يبدو أنّ التّمرين لا يجعلك تتمّ وتنمّي مهاراتك فقط، ولكنّه يُساعد في زيادة كفاءة عمل الألياف العصبيّة في القشرة الحركيّة المركزيّة في الدّماغ، وهي المنطقة التي تخطّط وتنفّذ أوامر حركة الجسم. طبقًا لنتائج دراسة أجرتها كليّة الطبّ في جامعة بيتسبرغ، التّمرين يؤدي إلى خفض النّشاط الإستقلابي للحركات التي تمّ تذكّرها، على عكس الحركات التي يتمّ إرشادها بصريًّا. كما أنّ الدّراسة تقترح أنّ القشرة الحركيّة في الدّماغ لدائنيّة، ومن الممكن أن تخدم كموضع لحفظ المهارات الحركيّة.
لقد عرفنا لمدّة طويلة أنّ المنطقة التي تتحكّم باليد في القشرة الحركيّة المركزيّة في دماغ عازفي البيانو الماهرين كانت أكبر من تلك التي نجدها في دماغ عازفي البيانو المبتدئين. هذه المشاهدة اقترحت أنّ التّمرين الذي يمتدّ لفتراتٍ طويلة ونموّ القدرة والخبرة يؤدّيان إلى تغييرات حقيقيّة في القشرة الحركيّة المركزيّة.
الدّكتور بيتر ستريك، بروفيسور علوم الأعصاب في كليّة الطبّ في جامعة بيتسبرغ، علّق على نتائج الدّراسة قائلاً: “ما يهمّ الحقيقة هو أنّ نتائجنا أظهرت أنّ يغيّر القشرة الحركيّة المركزيّة حتّى تصبح ركيزة مهمّة لحفظ المهارات الحركيّة. ولذلك القشرة الحركيّة قابلة للتكيّف ولدائنيّة.”