض النسائية والتوليد سيلينا زانوتي إلى أن أعراض الحساسية لا تؤثر إطلاقًا في نمو الجنين وتطوره، لكن طريقة علاج هذه الأعراض قد تؤثر في الحمل.
يتوقف تناول بعض الأدوية في أثناء فترة الحمل حمايةً للجنين، ويسير هذا الأمر على بعض أدوية الحساسية الموسمية، فمن الممكن الاستمرار بتناول بعض أنواعها ويجب التوقف عن أنواع أخرى، وذلك تبعًا للحالة، ويجب توخي الحذر والتصرف بحكمة لدى اختيار أدوية الحساسية الموسمية التي تتلاءم مع الأعراض وسلامة المرأة الحامل، ومن الممكن أيضًا تخفيف الأعراض باستخدام بعض الخيارات غير الدوائية.
تختلف خيارات العلاج تبعًا لصحة الحامل وبعض عوامل الخطورة المتعلقة بالحمل، لذلك من الأفضل دائمًا التحدث إلى الطبيب كي يحدد الدواء المناسب في أثناء الحمل.
تقول الدكتورة سيلينا: «ﻻ يوجد دواء آمن بنسبة 100% لكل الناس، وهذا صحيح سواء أكان بوجود حمل أو لا، لكن خلال فترة الحمل حتى الأدوية التي تُعد آمنة قد تحمل بعض الخطورة، فإن كانت الأعراض شديدة بعض الأدوية أفضل من غيرها، أما لدى الأعراض الخفيفة فقد نلجأ إلى طرق غير دوائية لتُشعِر بالتحسن».
وفيما يلي قائمة مختصرة لبعض الأدوية ومدى أمانها على المرأة الحامل:
- حبوب مضادات الهيستامين: آمنة عمومًا.
- بخاخات مضادات الهيستامين: لا يوجد أدلة جيدة على أمانها.
- بخاخات الأنف الستيروئيدية: آمنة عمومًا.
- حُقن مضادات الحساسية: تُعد آمنة لدى أخذها قبل فترة الحمل، ويجب تجنب البدء بها في أثناء الحمل.
- مضادات الاحتقان (حبوب وبخاخات): تُعد آمنة بعد الثلث الثاني من الحمل، ويجب تجنبها لدى ارتفاع الضغط.
- مضادات الحساسية العشبية والطبيعية: لا يوجد أدلة كافية على أمانها.
مضادات الهيستامين Antihistamines
توقف مضادات الهيستامين تأثيرات الهيستامين في الخلايا الذي يسبب أعراض الحساسية. وتُعد هذه الأدوية من أكثر الأدوية استخدامًا لعلاج الحساسية الموسمية ولا تحتاج إلى وصفة طبية. وبحسب الكلية الأمريكية للأمراض النسائية والتوليد، تُعد هذه الأدوية آمنة خلال فترة الحمل:
- Loratadine.
- Cetirizine.
- Chlorpheniramine.
- Dexchlorpheniramine.
- Hydroxyzine
تقول الدكتورة سيلينا: «تُعد حبوب مضادات الهيستامين الخط العلاجي الأول لمرضى الحساسية الموسمية خلال الحمل».
يجب قراءة الملصق الذي يترافق مع علبة الدواء جيدًا، فبعض مضادات الهيستامين التي تُباع في الصيدليات قد تتضمن أيضًا مضاد احتقان لا يُسمح أخذه في حال الحمل، فوجود الحرف D إلى جانب اسم الدواء دليل على احتواءه لتلك المادة مثل: Claritin-D وZertec-D. أو قد يُكتب على علبة الدواء جمل مثل: يحتوي هذا الدواء على مضاد رشح أو مضاد احتقان.
تتوفر مضادات الهيستامين أيضًا على شكل بخاخات أنفية، لكن حسب الدكتورة سيلينا فلا يوجد أبحاث كافية حول مدى تأثيرها في الحمل وإن كانت آمنة، لذلك يجب تجنبها حاليًا ريثما تظهر نتائج جديدة ومؤكدة.
البخاخات الأنفية
يتحسّن بعض الأشخاص بعد استخدام بخاخات الأنف الستيروئيدية وتخفّ الأعراض لديهم، من أنواعها: Nasonex وNasacort و Flonase.
تُعد بخاخات الأنف آمنة للاستخدام في أثناء فترة الحمل وتُأخذ بجرعة موازية لجرعة الشخص العادي، تقول الدكتورة سيلينا أنه بالإمكان أخذ حبوب مضاد هيستامين وبخاخ أنف ستيروئيدي معًا في حال كانت الأعراض شديدة.
قد تُسبّب بخاخات الأنف الستيروئيدية الإدمان إن احتوت مضاد احتقان، في هذه الحالة لا يجب أخذها في أثناء الحمل. بينما لا تسبب البخاخات الستيروئيدية التعود، بل يجب استخدامها بانتظام للحصول على أفضل النتائج.
تعطي البخاخات الأنفية نتائج أفضل عند استخدامها بطريقة صحيحة (عدم إرجاع الرأس إلى الخلف وعدم استنشاقها).
من الممكن استخدام بخاخات الرذاذ الملحي (التي تحتوي على خليط من الماء والملح)، وهي آمنة للحامل وبديل غير دوائي وفعال لاحتقان الأنف.
حُقن الحساسية allergy shots
تسمى أيضًا بالمعالجة المناعية للحساسية (allergen immunotherapy)، وتُقلّل من تفاعلات الحساسية، ففيها يُعرَّض الشخص مرارًا إلى كميات صغيرة من مسببات الحساسية، وذلك بحقنه بهذه المواد مرة أسبوعيًا لعدة سنوات.
تقول الدكتورة سيلينا أن أخذ الحُقن خلال فترة الحمل مسموح إذا ابتدأ العلاج المناعي قبله، لكن يجب عدم البدء بالعلاج في أثناء فترة الحمل لأن ذلك غير صحيح وقد يكون خطيرًا.
تتابع الدكتورة: «لا يُنصح بأخذ هذا العلاج في أثناء الحمل، لأن عواقبه غير معروفة».
يعاني بعض الأشخاص ردات فعل سلبية تجاه حُقن الحساسية، ومنها: هبوط ضغط الدم وصعوبة في التنفس والطفح الجلدي، لذلك إن لم تجرب الحامل هذا النوع من العلاج قبل الحمل فلن يُعرف ما تأثيره في تطور الجنين.
مضادات الاحتقان
عادةً ما يلجأ الشخص إلى مضادات الاحتقان لمعالجة انسداد الأنف بسبب الحساسية الموسمية، لكن في حال الحمل يجب على الحامل ألّا تستخدم هذا النوع من الأدوية في الثلث الأول من حملها.
وجدت الأبحاث أن استخدام مضادات الاحتقان يزيد من خطر تشوه الجنين، وأن بخاخات مضادات الاحتقان تمتلك نفس الخطورة.
تقول الدكتورة سيلينا أن خطر إصابة الجنين ينخفض بعد الثلث الأول من الحمل، لذلك فإن أخذ المضادات بعد هذه الفترة يُعد آمنًا.
يجب تجنب أخذ مضادات الاحتقان إن كانت الحامل تعاني ارتفاع ضغط الدم مهما كانت مرحلة الحمل، لأنها تُضيّق الأوعية الدموية في الأنف لفتح مجرى الهواء وتقليل التورم والاحتقان، ويؤثر هذا التضيق في الأوعية الأخرى ما يزيد ارتفاع ضغط الدم أكثر وهذا أمر غير جيد.
الأدوية العشبية
يستخدم بعض الأشخاص الطب البديل والأعشاب الطبيعية لتقليل أعراض الحساسية الموسمية، وتضمن ذلك تجربة أنواع كثيرة مثل: Echinacea mullein أو بذور العنب. وينظف نبات اللافندر والأوكاليبتوس أو زيت شجر الشاي الجيوب الأنفية.
لم تُدرس تأثيرات هذه الأعشاب والمواد الطبيعية في الحامل جيدًا، لكن عمومًا يُفضّل الابتعاد عنها خلال فترة الحمل.
طرق أخرى لتخيف أعراض الحساسية الموسمية
لا تُستخدم فقط الأدوية لتخفيف ضغط الحساسية الموسمية، إذ يرى بعض الناس أنها لا تناسبهم خاصة إذا كانت الأعراض خفيفة. ولكن توجد بعض الحلول المنزلية التي تخفف الأعراض وتحمي الحمل والجنين، نذكر منها:
- الحمام الدافئ والمريح إذ يفتح مجرى الهواء في الأنف ويزيل المواد المسببة للحساسية التي قد تعلق على الجسم.
- أجهزة ترطيب الهواء في المنزل ترطّب الممرات الأنفية المتهيجة وتهدئها.
- تنظّف البخاخات المالحة الجيوب الأنفية وتُزيل المخاط الزائد منها.
- إغلاق النوافذ في فصل الربيع، لأن مستويات حبوب اللقاح تكون عالية. وبالعكس فتح النوافذ وتغيير هواء البيت في حال كان هناك حيوانات أليفة مثل القطط، لأن وبرها قد يسبب الحساسية.
تُعد الحساسية الموسمية مصدر إزعاج للحامل خاصة إذا كانت تعاني أعراض الحمل كألم الظهر وغثيان الصباح. ولحسن الحظ توجد علاجات وأدوية مسموحة للحساسية الموسمية في أثناء الحمل كما ذُكر سابقًا. تقول الدكتورة سيلينا: «قد تكون الأعراض غير مريحة ومزعجة، لكن لا الحمل ولا الحساسية يبقيان إلى الأبد، هما يزولان أخيرًا، وهناك ضوء في آخر النفق».
اقرأ أيضًا:
هل يمكن أن نصاب بحساسية من الطقس البارد؟
حساسية الشمس: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: عمار علي نصري
تدقيق: فاطمة جابر
مراجعة: محمد حسان عجك