تشير الثورة الكوبية إلى الانتفاضة المسلحة في كوبا التي أطاحت بحكومة فولجنسيو باتيستا في الأول من يناير 1959، واستمر قائدها فيديل كاسترو في حكم كوبا من حينها إلى 2008.
الاستقلال وعدم الاستقرار والتدخلات الأمريكية المستمرة
بعد أن أصبح إسترادا بالما أول رئيس لكوبا إثر استقلالها التدريجي نتيجة انتقالها للإدارة الأميركية بعد حرب الأخيرة مع إسبانيا، حاولت إدارته تنفيذ إجراءات تقدمية لكنها واجهت عدم الاستقرار، إذ حقق حزبه من المحافظين -الذي عُرِف لاحقًا بالمعتدلين- تفوقًا في انتخابات ديسمبر 1905، لكن الليبراليين المعارضين اتهموا الحكومة بالتلاعب في الأصوات، فأدى هذا الاتهام -إلى جانب انتشار التزوير في معاشات التقاعد والفشل في تنفيذ الإصلاحات الحكومية المقترحة- إلى اندلاع ثورة في يوليو 1906.
وقد انتشر التمرد بسرعة وطلب إسترادا بالما تدخل الولايات المتحدة، فأرسلت مفوضين للتوسط، ولما فشلت الوساطة استقال إسترادا بالما، فعيّن الرئيس الأميركي تيودور روزفلت وزير الحرب وليام هوارد تافت حاكمًا لكوبا في 29 سبتمبر 1906، الذي أعلن أنه سيقود حكومة مؤقتة مدة كافية لاستعادة النظام والسلام وثقة العامة، وظلت الحكومة تحت الإدارة الكوبية، وظلت الأشكال الدستورية النظامية بلا تغيير ظاهري، وشُتِّتَ المتمردون على الفور. وتوقفت الإدارة الأميركية في 28 يناير 1909 وافتُتحت الجمهورية مرة أخرى، وانسحبت القوات الأمريكية في 1 إبريل 1909.
حكم كوبا ثلاثة رؤساء من 1909 إلى 1925 بإنجازات قليلة وفساد كثير، وهم خوسيه ميغيل غوميز (1909-1913)، وماريو غارسيا مينوكال (1913-1921)، وألفريدو زياس ألفونسو (1921-1925). تدخلت الولايات المتحدة مرتين في كوبا في هذه الفترة، وهددت بالتدخل عدة مرات أخرى، وازدهرت البلاد في إدارة غوميز ولكن تهم الفساد في الحكومة زادت، إذ اتُهمت بإسناد مناصب قليلة للكوبيين من أصل أفريقي ولمن دعموا القضية الإسبانية في حرب الاستقلال، وأدت احتجاجات الكوبيين من أصل أفريقي ضد قانون يحظر التنظيم السياسي حسب العرق أو الدين إلى قمع دموي من الحكومة أودى بحياة الآلاف، وانقسم الحزب الليبرالي ليفوز مرشح المحافظين مينوكال في انتخابات 1912.
أشرفت حكومة مينوكال على الكثير من التقدم المادي، ولكن هذا الازدهار ترافق باتهامات جديدة بالفساد الحكومي والمحسوبية. وفاز مينوكال بإعادة الانتخاب في 1916 بالاحتيال والعنف، ما سبب اندلاع حرب ضده في فبراير 1917، وكان المتمردون يأملون بتدخل الولايات المتحدة، لكنها كانت منهمكة في الوضع في أوروبا، فتمكن مينوكال من القضاء على التمرد، وأعلنت حكومته الحرب على ألمانيا في 7 أبريل 1917، بعد يوم من دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى.
تمتعت كوبا بازدهار استثنائي حتى 1919 بفضل ارتفاع سعر السكر، ولكن بحلول 1920، ضربت أزمة مالية حادة البلاد، وحتى مع تأجيل الديون المؤقت أفلست العديد من البنوك وغيرها من الأعمال التجارية. فقدم ألفريدو زياس ألفونسو إصلاحات مالية ومنحته الولايات المتحدة قرضًا بقيمة 50 مليون دولار في يناير 1923، فتحسن الوضع الاقتصادي بسرعة، ولكن اتهامات الفساد ضد زياس اشتدت، واندلعت الثورات ضده بقيادةٍ جزئية من قدامى المحاربين، وعندما حاول إعادة ترشيح نفسه واجه معارضة شديدة من حزبه، فعقد اتفاقًا مع المرشح الليبرالي جينجيراردو ماتشادو إي موراليس ضد مينوكال، الذي خاض الانتخابات عن المحافظين في 1924.
انتُخِب ماتشادو بأغلبية ساحقة، وتولى منصبه في 20 مايو 1925 وتعهد ببرنامج للإصلاح، وتمكن من الإيفاء بالقليل من وعوده في ولايته الأولى، وفي ولايته الثانية في 1928، بدأ حكم الإرهاب، إذ أُعلِنت الأحكام العرفية وسمح له الكونغرس بتعليق حرية التعبير والصحافة والتجمع.
ومع أن المعارضة السياسية هدأت نتيجة التوزيع البارع للمحسوبية في 1928، فقد انبعثت مرة أخرى ضد ماتشادو عندما ضرب الكساد الاقتصادي كوبا في أوائل الثلاثينيات، إذ فشلت محاولة تثبيت سعر السكر الذي لطالما شكّل الدعامة الأساسية لاقتصاد كوبا، ولم يحقق برنامج الأشغال العامة تخفيفًا ملموسًا، فتبنى ماتشادو أساليب أقسى ضد تزايد المعارضة، وفرّ المنفيون الكوبيون إلى الولايات المتحدة، التي عرضت التوسط عند تصاعد العنف، فأُعلن عفو وأُعطيت وعود بإجراء إصلاحات دستورية وسياسية، ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية وتصميم ماتشادو الواضح على البقاء في منصبه متجاهلًا وعوده بالاستقالة، أجبره الجيش على الفرار من البلاد في أغسطس 1933.
صعود كاسترو واندلاع الثورة الكوبية
تعاقب الرؤساء بعدها على كوبا، لكن فولغينسيو باتيستا الذي تحكم بقيادة الجيش وقتها كان من يغير الرؤساء، ومع مجلسه العسكري فعّل إجراءات ديكتاتورية، وأجل الانتخابات في 1935 وظل يحكم كوبا من خلال الرؤساء حتى 1940 إذ أصبح فيها رئيسًا فعليًا ودخل الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء، وغادر البلاد بعدها ليعود مرشحًا في 1952 ويطيح بالحكومة عندما توقع خسارته، وأعاد دستور 1940 بعد فوزه بانتخابات دون معارضة في 1954.
في تلك الفترة كان فيديل كاسترو طالبًا في سانتياغو دي كوبا وهافانا، ويشارك في الأنشطة الثورية في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية، ثم نال شهادة في القانون من جامعة هافانا في 1950 وبدأ بممارسته بعد تخرجه، وفي 1952 عندما استبق انقلاب باتيستا النتائج كان كاسترو مرشحًا لحزب الشعب الكوبي، فاستقر كاسترو على وسيلة بديلة لتحدي الدكتاتورية، وقاد 160 رجلًا في 26 يوليو 1953 في غارة يائسة وغير ناجحة على ثكنات جيش سانتياغو آملًا أن يشعل الهجوم انتفاضة عامة ضد باتيستا، ولكن معظم المهاجمين قُتلوا واعتُقِل كاسترو وشقيقه راؤول ليُطلَق سراحهما لاحقًا بعفو، فذهب فيدل إلى المكسيك ليبدأ بتنظيم قوة غزو من المنفيين الكوبيين.
1958 السنة الحاسمة
في ديسمبر 1956 عاد الأخوان كاسترو برفقة إيرنيستو تشي غيفارا ليبدأوا حرب عصابات على باتيستا في جبال سييرا مايسترا، واستمرت الثورة في 1958 مع غارات متفرقة وتدمير كبير للممتلكات، وبدأت الاضطرابات تعطل الاقتصاد الكوبي وأصبح بخطر، إذ أُحرقت مطاحن السكر ومزارعه، وأدت التفجيرات في هافانا إلى كساد قطاع السياحة، وأعاق نشاط المتمردين في مقاطعة أورينتي صناعة التعدين.
حظرت الولايات المتحدة الأسلحة عن كوبا في منتصف مارس ردًا على الاضطرابات، فعلقت تسليم ما يقرب ألفي بندقية من طراز غارند للحكومة الكوبية.
وفي مارس استغل باتيستا العنف لتأجيل الانتخابات الرئاسية من يونيو إلى نوفمبر، فردت الجماعات الشيوعية بقيادة خوان مارينيلو بالدعوة إلى الإضراب العام في 9 أبريل، ومع أن الإضراب لم يتحقق، فقد واصل الشيوعيون تأكيد دورهم الرئيسي في المعارضة.
وبعد فشل الإضراب، حشد باتيستا جهدًا عسكريًا كبيرًا ضد قوات كاسترو ظنًا منه بأن ذلك يمثل انخفاضًا في الدعم الشعبي للمتمردين، فتقدمت القوات الحكومية إلى سفوح سييرا مايسترا في يوليو، لكن مقاتلي حركة 26 يوليو ردعوها ليتوقف الهجوم بالكامل في بداية أغسطس وتتراجع قوات الجيش الكوبي إلى معاقلها في الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة.
أما فيديل كاسترو فأصدر عددًا من الإعلانات خلال هذا العام، وتراوحت بين نداءات لإضراب عام وتهديدات بالقتل ضد جميع المرشحين للمناصب السياسية، ويؤخذ على كاسترو اختطاف مدنيين أجانب (عشرة أمريكيين وكنديين اثنين من مقر شركة فريبورت للتعدين في شمال شرق كوبا) في 26 يونيو، ثم 28 بحارًا أمريكيًا من حافلة خارج قاعدة خليج غوانتانامو البحرية في اليوم التالي، والعديد من المواطنين الأمريكيين الآخرين، ليضطر بعدها لإطلاق سراحهم في الأسبوع التالي بسبب الغضب الذي أثارته هذه الأفعال في الولايات المتحدة.
وفي 28 يوليو انتشرت مشاة البحرية الأمريكية من خليج غوانتانامو لحماية إمدادات المياه في القاعدة، فأعرب راؤول كاسترو المسيطر على المنطقة المحيطة بالقاعدة عن معارضته لهذه الخطوة، فأرسل باتيستا في أول أغسطس قوات كوبية لحراسة إمدادات المياه لتنسحب المشاة البحرية.
ومع اقتراب موعد الانتخابات التي أعيدت جدولتها، حاول ثلاثة مرشحين رئيسيين مناشدة الناخبين الكوبيين، وهم: أندريس ريفيرو أغويرو خليفة باتيستا المختار، وكارلوس ماركيز ستيرلينغ الذي دعمته بعض الجماعات المعتدلة، والرئيس السابق رامون غراو سان مارتين مرشح الحزب الثوري الكوبي.
هدد كاسترو بالعنف كلًا من المرشحين والناخبين في الأيام التي سبقت الانتخابات، وعندما ذهب الكوبيون إلى صناديق الاقتراع في 3 نوفمبر شهدت مقاطعتا أورينتي ولاس فيلاس اللتان يسيطر عليهما المتمردون إقبالًا ضئيلًا، ولكن مع إعلان نتائج الانتخابات كانت عمليات التزوير واسعة النطاق واضحة.
وقد تمكن ماركيز ستيرلينغ المعتدل من الفوز في المقاطعات الأربع ذات التصويت الشرعي، لكن أُعلِن ريفيرو أغويرو فائزًا نهائيًا بسبب حشو الاقتراع بلا رقابة في أورينتي ولاس فيلاس، ولو فاز ستيرلينغ بالانتخابات لأخذت الثورة الكوبية مسارا مختلفًا تمامًا، لكن تدخل باتيستا سبب انهيار نظامه عمليًا.
سقوط باتيستا
شهدت الأسابيع التي تلت الانتخابات تلاشي الدعم لباتيستا، ومع أن جزءًا كبيرًا من الجيش كان ما يزال مواليًا له، فإن فعاليته القتالية تراجعت لنقص الذخيرة بسبب حظر الأسلحة الأمريكي، وأصبحت قوات فيديل كاسترو التي شنت منذ سنوات حملة ناجحة لحرب العصابات ندًا لمقابلة القوات الحكومية في معارك ضارية، وكثيرًا ما واجهتها بمعدات متفوقة حصلت عليها من مصادر أجنبية.
وفي 27 ديسمبر 1958، دحرت قوة متمردة تحت قيادة غيفارا الحامية في سانتا كلارا عاصمة مقاطعة لاس فيلاس، واستولت على قطار مدرع مليئ بالأسلحة والذخائر التي كانت القوات الحكومية في أمس الحاجة إليها، وتخلى باتيستا عن الرئاسة في الساعات الأولى من صباح الأول من يناير 1959، حين رأى أنه لم يعد بالإمكان الدفاع عن منصبه، وبحلول الفجر فر إلى جمهورية الدومينيكان مع أن علاقاته كانت سيئة مع حكومتها عدة سنوات، لينتقل في أغسطس 1959 إلى جزيرة ماديرا البرتغالية ويقضي بقية حياته في المنفى.
وقد سلم باتيستا السلطة للقائد العام للجيش الجنرال أولوجيو كانتيلو، فأنشأ حكومة مؤقتة برئاسته ورئيس القضاة كارلوس بييدرا وجين خوسيه بيدراثا، لكن كاسترو الذي أعلن انتصار الثورة الكوبية من شرفة قاعة مدينة سانتياغو دي كوبا رفض التعامل مع المجلس العسكري، وفي 3 يناير قاد غيفارا أول رتل من المتمردين إلى هافانا دون أن يواجه اعتراضًا في طريقه، ووصل كاسترو في 8 يناير لإنشاء حكومة مؤقتة جديدة مع مانويل أوروتيا ليو رئيسًا وكاسترو رئيسًا للوزراء.
انتصار فيديل كاسترو
بدأت الاعتقالات العشوائية وأعمال التعذيب وعمليات الإعدام تقريبًا في ذات الوقت في جميع أنحاء كوبا، وبحلول 15 مايو 1959 أعدمت المحاكم الثورية 600 شخص تقريبًا على صلة بحكومة باتيستا، وكان من أول الأعمال المهمة للنظام الجديد إسباغ صفة كوبي المولد على الأرجنتيني غيفارا، ما يجعله مؤهلًا لشغل أي منصبٍ حكوميّ، بما في ذلك منصب الرئاسة. وقضى بعدها غيفارا الأشهر التالية في رئاسة السجون العسكرية وقيادة المحاكم العسكرية، والقيام بجولات واسعة النطاق في آسيا وشمال أفريقيا والاتحاد السوفييتي.
ومع أن فيديل كاسترو دعا مرارًا وتكرارًا إلى إجراء انتخابات عامة فورية ونزيهة، فقد كان من الواضح أن هذه الانتخابات ستؤجل إلى أجلٍ غير مسمى فور وصوله إلى السلطة.
تميزت الأيام الأولى من حكمه بزيارات انتصارية إلى البلدان المجاورة، وفي ظهور له في كاراكاس في فنزويلا، أعلن أن الثورة البروليتارية كانت تتحقق في الأمريكتين.
كانت الولايات المتحدة من أوائل البلدان التي اعترفت بشرعية حكومة كاسترو، ولكن التوترات بين واشنطن وهافانا أخذت بالازدياد، وفي أبريل 1959 باشر كاسترو جولة مدتها 11 يوم في الولايات المتحدة، والتقى نائب الرئيس ريتشارد نيكسون ونائب وزير الخارجية كريستيان هيرتر، وورد أن كاسترو قال إن كوبا ستظل محايدة في أي منافسة بين الغرب والسوفييت، ولكنه عندما سُئل بدقة عن هذا الاقتباس، أجاب بخبث مدعيًا أن كوبا فقيرة وليست لديها قوات ولا أسلحة.
فشلت مهمة كاسترو ذات النوايا الحسنة في الحصول على أي مساعدة مالية من الولايات المتحدة، وسرعان ما تحول إلى مصادرة الأراضي والإقراض القسري وفرض ضرائب جديدة وضخمة ومراقبة الصرف. ثم وُضِع برنامج نزع ملكية الأراضي من مرسوم الإصلاح الزراعي الصادر في 4 يونيو 1959 في الدستور الكوبي، والذي شمل الأراضي التي تتجاوز مساحتها 4 كم2 بصرف النظر عن جنسية المالك. وأُنشِئ المعهد الوطني للإصلاح الزراعي ليدفع ثمن جميع الأراضي المستولى عليها بسندات مدتها 20 سنة لا تُصرَف حتى يحين أجل استحقاقها وتسدد فوائد قدرها 4.5% ولا تستمد مدفوعاتها إلا من الإيرادات الضريبية، فقدمت الولايات المتحدة احتجاجًا رسميًا في 11 يونيو واستقال خمسة أعضاء من مجلس وزراء فيديل كاسترو في اليوم التالي، وردت الحكومة الكوبية بأن القانون قرار نهائي وسيادي وأن شروطه لن تعدل.
أدى الخلاف داخل الإدارة بسبب تفاقم الصدام مع الولايات المتحدة إلى تقديم كاسترو استقالته في 17 يوليو، وأعلن أنه لا يستطيع العمل مع أوروتيا الذي وصفه بالخائن، وطالبت مظاهرة بروليتارية بعودة كاسترو ما منحه ولاية شعبية لمواصلة مقاومة ما وصفه بالإمبريالية الأجنبية، وأُجبِر أورتيا على الاستقالة واعتُقل ليحل مكانه أوزفلادو دورتيكوس رئيسًا.
وكان توطيد السلطة هذا ضروريًا لموقف فيديل كاسترو غير الآمن في عامه الأول، إذ كان اقتصاد كوبا في حالة يرثى لها ببطالة مرتفعة وانخفاض في الاستثمار الخاص، وما زاد الوضع سوءًا انخفاض أسعار السكر والتبغ وغيرهما من المواد الأساسية في سوق الصادرات الكوبية، وكانت الانشقاقات شائعة، إذ فر رئيس قوات فيديل كاسترو الجوية الثورية الرائد بيدرو لويس دياز لانز إلى الولايات المتحدة في أواخر يونيو، وللتعويض عن كل انشقاق بارز تنكشف مؤامرة مزعومة ضد الثورة، وبحلول أكتوبر 1959 تفجرت انتفاضات حقيقية في غرب كوبا وفي المقاطعات الوسطى أيضًا.
كانت الجهود الرامية إلى إبعاد كاسترو عن السلطة قليلة في البدايات، لكنها كانت بداية ما وصفته السلطات الكوبية فيما بعد بأنه أكثر من 600 محاولة للإطاحة به أو اغتياله، وهو رقم كان يستحيل التحقق منه باستقلال، وكان إبرام اتفاق تجاري مع الاتحاد السوفييتي في فبراير 1960 مؤشرًا على تعميق علاقة كوبا بموسكو، وفي سبتمبر سافر كاسترو إلى الأمم المتحدة، حيث عانق رئيس الوزراء السوفييتي نيكيتا خروتشوف علنًا، وألقى خطابًا دام أربع ساعات ونصف ندد فيه بالولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا:
ما الفرق بين الشيوعية والاشتراكية؟
كل ما تود معرفته عن حرب فيتنام
ترجمة: لميس الأزعر
تدقيق: محمد حسان عجك