يحدث التواء الخصية عندما تدور الخصية حول الحبل المنوي الذي يغذيها بالتروية الدموية، ما يؤدي إلى توقف تدفق الدم إلى الخصية محدثًا بذلك ألمًا شديدًا مفاجئًا وتورمًا. تتصل كل خصية بالحبل المنوي، وتوضع الخصيتان ضمن كيس جلدي يُسمى الصفن. يمتد الحبل المنوي من الخصية إلى البطن، ويؤدي دوران الخصية إلى التفافه والتوائه؛ ما يُقلل من تدفق الدم إلى الخصية، وفي حال دوران الخصية عدة مرات، سيؤدي ذلك إلى انقطاع التروية الدموية عنها بالكامل وحدوث أضرار بسرعة أكبر.
هي حالة طبية خطيرة لكنها قابلة للعلاج، وفي حال تأخر العلاج المناسب، سيؤدي ذلك إلى خسارة الخصية وموتها وموت الأنسجة المحيطة بها.
قد يملك الذكور الذين يعانون من التواء الخصية سمة وراثية تسمح لإحدى الخصيتين أو كلتيهما بالدوران بحرية داخل كيس الصفن، وقد يحدث الالتواء نتيجة عيب خلقي، وهو أن الخصية ترتبط فقط بالحبل المنوي دون كيس الصفن، ويُسمى هذا بالصفن الجرسي أو تشوه ضارب الجرس bell clapper scrotum؛ لأن الخصية تتأرجح كضارب الجرس.
يمكن أن يحدث التواء الخصية في أي وقت في أثناء الوقوف أو النوم أو القيام بالتمارين الرياضية أو الجلوس، ودون أي سبب واضح لدى الأشخاص المعرضين للإصابة. قد يكون السبب أحيانًا حدوث أذية ما للخصيتين أو بسبب النمو السريع للخصية خلال فترة البلوغ.
تتضمن العوامل التي تزيد من خطر التواء الخصية ما يلي:
- العمر: التواء الخصية أشيع عند الذكور المتراوحة أعمارهم بين 10-25 عامًا، ويمكن حدوثه في أي عمر لكنه نادر فوق عمر الثلاثين. تحدث 65% من الحالات عند اليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين 12-18 عامًا، إذ يُصيب حوالي شخص واحد من كل 4000 ذكر قبل عمر 25.
- التواء خصية سابق: إذا حدث التواء مرة واحدة، ومرّ دون علاج، فمن المرجح أن يحدث من جديد في أي من الخصيتين ما لم تُجرَ عملية جراحية لتصحيح المشكلة الأساسية.
- المناخ: يُسمى التواء الخصية أحيانًا بمتلازمة الشتاء winter syndrome؛ لأنه يحدث غالبًا عندما يكون الطقس باردًا، إذ يكون الصفن لدى الشخص المستلقي في سرير دافئ بحالة استرخاء، وعندما يغادر سريره سيتعرض الصفن لهواء الغرفة البارد، فإذا انفتل الحبل المنوي بينما الصفن بحالة استرخاء، فإن الانقباض المفاجئ الناتج عن التغير المفاجئ في درجة الحرارة يمكنه جعل الخصية في هذا الوضع، والنتيجة هي التواؤها.
التواء الخصية عند الأطفال حديثي الولادة والرضع:
يحدث في بعض الأحيان التواء الخصية قبل الولادة، وفي هذه الحالة لا يمكن حماية الخصية والمحافظة عليها بشكل طبيعي، لكن يُوصى بالتصحيح الجراحي بعد الولادة لتشخيص التواء الخصية الأخرى حال حدوثه وتصحيحه ولمنع حدوث المشاكل الإنجابية في المستقبل.
أعراض التواء الخصية:
- ألم شديد مفاجئ أحادي الجانب.
- تورم في كيس الصفن.
- كتل في الصفن.
- غثيان.
- دم في السائل المنوي.
- قيء.
- ألم بطني.
قد يلاحظ المريض أن إحدى الخصيتين أعلى أو أكبر من الخصية الأخرى، أو أنها حمراء أو داكنة اللون.
تظهر أعراض الالتواء عادة بشكل مفاجئ، لكن توجد بعض الحالات التي يحدث فيها الالتواء على مدى بضعة أيام.
من المهم طلب العناية الطارئة أمام أي ألم شديد مفاجئ في الخصية، قد تكون الأعراض والعلامات ناجمة عن حالة طبية أخرى، لكن في حالة التواء الخصية، سيمنع العلاج الفوري حدوث أذية شديدة للخصية أو حتى خسارتها وموتها.
إذا حدث ألم مفاجئ في الخصية واختفى دون علاج، فقد يكون أن الخصية التوت ثم عادت لحالتها الطبيعية من تلقاء نفسها دون أي تدخل، ويُعرف هذا باسم الالتواء والإصلاح المتقطع، ومع أن الخصية عادت من تلقاء نفسها، فإن الجراحة مطلوبة في هذه الحالة لمنع حدوثها من جديد.
تشخيص التواء الخصية:
يُعد التواء الخصية حالة إسعافية طارئة تتطلب تشخيصًا وعلاجًا سريعين.
سيفحص الطبيب كلًا من الصفن والخصيتين والبطن والمنطقة الأربية، وسيطرح بعض الأسئلة حول الأعراض؛ ليحدد ما إذا كانت المشكلة هي التواء الخصية أم حالة أخرى. يمكن أن يفحص الطبيب أيضًا منعكسات المريض وردود أفعاله عن طريق الفرك الخفيف أو قرص الفخذ من الداخل من الجانب المصاب، إذ سيؤدي هذا عادة إلى انكماش الخصية، وقد لا يحدث هذا المنعكس عند وجود التواء في الخصية.
إذا كان التشخيص غير مؤكد، ستُطلب استشارة طبيب اختصاصي أمراض الجهاز البولي لتجنب تعريض الخصية للخطر.
تتضمن الفحوصات الطبية التي يمكنها تأكيد التشخيص أو المساعدة في تحديد وجود مشكلة أخرى ما يلي:
- فحوصات دموية أو بولية للتحقق من وجود العدوى.
- استخدام التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو) للصفن لفحص تدفق الدم (إيكو دوبلر)، إذ إن انخفاض تدفق الدم قد يكون علامةً على التواء الخصية.
- المسح النووي للخصيتين: يضمن هذا الإجراء حقن كميات صغيرة من المواد المشعة في مجرى الدم لكشف مناطق انخفاض تدفق الدم وتحديدها.
قد تكون الجراحة الاستقصائية ضرورية لتحديد ما إذا كانت الأعراض ناجمة عن التواء الخصية أو حالة أخرى، إذ سيعلِّق الجراح الخصية على جدار الصفن لمنع حدوث المشاكل في المستقبل. إذا استمر الألم عدة ساعات وأشار فحص المريض الجسدي إلى وجود التواء في الخصية، فقد تُجرى العملية الجراحية دون إجراء أي وسيلة أو اختبارات أخرى؛ لمنع موت الخصية وخسارتها.
العلاج:
يتطلب التواء الخصية تدخلًا جراحيًا إسعافيًا، فإن عُولج خلال 4-6 ساعات، سنتمكن من الحفاظ على الخصية، لكن الانتظار لمدة أطول قد يُسبب ضررًا دائمًا، وقد يؤثر على القدرة على الإنجاب.
سوف يحل الجراح الحبل المنوي لاستعادة التروية الدموية، إذ قد يكون الحل اليدوي ممكنًا لكن إجراء العملية الجراحية سيمنع النكس لاحقًا. العملية بسيطة تُجرى تحت التخدير العام ولا تتطلب البقاء في المشفى عادةً.
خطوات الجراحة:
- شق صغير في كيس الصفن.
- حل الحبل المنوي إذا لزم الأمر.
- خياطة إحدى الخصيتين أو كلتيهما إلى داخل كيس الصفن لمنع حدوث الدوران.
كلما أسرعنا بإعادة الخصية إلى مكانها، زادت فرصة نجاح العلاج، إذ إن التأخر 6 ساعات سيحدث ضررًا دائمًا، أما عند التأخر 12 ساعة أو أكثر سنفقد الخصية بنسبة 75%، وبمجرد موت الخصية يجب إزالتها من مكانها لمنع حدوث العدوى، وسيحتاج المريض بعد الجراحة إلى تجنب الأنشطة الشاقة والأنشطة الجنسية عدة أسابيع.
الوقاية والإنذار:
إن إمكانية دوران الخصيتين بحرية داخل كيس الصفن هي سمة وراثية يمتلكها بعض الذكور دون غيرهم، والطريقة الوحيدة لمنع التواء الخصية عند الأشخاص الذين يملكون هذه السمة هي من خلال الجراحة التي تهدف إلى ربط كلتا الخصيتين بداخل كيس الصفن فلا تستطيعان الدوران بحرية.
في معظم الحالات، إذا عُولج الالتواء خلال 6 ساعات، لن تتطلب الحالة إزالة الخصية واستئصالها، أما عند التأخر لمدة 48 ساعة سنحتاج غالبًا إلى إزالتها.
يندُر التواء الخصية ثنائي الجانب، إذ يحدث في قرابة شخصين من كل مئة شخص. إذا أُزيلت إحدى الخصيتين، فهذا لا يعني أن الشخص لن يستطيع إنجاب الأطفال؛ إذ ستبقى الخصية الأخرى تُنتج الحيوانات المنوية بشكل كافٍ لحدوث الحمل، ومع ذلك فقد لُوحظ انخفاض في تعداد الحيوانات المنوية عند الذين تعرضوا لالتواء الخصية.
في بعض الأحيان قد تنمو الخصية المتبقية وتكبر من أجل التعويض، وعندها يجب أن يضع الرجل بعين الاعتبار ارتداء ملابس واقية عند قيامه بتمارين رياضية أو غيرها من الأنشطة لحماية الخصية الثانية.
اقرأ أيضًا:
التهاب الخصية Orchitis: الأسباب والأعرض والتشخيص والعلاج
القيلة المائية أو الأدرة: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: يوسف الجنيدي
تدقيق: محمد نجيب العباسي
مراجعة: تسنيم الطيبي