قد يصاحب التشخيص بمرض السكري، سواء أكان متأخرًا أم في مرحلة مبكرة، مشاعر سلبية مثل الحزن والتوتر واليأس. لكن لحسن الحظ توجد وسائل مساعدة يمكنها التخفيف من حدة تلك الأعراض.
عادةً ما يكون التوتر رفيقًا غير مُرحب به إذا تسارعت وتيرة الحياة. لا تخلو الحياة بطبيعتها من التوتر، إلا أنه قد يترك أثرًا سلبيًا في الإنسان وصحته على المدى الطويل، إذا اشتد.
لعلك تساءلت، لا سيما إذا كنت مريضًا بالسكري، عن حقيقة الرابط بين أنواع التوتر المختلفة ومرض السكري، لضرورة فهم الرابط بينهما لحالتك الصحية. هذا ما توضحه الممرضة المُسجلة سو كوتي، خبيرة التوعية بمرض السكري، إضافةً إلى كيفية التعامل مع الحالتين.
ما الرابط بين المشاعر ومرض السكري؟
تشير كوتي إلى أن التوتر أمر لا تخلو منه حياة أي إنسان، إذ نشعر بأن الحياة تغمرنا بمسؤوليات كبرى، أو عندما تُثقلنا الضغوطات المنزلية. وهو ما تمكن مقارنته بالتوتر الذي يصيبنا إذا تدهورت صحتنا أو فور تلقينا تشخيصًا حديثًا لمرض، لا سيما إذا كان مرض السكري. فقد تغمرنا حينها موجة من المشاعر تتمثل في الحزن والقلق والاكتئاب والحيرة والخذلان والتوتر، التي تُعد بمثابة ردود فعل طبيعية، يختبرها العديد من الأفراد، سواءً عند تلقيهم التشخيص بمرض السكري لأول مرة، أم لدى محاولتهم التكيف مع مرض موجود بالفعل.
من التحديات التي تخلقها هذه المشاعر السلبية محاولة الفرد التعامل مع المرض، بتركيز اهتمامه على الممارسات التي تُحسن من حالته الصحية والنفسية، مثل ممارسة التمرينات الرياضية والحصول على قسط كاف من الراحة، والتغذية السليمة. قد يحدث خلل في مستويات السكر في الدم نتيجة الإهمال الذاتي، فيلجأ الفرد لاتباع عادات غير صحية قد تفاقم مضاعفات المرض.
عادةً ما يلجأ الجسم لاتخاذ وضع استجابة الكر والفر عندما يصيبنا التوتر، محررًا هرمون الأدرينالين وغيره من الهرمونات، فتتسارع نبضات القلب ويصيبنا التوتر العضلي استعدادًا لمواجهة الظروف الصعبة. أيضًا ترتفع مستويات السكر في الدم نتيجة ارسال الهرمونات إشارات للكبد ليحرر المزيد من السكر، الذي تصعب السيطرة عليه ما دمنا متوترين، فنشعر بالعجز وقلة الحيلة، وبأننا مُستهلكون جسديًا وذهنيًا.
كيف يمكن تحديد أعراض التوتر ومرض السكري؟
يختبر معظم الأفراد التوتر أو القلق نتيجةً للضغط البدني أو النفسي، الذي يتعرضون له جراء التغيرات التي قد تطرأ على حياتهم اليومية، لا سيما المشخصون حديثًا بمرض السكري. من أعراض التوتر:
- تسارع نبضات القلب.
- سرعة التنفس.
- اضطراب المعدة.
- الاكتئاب.
كيف تمكن السيطرة على مستويات القلق؟
يبدأ ذلك بفهم المشاعر أولًا وتمييزها، فالقلق قد يصيبك في صورة حمل يُثقل عاتقك ويبدو من الصعب عليك تجاوزه. إذا شعرت بذلك فيمكنك اتباع النصائح التالية للتخفيف من التوتر:
- ممارسة أنشطة تساعد على الاسترخاء على مدار اليوم، مثل اليوغا والتأمل، ما يساعد جسمك على الدخول في حالة من الهدوء الداخلي.
- ممارسة التمارين الرياضية مثل المشي والرقص وركوب العجل، المُثبت تأثيرهم في الحد من مستويات التوتر.
- التمتع بروح الدعابة، إذ يحد الضحك من الشعور بالتوتر.
- مشاركة همومك وما يدور ببالك مع الأحباء محل الثقة، فإلى جانب توصلك لحلول لمشكلاتك موضع الحديث، قد تخفف تلك الممارسة الحمل عنك.
- الانضمام إلى مجموعة دعم حيث يمكنك الحصول على المساعدة من المتخصصين، والتعرف على أشخاص يشبهونك وتكوين الصداقات.
- تناول الأدوية وفقًا لإرشاد الطبيب، والوجبات الصحية.
إذا اتبعت هذه الخطوات دون جدوى، فتمكن الاستعانة بمختص التوعية بمرض السكري أو مقدم الرعاية الصحية، حتى يزودك بأساليب أخرى قد تكون أكثر ملاءمة لحالتك.
ما أعراض الاكتئاب؟
قد يؤدي التوتر إلى الإصابة بالاكتئاب، الذي قد يصيب مرضى السكري خصوصًا. قد تدل إصابتك بإحدى الأعراض التالية لأكثر من أسبوع على إصابتك بالاكتئاب:
- الشعور بالحزن أو الانزعاج.
- فقدان الشغف تجاه ممارسة الأنشطة التي اعتدت الاستمتاع بها.
- الشعور بانعدام القيمة والأهمية.
- تغير في أنماط النوم.
- افتقاد الطاقة البدنية والذهنية للقيام بأي شيء.
تؤثر معظم هذه الأعراض في قدرة الفرد على اتباع أساليب العناية الشخصية، الضرورية لإبقاء مرض السكري تحت السيطرة، وهو أمر ممكن وإن بدا صعبًا. يمكن التغلب على هذا الشعور الخانق بممارسة بعض الأنشطة الحياتية، مثل ممارسة التمارين الرياضية والاسترخاء، أو بتناول الأدوية والحصول على الاستشارة الطبية.
بادر بالحديث مع الطبيب إذا بدأت تظهر عليك أي من هذه الأعراض، لتنسيق خطة تهدف ليس للسيطرة على مرض السكري فحسب، بل أيضًا الاضطرابات النفسية المصاحبه له. قد يساعد الطبيب على التخفيف من حدة التوتر والاكتئاب، إضافةً إلى أي مشكلات نفسية أخرى قد تزيد حالة مرض السكري سوءًا، فلا تتداخل مع ممارسة حياتك اليومية.
اقرأ أيضًا:
الوحدة قد تنذر بالإصابة بمرض السكري من النمط الثاني
الحمية الملائمة لمرضى الداء السكري
ترجمة: سامية الشرقاوي
تدقيق: أكرم محيي الدين