قبل سنوات، اشتُهر زيت جوز الهند على نطاق واسع وراجَ كثيرًا لفوائده الصحية واستُخدم في عدة مجالات منها تنظيف الأسنان ومكافحة الحشرات (وقد اقترح علاجًا وهميًا لكوفيد) وشاع استخدامه في الطعام.
تشير الأبحاث الآن إلى أن استخدام الزيت قد لا يكون مفيدًا للصحة كما تدَّعي صيحات «الأكل النظيف» و«الحياة الصحية» بصورة خاصة في العقد أو العقدين الماضيين.
نوهت إحدى الدراسات التي أجريت خلال هذا العام إلى المخاطر الصحية الكبيرة المرتبطة باستهلاك المأكولات والمنتجات العصرية.
أظهرت تجربة أجريت على الفئران أن زيت جوز الهند قد يغير من مستويات الطعام المتناول ويضعف بعض الهرمونات الاستقلابية. يمكن أيضًا ربطه بزيادة الوزن وظهور السلوك القلق وزيادة التهاب الجهاز العصبي المركزي والأنسجة الدهنية والكبد وذلك بناءً على نتائج بحث سابق.
قال مُعدُّ الدراسة مارسيو ألبرتو تورسوني في بيان: «تشير النتائج إلى أنه على الرغم من أن العملية بطيئة وصامتة، فقد يؤدي استهلاك مكملات زيت جوز الهند لأوقات طويلة إلى إحداث تغييرات استقلابية كبيرة تساهم في تطور السمنة والأمراض المرتبطة بها».
وأضاف تورسوني «لا يوصى باستخدام زيت جوز الهند مكملًا لعلاج الأمراض أو لاستعادة صحة جيدة».
أعطى فريق البحث جرعة يومية -تكافئ بالسعرات الحرارية مقدار ملعقة من الحساء- من زيت جوز الهند للفئران السليمة على مدار ثمانية أسابيع وبناء على ذلك توصل الباحثون إلى استنتاجاتهم.
في نهاية الدراسة، وجد الباحثون أن الهرمونات الاستقلابية الرئيسية مثل اللبتين والإنسولين -التي تساهم في تنظيم الشبع وضبط مستويات السكر في الدم- قد ثُبطت، وقد قال المؤلفون إنها: «أضرت بالتحكم في صرف الطاقة، والتعبير عن الببتيدات العصبية وتناول الطعام». ووجدوا أيضًا أدلة تشير إلى تحفيز الآليات الكيميائية الحيوية المشاركة في تشكيل الدهون.
عمومًا، لا يعد هذا أمرًا مفاجئًا. من المعروف أن للأحماض الدهنية المشبعة -والتي تعد المركب الرئيسي في زيت جوز الهند- قدرةً على تعزيز مقاومة الإنسولين واللبتين، وقد ارتبطت سابقًا بالالتهاب والسمنة.
اقترح البحث السابق -الذي أجري كذلك على الفئران ويعود إلى معدِّي الدراسة ذاتهم- أن استهلاك زيت جوز الهند قد يؤدي إلى زيادة الوزن، وارتفاع نسبة الدهون، وانخفاض صرف الطاقة، وحدوث التهابات، وظهور السلوك القلق.
يقتصر هذا البحث على النماذج الحيوانية، وعلى هذا يجب الحذر عند استخدام البشر له. وحذّر تورسوني إنه يجب على متناولي زيت جوز الهند التعامل معه بحذر أكبر. وأوضح أنه من الأفضل استخدامه بكميات صغيرة مثل التوابل أو جزءًا من الصلصات، وفي الوضع الأمثل استخدامه مع الخضراوات الطازجة أو المصنعة بنسب ضئيلة ووفقًا لإرشادات اختصاصي التغذية.
هذه ليست المرة الأولى التي يُلقى فيها الضوء على «الجانب المظلم لزيت جوز الهند». ونظرًا لمحتوى الزيت العالي من الدهون المشبعة -وهو أكبر بكثير منه في الزبدة العادية أو زيت الزيتون أو زيت الفول السوداني أو زيت عباد الشمس- فقد رُبط بالكوليسترول السيئ وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
تنصح جمعية القلب الأمريكية بضرورة تجنب زيت جوز الهند: «نظرًا إلى أن زيت جوز الهند يزيد من نسبة الكوليسترول الضار، وهو سبب أمراض القلب والأوعية الدموية، وليست له آثار أو فوائد معروفة، لذلك ينصح بعدم استخدام زيت جوز الهند».
اتضح أن جوز الهند لا يعد البديل الزيتي الصحي الذي وُعدنا به وهو ليس صديقًا للبيئة أيضًا، فهو يلحق خسائر فادحة بالنظم البيئية الاستوائية حيث يزرع نبات جوز الهند، وهذا يهدد أنواعًا أكثر لكل طن ينتج وذلك أكثر من أي زيت نباتي آخر، بما في ذلك زيت النخيل الذي يحظى بسمعة سيئة.
قد يكون من الأفضل التمسك بزيت الكانولا وإجراء بحوث عنه.
نُشرت الدراسة في مجلة الأغذية الوظيفية.
اقرأ أيضًا:
ما هو الزيت الأفضل صحيًا للطهي؟
ترجمة: سارة دامر
تدقيق: تسنيم المنجد
