ما التوحد عالي الأداء؟
لا يُعد هذا النوع من التوحد تشخيصًا طبيًا معتمدًا، لكنه يُستخدم غالبًا ليصف فئة الأفراد الذين بإمكانهم القراءة والكتابة والكلام وإدارة حياتهم بلا مساعدة مباشرة رغم إصابتهم باضطراب طيف التوحد. يُعد التوحد اضطرابًا عصبيًا تطوريًا يتمثل بصعوباتٍ في التواصل الاجتماعي. تتراوح أعراضه من خفيفة إلى شديدة. لهذا يُعرف التوحد الآن باضطراب طيف التوحد. يستخدم مصطلح التوحد عالي الأداء لوصف الحالات الخفيفة ضمن طيف التوحد.
تابعوا القراءة لاكتشاف المزيد عن هذا الموضوع والتعرف على درجات الإصابة بالتوحد.
هل يختلف عن متلازمة آسبرجر؟
كانت متلازمة آسبرجر حالة منفصلة قبل التعديل الأخير على الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية. يعاني الأشخاص المشخصون بمتلازمة آسبرجر عدة أعراض مشابهة للتوحد، لكن بلا تأخر في استخدام اللغة والتطور الذهني وتطور المهارات الحياتية الذاتية المناسبة للعمر، إضافةً إلى السلوك التكيفي والفضول حول البيئة المحيطة. كانت أعراضهم أيضًا خفيفة وأقل احتماليةً للتأثير في حياتهم اليومية.
يفترض بعض الأشخاص تماثل الحالتين رغم عدم اعتماد تشخيص التوحد عالي الأداء رسميًا. عند تعديل التشخيص الرسمي من التوحد إلى اضطراب طيف التوحد، حُذفت الاضطرابات التطورية العصبية الأخرى ومن ضمنها متلازمة آسبرجر من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية. يُقاس التوحد الآن حسب شدته وقد ترافقه إعاقات أخرى.
ما درجات التوحد؟
تورد الجمعية الأميركية للطب النفسي دليلًا يحتوي على الاضطرابات والحالات المشخصة. استُخدم الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية عقودًا لمساعدة الأطباء على مقارنة الأعراض والتوصل إلى التشخيص المناسب. نُشِرت النسخة الجديدة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية سنة 2013. وتضمنت الحالات المرتبطة بالتوحد تحت مصطلح شامل هو اضطراب طيف التوحد.
ينقسم حاليًا اضطراب طيف التوحد إلى ثلاث درجات تعكس شدة الاضطراب:
- الدرجة الأولى: أخف حالات التوحد. عمومًا، يعاني الأفراد المشخصون عادةً أعراضًا خفيفة لا تتعارض كثيرًا مع حياتهم العملية أو الدراسية أو علاقاتهم. وهو المقصود غالبًا عند استخدام مصطلحات مثل التوحد عالي الأداء أو متلازمة آسبرجر.
- الدرجة الثانية: يتطلب هؤلاء الأفراد مزيدًا من الدعم مثل علاج النطق أو تدريب تقوية المهارات الاجتماعية.
- الدرجة الثالثة: أشد حالات التوحد. يحتاج هؤلاء الأفراد إلى مساعدة مستمرة وعلاج مكثف في بعض الحالات.
كيف نحدد درجات شدة التوحد؟
لا يوجد فحص محدد لتحديد درجات شدة التوحد. يقضي الطبيب أو المعالج النفسي وقتًا طويلًا مع الشخص للتحدث معه ومراقبة سلوكياته لفهم النقاط التالية:
- التطور اللفظي والعاطفي.
- القدرات العاطفية والاجتماعية.
- قدرات التواصل غير اللفظي.
سيحاول أيضًا قياس قدرة الشخص على تكوين العلاقات المعنوية مع الآخرين والحفاظ عليها.
يمكن تشخيص التوحد في وقتٍ مبكر لا يتجاوز 18 شهرًا من العمر. مع ذلك، قد لا يحصل الكثير من الأطفال وحتى بعض البالغين على التشخيص إلا بعد وقت أطول بكثير. قد يزيد التشخيص المتأخر من صعوبة العلاج. احجز موعدًا مع طبيب مختص بالتوحد حال شك طبيب الأطفال بإصابة طفلك بالتوحد.
كيف تُعالج الدرجات المختلفة من التوحد؟
لا توجد توصيات معيارية متبعة لعلاج الدرجات المختلفة من التوحد. يعتمد العلاج على الأعراض المميزة لكل فرد. قد يحتاج كل الأفراد المصابين بدرجات مختلفة من التوحد النوع ذاته من العلاج، لكن يحتاج الأفراد من الدرجتين الثانية والثالثة غالبًا إلى علاج مكثف ومطول مقارنةً بالأفراد من الدرجة الأولى.
تشمل علاجات التوحد الرئيسية:
- علاج النطق: قد يسبب التوحد الكثير من المشكلات المتعلقة بالنطق. قد لا يستطيع بعض المصابين الحديث على الإطلاق، ويعاني بعض منهم تحديات في المشاركة في الحديث مع الآخرين. قد يساعد علاج النطق على تحديد نطاق واسع من المشكلات المتعلقة بالنطق.
- العلاج الفيزيائي: يعاني بعض المصابين بالتوحد مشكلات حركية. قد يسبب هذا صعوبات في بعض الحركات مثل القفز والمشي أو الركض بسرعة. قد يعاني بعض الأفراد المصابين صعوبات في بعض المهارات الحركية. قد يساعد العلاج الفيزيائي على تقوية العضلات وتحسين المهارات الحركية.
- العلاج الوظيفي: يساعد هذا النوع من العلاج على تحسين كفاءة استخدام اليدين أو الساقين وأطراف الجسم الأخرى. قد يسهل هذا القيام بالمهام اليومية والعمل.
- التدريب الحسي: يكون المصابون بالتوحد أكثر حساسيةً للأصوات والأضواء واللمس. يحسن التدريب الحسي تكيف الأفراد مع المؤثرات الحسية.
- تحليل السلوك التطبيقي: يشجع هذا الأسلوب على السلوكيات الإيجابية. لتحليل السلوك التطبيقي عدة أنواع، تعتمد معظمها على نظام المكافأة.
- العلاج الدوائي: لا يوجد دواء مصمم لعلاج التوحد، لكن يمكن استخدام بعض الأدوية لعلاج بعض الأعراض المحددة مثل الاكتئاب أو فرط النشاط.
الخلاصة:
لا يُعد التوحد عالي الأداء مصطلحًا طبيًا معتمدًا، ولا يمكن تعريفه ببساطة ووضوح. لكن يقصد الناس عادةً عند استخدام هذا المصطلح شيئًا مشابهًا للتوحد من الدرجة الأولى. ويمكن مقارنته بمتلازمة آسبرجر أيضًا مع أنها لم تعد حالة مُعتمَدة من الجمعية الأميركية للطب النفسي.
اقرأ ايضًا:
خمسة أمور تميز الشخص المصاب باضطراب طيف التوحد
هل يكون التوحد مشكلة دومًا؟ بعض الباحثين يثيرون جدلًا حول الموضوع
ترجمة: قمر بيازيد
تدقيق: لبنى حمزة
مراجعة: أكرم محيي الدين