إن التهاب العصب الدهليزي هو حالة تسبب الدوار والدوخة، وسببها حالة التهابية تصيب العصب الدهليزي، وهو عصب موجود في الأذن يرسل المعلومات المتعلقة بالتوازن إلى دماغك، وفي حال التهابه؛ لن تصل المعلومات إلى دماغك بالشكل الصحيح، ما سيجعلك تشعر بالاضطراب.
يتحسن التهاب العصب الدهليزيّ عادة بعد عدة أيام، وقد تأخذ الأعراض نحو ثلاثة أسابيع حتى تختفي، وقد تعاني أيضًا من فترات مُعاودة من الدوار والدوخة لعدة أشهر.
التهاب العصب الدهليزي مقابل التهاب التيه
غالبًا ما يُخلَط بين التهاب العصب الدهليزيّ والتهاب التيه، ومع أن الحالتين متشابهتان كثيرًا، فهناك بعض الاختلافات البسيطة، إذ يشير التهاب العصب الدهليزيّ إلى وجود التهاب في العصب فقط، أما التهاب التيه؛ فيشير إلى وجود التهاب في كل من العصب الدهليزي والعصب القوقعي، الذي ينقل معلومات السمع إلى الدماغ.
من ثمّ سيُسبب التهاب التيه اضطرابات سمعية أيضًا، بما فيها مشاكل في السمع، وطنينًا في الأذنين، بالإضافة إلى الدوار، أما التهاب العصب الدهليزيّ من ناحية أخرى فيسبب أعراضًا توازنية فقط.
ما هي الأعراض؟
تبدأ أعراض التهاب العصب الدهليزي عادة بسرعة، وتكون أكثر حدّة عند ظهورها للمرة الأولى، وتتضمن:
- الدوار المفاجئ.
- اضطرابات في التوازن.
- غثيان وإقياء.
- دوار.
- مشاكل في التركيز.
ما الذي يمكن أن يسببها؟
معظم حالات التهاب العصب الدهليزي ناتجة عن أخماج فيروسية، إما في الأذن الداخلية أو في أجزاء أخرى من الجسم، ومن الأخماج الشائعة التي قد تسبب التهاب العصب الدهليزيّ:
- الحصبة.
- الإنفلونزا.
- داء كثرة وحيدات النوى الخمجي المُسبَّب بفيروس إيبشتاين بار.
- الحصبة الألمانية.
- النكاف.
- الهربس النطاقي.
- جدري الماء.
قد تسبب الأخماج الجرثومية في بعض الحالات التهاب العصب الدهليزي، ولكن التهابات التيه هي التي يشيع أن يكون مسببها هو الجراثيم، لا التهاب العصب الدهليزيّ.
تشخيص التهاب العصب الدهليزي
يستبعد الطبيب أي سبب آخر قد يكون وراء شعورك بالدوار قبل تشخيص التهاب العصب الدهليزي، كالسكتة الدماغية، أو أي حالة عصبية أخرى، وقد يحتاج إلى إجراء مرنان مغناطيسي، أو يطلب منك القيام بحركات معينة، ومن ثم سيطلب غالبًا اختبارات سمعية، من أجل تحديد الأعصاب المصابة.
كيف تجري المعالجة؟
عندما يكون سبب التهاب العصب الدهليزي ناجمًا عن عدوى، ستحتاج غالبًا إلى صادات حيوية أو مضادات فيروسية لمعالجة العدوى. لا يوجد علاج نموذجي لالتهاب العصب الدهليزي بحد ذاته، لكن يوجد العديد من الإجراءات التي قد تقلل من الأعراض أثناء فترة تعافيك من المرض.
بعض الأدوية التي قد تساعد على تخفيف أعراض الدوخة والغثيان:
- ديفينهيدرامين (بيندادريل).
- ميكليزين (أنتيفيرت).
- لورازيبام (أتيفان).
- ديازيبام (فاليوم).
في حال كان الإقياء شديدًا، فقد تعاني من تجفاف شديد، وهنا ستحتاج إلى سوائل وريدية.
في حال لم تتحسن الأعراض نهائيًا خلال عدة أسابيع، فسوف تحتاج إلى معالجة دهليزية تأهيلية، ويتضمن ذلك أداء حركات سهلة كتمارين براندت داروف، من أجل مساعدة الدماغ على ضبط التغيرات في التوازن، وعندما تبدأ بهذه التمارين، فقد تشعر أن أعراضك تزداد سوءًا، ولكن هذا طبيعي.
الوقت اللازم للشفاء من الحالة:
يجب أن تلاحظ تحسنًا في أعراضك خلال عدة أيام، ولكن قد يتطلب الأمر ثلاثة أسابيع للشفاء التام، وقد تشعر بدوار متقطّع لعدة أشهر بعد المرض، ولأن التهاب العصب الدهليزي قد يسبب لك إعاقة في أدائك للأنشطة اليومية الاعتيادية، يجب عليك أن تحاول تقليل الحركة إلى أقل درجة ممكنة، ما قد يساعد جسدك على استعادة حس التوازن بوقت أقصر.
العيش مع التهاب العصب الدهليزيّ
قد يسبب التهاب العصب الدهليزي الرعب لبعض الأشخاص، لكنه في أغلب الحالات يُشفى دون أي أعراض دائمة خلال عدة أسابيع، وفي حال استمرار تناول حبوب الدوخة والدوار حتى عدة أشهر بعد المرض، سيساعدك العلاج الفيزيائي والأدوية.
اقرأ أيضًا:
التهاب التّيه (التهاب الأذن الداخلية)
ترجمة: ولاء علي سليمان
تدقيق: علي قاسم
مراجعة: اسماعيل اليازجي