عندما يجري شخص ويلاحظ فجأةً وجود غصن شجرة يعترض طريقه سيُخفض رأسه بسرعة ويتجنبه ويواصل الجري. هذا أحد الأمثلة على كيفية تواصل نصفي الدماغ الأيمن والأيسر بسرعة ودقة لتفادي أي ضرر.
اكتشف باحثو جامعة ميشيغان طريقةً لتحسين التواصل السريع للدماغ متضمنًا الجري والحلم. إذ استخدموا تسجيلات للجرذان والفئران لمساعدتهم على دراستهم التي تحمل عنوان «سرعة الجري والتحكم في نوم حركة العين السريعة طريقتان مميزتان للتواصل السريع بين نصفي الدماغ»، التي نُشرت لفهم آليات التواصل بين نصفي الدماغ.
ما هو التخصيص الوظيفي لنصفي الدماغ؟
وفقًا لـ Simply Psychology فإن التخصيص الوظيفي لنصفي الدماغ يتضمن وظائف محددة لأجزاء معينة من الدماغ. مثلًا، تكون بعض الأجزاء مسؤولةً عن التحكم في اللغة والذكريات والحركة. لذا، عند حدوث أذية في أي جزء من أجزاء الدماغ سيؤدي إلى خلل في وظيفته.
ومن ناحية أخرى، توضح النظرية الشاملة للدماغ أن جميع الأجزاء تتشارك في إعداد الأفكار والأفعال.
يتكون الدماغ من النصفين الأيمن والأيسر المرتبطين بالجسم الثفني، وهو حزمة من الألياف العصبية في الدماغ. ويتكون الدماغ من قشور مختلفة تكون مسؤولةً عن الوظائف البصرية والحركية والحسية الجسدية التي يتحكم فيها أحد نصفي الدماغ.
يرتبط النصف الأيسر من الدماغ بالوظائف اللغوية، من بينها القواعد والمفردات، إذ يحتوي على مراكز لغوية مختلفة مثل مناطق بروكا وفيرنيك.
أما النصف الأيمن مسؤول عن الوظائف البصرية المكانية، مثل إدراك العمق والتصور والملاحة المكانية.
ومع تأدية نصفي الدماغ لوظائف مختلفة فإنهما يُرسِلان إشارات سريعة للتواصل والعمل معًا.
التواصل بين نصفي الدماغ الأيمن والأيسر.
أُطلق على التواصل السريع الذي يربط بين نصفي الدماغ اسمًا جديدًا وهو الشرائح.
وفقًا للبيان الصحفي الصادر عن جامعة ميشيغان أُطلق على الشرائح هذا الاسم لأنها تشبه الشرائح الميكانيكية.
يقول الباحث الرئيسي في الدراسة عمر أحمد، الأستاذ المساعد في علم النفس، إن الشرائح تمثل نمطًا فريدًا من نوعه للتواصل بين نصفي الدماغ مقارنةً بأجزاء أُخرى من الدماغ.
شُبّه التواصل الذي يحصل في الدماغ سابقًا بالسباحة المتزامنة، خاصةً عند محاولة فعل الشيء نفسه في وقت واحد. لكن حديثًا شُبهت الشرائح بلعبة كرة الطاولة من ناحية السرعة والدقة، ما يوضح طريقةً مختلفةً للتواصل.
تقول طالبة الدكتوراه في علم النفس ميغا غوش، الباحثة الأولى في الدراسة: «إن للشرائح وظيفة أساسية تسمح لكل نصف من الدماغ بتنسيق المعلومات».
عند الجري بسرعة يكون تواتر التواصل أدق وبحالة تنبيه.
اعتُقد أنه عندما يتحرك الحيوان بسرعة، ربما يساعد نصفي الدماغ الأيمن والأيسر على اتخاذ قرارات سريعة، لأن ذلك يمكنّهما من التقدير على نحو أكثر تناسقًا وسرعةً.
إضافة إلى ذلك، تُرى الشرائح أيضًا في أثناء نوم حركة العين السريعة، عندما تحدث معظم الأحلام. قال أحمد بوجود تواصل متبادل مفاجئ في أثناء الحلم أقوى من ذلك الحاصل عند اليقطة. وهذا يعني أن الشرائح تلعب دورًا مهمًا في تنظيم المعلومات في أثناء النوم، وربما تُساعد الدماغ على تخزين الذكريات في فترة الاستيقاظ مدة زمنية طويلة.
ركز الفريق دراسته على القشر خلف شريط الجسم الثفني، وهي أُولى المناطق التي تتأثر في حال حدوث مرض ألزهايمر في المراحل الأولى. يُقترح أنه من الممكن استخدام تواصل الشرائح واسمًا حيويًا للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر، مع الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد ذلك.
اقرأ أيضًا:
الدماغ الأيمن والدماغ الأيسر.. من المسيطر؟
كيف يفسر الدماغ حركة الأجسام المحيطة في أثناء حركتك أنت؟
ترجمة: سارة دامر
تدقيق: باسل حميدي
مراجعة: عون حدّاد