يسبب التهاب اللفافة الأخمصية أو Plantar fasciitis ألمًا في قاع العقب. فاللفافة الأخمصية plantar fascia هي رباط ثخين كالشبكة يربط بين عقب قدمك ومقدمتها. إذ تدعم قوس القدم وتساعدك على المشي.
التهاب اللفافة الأخمصية هو أحد أكثر شكاوى الأمراض العظمية شيوعًا. تتعرض أربطة اللفافة الأخمصية للتمزق والبلى خلال الأنشطة اليومية. في الحالات الطبيعية تعمل هذه الأربطة لامتصاص الصدمات، وتدعم قوس القدم. ويسبب الضغط على قدمك تلف الأربطة وتمزقها؛ فتمسي اللفافة الأخمصية ملتهبة، فيسبب الالتهاب الألم والتصلب.
أعراض التهاب اللفافة الأخمصية
أكثر شكوى يشتكي منها المصابون بالتهاب اللفافة الأخمصية هي الألم في قاع العقب. يتشكل الألم مع الوقت. ويصيب عادة قدمًا واحدة، كما يمكن أن يصيب القدمين. يصف بعض المرضى الألم بالنوع الأصم، بينما يشتكي آخرون من النوع الحاد. يشعر البعض بحرقة أو توجع في قاع القدم يصل حتى العقب.
يسوء الألم أكثر عادة في الصباح حين تخطو خطواتك الأولى من على السرير، أو حين تكون جالسًا أو ممدًا لفترة طويلة. ويصبح صعود الدرج غاية في الصعوبة بسبب تصلب العقب.
يشتعل الألم كلما طال النشاط البدني بسبب زيادة الالتهاب، ولا يشعر المصاب بالألم عادة وقت أداء النشاط، بل حين يتوقف المرء عن أدائه.
الأسباب
تزداد فرص تعرضك لالتهاب اللفافة الأخمصية، كلما كان وزنك زائدًا أو كنت بدينًا. يعود ذلك لزيادة الضغط على أربطة اللفافة الأخمصية، وخصوصًا إن كانت زيادة الوزن مفاجئة. تعاني الحوامل غالبًا من نوبات ألم التهاب اللفافة الأخمصية، وخصوصًا أثناء أشهر الحمل الأخيرة.
في حال كنت ممن يعدون لمسافات طويلة، فإنك غالبًا ستتعرض لمشاكل في اللفافة الأخمصية، وقد تصبح أكثر عرضة للإصابة، إن كان عملك يتطلب منك المشي الكثير على قدميك، كأن تعمل في مصنع أو نادلًا في مطعم. الرجال والنساء بين عمر الـ٤٠ سنة والـ٧٠ أكثر عرضة للإصابة بالتهاب اللفافة الأخمصية. وهو أكثر شيوعًا قليلًا عند النساء.
إذا كنت تعاني من مشاكل هيكلية في القدم، كأن تملك قدمًا ذات قوس عال أو قدمًا فطحاء جدًا، فقد تصاب بالتهاب اللفافة الأخمصية. إذ قد تفضي أوتار أخيل Achilles tendon المشدودة، وهي الأوتار التي تصل بين عضلة الربلة بالعقب، إلى ألم اللفافة الأخمصية. كما أن ارتداء الأحذية ذات الأخمص (النعال) اللينة والمدعمة بقوس سيء يفضي كذلك إلى التهاب اللفافة الأخمصية.
لا ينتج التهاب اللفافة الأخمصية عن مهماز العقب (مسمار الكعب) heel spurs. مهماز القدم هو خطاف عظمي يتشكل على عظم عقب القدم. فبحسب جمعية جراحي العظام الأمريكية، واحد من عشرة أشخاص مصابين بمهماز العقب، لكن ١ من بين ٢٠ منهم يعاني الألم.
التشخيص
يجري الطبيب فحصًا بدنيًا للكشف عن وجود ألم عند الضغط على قدمك والموقع الدقيق للألم ليتأكد من عدم كونها مشكلة أخرى. قد يطلب الطبيب منك مد قدمك بينما يدفع اللفافة الأخمصية ليرى إن ساء الألم عند مد القدم ويتحسن حين تمط أصابع القدم. وسيلاحظ كذلك وجود احمرار أو تورم من عدمه.
يقيم الطبيب قوة عضلاتك وصحة الأعصاب من خلال الفحوصات التالية:
- فحص المنعكسات reflexes.
- فحص توتر العضلة muscle tone.
- فحص الإحساس sense of touch and sight.
- فحص تناسق الحركة coordination.
- فحص الاتزان balance.
يجري الطبيب أشعة سينية أو أشعة رنين مغناطيسية إن لزم، للكشف عن وجود سبب إضافي يدفع العقب للألم، كوجود كسر في العظم.
علاج التهاب اللفافة الأخمصية
تخفيف التهاب رباط التهاب اللفافة الأخمصية هو جزء هام من العلاج، إلا أنه لا يقصد علاج سبب تلف الرباط.
العلاجات المنزلية
يشمل العلاج المنزلي الأولي الابتعاد عن الوقوف على القدمين ووضع الثلج لمدة ١٥ إلى ٢٠ دقيقة من ثلاث إلى أربع مرات في اليوم لتخفيف التورم. يمكنك أيضًا محاولة تقليل أو تغيير أنشطة التمرين. ويمكن كذلك استعمال قوس دعم في حذائك وإجراء تمارين التمدد المساعدة في تخفيف الألم.
تخفف بعض الأدوية مثل أدوية مضادات الالتهاب اللا استرويدية مثل الإيبوبروفين والنابروكسين من التهاب الرباط.
الأدوية الطبية
إن لم تنفع العلاجات المنزلية أو الأدوية التي تباع دون الحاجة لوصفة طبية في تخفيف الألم، قد تساعد حقنة من الكورتيكوسترويدات مباشرة في الجزء التالف من الرباط. يقوم بذلك الطبيب في عيادته. يستعمل الطبيب جهاز موجات فوق صوتية لتساعده في تحديد أفضل مكان للحقنة.
يمكن كذلك للطبيب وضع الكورتيستيرودات على جلد العقب أو قوس القدم، ثم يضع عليها تيارًا كهربائيًا غير مؤلم ليمرر الاسترويد خلال الجلد إلى العضلات.
العلاج الطبيعي
يشكل العلاج الطبيعي جزءًا مهمًا لعلاج التهاب اللفافة الأخمصية. إذ يمكن مساعدتك في مد اللفافة الأخمصية وأوتار أخيل. كما يمكن للمعالج الطبيعي تعليمك تمارين تقوي عضلات الساقين، ويساعدك في اتزان مشيتك وتخفيف الحمل على اللفافة الأخمصية.
في حال استمر الألم ولم تعمل الطرق الأخرى، قد يقترح الطبيب عليك العلاج بالموجات التصادمية من خارج الجسم Extracorporeal shock wave therapy. خلال هذا العلاج، تمطر الموجات الصوتية عقبك فتحاكي عملية شفاء الرباط. تشمل الآثار الجانبية لهذا العلاج ما يلي:
- كدمات.
- تورم.
- ألم.
- تنمل.
لم يثبت العلاج بالموجات التصادمية من خارج الجسم فعاليته في تخفيف الأعراض.
الجراحة
أكثر طرق العلاج تغييرًا. تجرى فقط في الحالات التي يكون الألم فيها شديدًا. يفصل الجراح جزءًا من اللفافة الأخمصية من عظم العقب، لكن هذا يضعف من قوس القدم وقد يفقد وظيفته الكلية. تشمل جراحة أخرى إطالة عضل الربلة. تسمى هذه العملية حسر (الحسر: إجراء جراحي لإزاحة نسيج أو عضو) عضل الساق Gastrocnemius recession.
الأسندة والدعامات
الجبائر (دعامة القدم) الليلية Night splints هي طريقة أخرى للعلاج تساعد في مد الربلة وقوس القدم. الجبائر الليلية هي نوع من الأسندة تثبت قدمك في وضع ممدد وتطيل اللفافة الأخمصية وأوتار أخيل أثناء الليل. يمكن لهذا أن يقي من آلام الصباح ومن التصلب.
كما قد تساعد مقاويم orthotics خاصة، أو دعامات قوس القدم، لحذائك في تخفيف بعض الألم من خلال توزيع الضغط، كما يمكن أن تدرأ أي تلف أكبر للفافة الأخمصية. تثبت كذلك شريحة الحذاء boot cast قدمك وتقلل من إجهادها بينما تشفى اللفافة الأخمصية. كما يمكن إزالة الشريحة، والتي تبدو كحذاء تزلج، حين تستحم.
المضاعفات
يتطور ألم العقب المزمن في حال أهملت العلاج. يمكن لهذا أن يغير من طريق مشيك ويسبب الألم لكل من:
- الرجلين.
- الركبتين.
- الوركين.
- الظهر.
تضعف الحقن السترويدية وبعض العلاجات رباط اللفافة الأخمصية وقد تسبب تمزق الرباط.
تأتي الجراحة محملة بخطر التعرض للنزيف، والعدوى، والتحسس من المخدر. كما قد يسبب انفصال اللفافة الأخمصية تغيرات في القدم وتلف الأعصاب. كما يسبب حسر عضلة الساق Gastrocnemius recession تلفًا في الأعصاب.
مآل المرض
لا يلزم معظم الناس إجراء عملية جراحية للتخلص من ألم التهاب اللفافة الأخمصية. وفضلًا عن ذلك، تتحسن حالتهم من خلال العلاج البدني، والعلاجات المنزلية، والأودية. ومع ذلك، يمكن أن يأخذ العلاج أشهرًا عدة إلى سنتين حتى تتحسن الأعراض.
اقرأ أيضًا:
تشنج القدم: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
لدى لاعبي كرة القدم المحترفين معدلات أعلى للإصابة بداء العصبون الحركي
ترجمة: لُبيد الأغبري
تدقيق: سلمى توفيق