في أبريل 2017، استُخدمت جميع تلسكوبات الراديو حول العالم في نفس الوقت لرصد اثنين من الثقوب السوداء الهائلة ومراقبتها، كان ذلك أمرًا مدهشًا حقًا! أعطتنا النتائج الأولى التي حصل عليها تلسكوب أفق الحدث –التي نُشرت في أبريل الماضي– أول صورةٍ على الإطلاق للثقب الأسود. منحت مؤسسة العلوم الوطنية هذا المشروع مبلغ 12.7 مليون دولار للتخطيط للجيل القادم من تلسكوب أفق الحدث. سيُستخدم المال لتحسين التصميم الحالي.
حاليًا يعمل هذا التلسكوب عن طريق ربط تلسكوبات راديو مختلفة حول أنحاء العالم ببعضها. تسمح هذه التقنية التي تُعرف بالتداخل interferometry لعلماء الفلك بالحصول على تلسكوب راديو فعال بحجم كوكب الأرض، وهو تلسكوب أفق الحدث.
سيُستخدم هذا المبلغ أيضًا لدراسة كيفية تطوير هذا التلسكوب. يُخطط الفريق لوضع تلسكوبات إضافية في سبعة أو ثمانية أماكن حول العالم لملء مساحة تلسكوب أفق الحدث الافتراضية. سيوفر ذلك سرعات تصوير أعلى لتصوير الفيلم الأول لبيئة الجاذبية الشديدة حول الثقب الأسود.
قال د. شيب دولمان المدير المؤسس لمشروع تلسكوب أفق الحدث عقب الفوز بجائزة بريك ثرو Breakthrough Awards هذا الشهر: «هذا حقًا ما نحب أن نسميه نهاية البداية أو بداية المنتصف، لكن الأفضل لم يأتِ بعد. نريد زيادة قدرة التلسكوب من مجرد التقاط صور ثابتة إلى صنع أفلام. تخيل أن تكون قادرًا على مشاهدة ثقب أسود يتطور عبر الوقت في فلم حقيقي».
تسمح التلسكوبات والتكنولوجيا الجديدة للعلماء بدراسة الثقوب السوداء بشكل أفضل وعلى نطاق أوسع لتكوين صورة أدق عنها وفهمها بشكل أكبر. يجب أن يُزود كل مرصد بوسائل متقدمة لتسجيل هذه الكميات الهائلة من المعلومات ونقلها.
كذلك صرح عضو الفريق د. فينسنت فيش: «حاليًا، يُسجل التلسكوب حوالي 10 بيتابايت من البيانات في الجلسة الواحدة»، وأضاف: «مع ارتفاع معدل البيانات المخطط لها وكذلك إدراج مراصد جديدة، قد يتجاوز حجم البيانات التي يعطيها التلسكوب 100 بيتابايت. سيدرس جزء من هذا المشروع كيفية الاستفادة من التطور التكنولوجي لتسجيل هذا الكم الهائل من البيانات ونقلها بتكلفة مقبولة».
لا يقتصر الأمر على المعدات المادية الصلبة فقط hardware، فهناك أيضًا صعوبات في البرمجة software. ليعمل المشروع، يجب أن ترتبط جميع التلسكوبات حول أنحاء العالم بطريقة تتوافق فيها جميع الإشارات معًا في جزء من التريليون من الثانية. في نفس الوقت، تحتاج هذه الكمية الهائلة من البيانات أن تُعالج وتُحلل، ما يشكل تحديًا صعبًا. ولكن لحسن الحظ، يطور الفريق مستواه لينجح في هذا التحدي.
قالت د. كاتي بومان من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: «تمتلك مجرة درب التبانة ثقبًا أسود هائلًا يتطور بشكل كبير بصورة دائمة، حتى خلال ليلة واحدة»، وأضافت: «نقوم بتطوير طرقٍ جديدة تتضمن دمج التعلم الآلي بالتصوير الحاسوبي، لنكون قادرين للمرة الأولى على تصوير الغاز الذي يتحرك بطريقة حلزونية نحو أفق الحدث».
منذ عامين، حاول الفريق مراقبة الثقب الأسود الهائل في درب التبانة للحصول على مزيد من المعلومات، لكن خصائصه الزئبقية جعلت تحليل البيانات صعبًا إلى حدٍّ ما. يؤكد دولمان أنهم يعملون بجد، وقد نرى صورًا مذهلة جديدة للثقب الأسود. إن الأفضل لم يأتِ بعد.
اقرأ أيضًا:
أول صورة للثقب الأسود تثبت أن آينشتاين كان محقًا (مجددًا)
عشر حقائق مذهلة عن الثقوب السوداء
ترجمة: عمرو خلف
تدقيق: غزل الكردي