إن تعلم أشياء جديدة من الأمور الممتعة في الحياة، لكن هناك مشكلة أساسية في التعلم هو كيف يمكن أن نكمل الدراسة من غير الشعور بالملل.
هذا المقال يشرح طريقة جديدة في التعلم قد تسرع من عملية التحصيل وجلعها أكثر كفاءة وجعل العملية أكثر متعة.
تقنية فاينمان في التعلم:
في كثير من الأحيان حينما يُوجه الطلاب لكيفية الدراسة يتطلب ذلك الحد من النشاط الاجتماعي للدارس وتصريف الكثير من الوقت في القراءة والبحث والكتابة وتدوين الملاحظات لتثبيت المعلومات في الذاكرة..
هذا ليس الحل الأمثل..
يمكن لتقنية الدراسة أن تبقي عقلك في حالة جيدة أثناء الدراسة وتسمح لك بتسريع عملية الدراسة مع الاحتفاظ بمزيد من المعلومات.
تسعى تقنيات الدراسة المختلفة لجعلك تذاكر أكثر بنفسك لكي تطور من نفسك وتصبح المرشح الأمثل لدخول الجامعة.
يمكن أن تجرب الكثير من تقنيات الدراسة المختلفة وكلها تتطلب الكثير من الانضباط الذاتي والعمل المستقل ولكل منها إيجابيات وسلبيات.
تعتبر تقنية فاينمان من التقنيات التي لا تتسامح مع التفكير الطائش أو غير المحدد الأهداف. فهي تستهدف الثغرات المعرفية حتى تعرف بالتحديد ما الذي تحتاج للتركيز عليه ومن ثم تعظيم الكفاءة والأداء.
ما هي تقنية فاينمان:
طُورت تقنية فاينمان من خلال الفيزيائي الحاصل على جائزة نوبل ريتشارد فاينمان والذي اشتهر كعالم رائع وبقدراته التوضيحية أو طريقته في شرح حتى أعقد المصطلحات العلمية بشكل بسيط يسمح حتى للجاهلين علميًا من الفهم.
يؤمن فاينمان بأنك «إن لم تستطع أن تشرح شيئًا بسهولة فإنك لم تفهمه جيدًا»
تعتمد تقنية فاينمان أساسًا على وجود استراحات من القراءة في الكتب ومحاولة شرح ما تعلمته الأمر الذي يعكس مدى فهمك للموضوع الذي تدرسه، والغرض من ذلك هو تحديد الثغرات في ما تعلمته لجعل الدراسة التالية أكثر تركيزًا على جوانب القصور أو الفهم.
تقنية بسيطة لكنها فائقة الفاعلية.
تبين الدراسات أن الطلاب الذي يدسون عن طريق شرح ما تعلموه لا يساعدهم فقط على التعلم أسرع ولكن أيضًا يساعدهم على تحقيق نتائج أفضل في الإمتحانات.
تسمح طريقة فاينمان للمتعلم أن يبتعد قليلًا لجمع ومعالجة الأفكار وتحديد أين ينبغي أن تركز طاقتك عند العودة إلى الدراسة.
كيف يمكنك أن تستخدم تقنية فاينمان:
هناك عدد من الأساليب لتطبيق طريقة فاينمان ومن ثم الحصول على أفضل استفادة منها، من المهم توضيح أن أسلوب فاينمان ليس مقتصرًا فقط على الرياضيات والعلوم ولكن يمكن الاستفادة منها في حفظ الجزء المفضل لديك من روايتك التي تدرسها.
هناك خمس خطوات لدراسة أفضل كفاءة باستخدام تقنية فاينمان:
- الخطوة الأولى : دراسة المفهوم لمدة ساعة إلى ثلاث ساعات.
- الخطوة الثانية : كتابة هذا المفهوم باستخدام اسلوبك الخاص بأسهل طريقة ممكنة .
- الخطوة الثالثة : راجع الشرح الذي قمت به وحدد الثغرات التي وجدتها في فهمك والمناطق التي استخدمت فيها لغة معقدة لتفسير الفكرة.
- الخطوة الرابعة : مواصلة الدراسة واستهداف الثغرات المعرفية ومجالات الضعف.
- الخطوة الخامسة : التكرار.
أهم الخطوات في هذه الطريقة هي الخطوتين الثالنية والثالثة – شرح المفهوم بأسلوبك الخاص والمراجعة لتحديد نقاط الضعف لديك.
بمجرد أن تنتهي من هذه الخطوات سيكون لديك الوعي الكافي بالنقاط التي ينبغي أن تدرسها وتركز عليها عند العودة للدراسة وهذا الأمر هو ما يجعل تقنية فاينمان ناجحة للغاية.
تستطيع أن تقوم بالشرح لزميلك أو بكتابة ملاحظات أو من خلال التسجيل الصوتي لشرحك بنفسك، يمكنك أن تشرح لشقيقك أو شقيقتك الصغرى مفهومًا معقدًا فإذا استطاع استيعابه بسهولة فيمكنك اعتبار نفسك قد فهمت الموضوع جيدًا.
الشرح لصديق أو التسجيل الصوتي يوفر وقتًا كبيرًا مما يسمح لك باكتشاف الثغرات المعرفية سريعًا.
فوائد طريقة فاينمان في الدراسة:
تتميز طريقة فاينمان بأنها بالإضافة إلى تحسين نتائج الدراسة والاستذكار فهي أيضًا تجعلك تصل بسرعة إلى مستوى تحصيل جيد.
طريقة فاينمان في التحصيل تقضي على فكرة التخمين وبالتالي تقلل من وقت الاستذكار والتحصيل وبالتالي تسهم في تقدم مستواك الدراسي قفزات.
في المرحلة ما قبل الجامعية قد تعينك على تحقيق درجات عالية تسمح لك بدخول أرقى الجامعات، أما في المرحلة الجامعية فهي تزيد من كفاءة التحصيل وتقلل من الإجهاد مع ازدياد كمية المعلومات المطلوب تحصيلها..
ستجعلك هذه الطريقة على علم بالتقنية التي ستستخدمها قبل أن تضطر إلى التعلم بالطرق الصعبة في الجامعة.
طريقة فاينمان حول العالم:
تصلح طريقة فاينمان لأي نمط تعليمي حول العالم.
سواء الفنون الحرة في أمريكا أو النسق العميق للدراسة في بريطانيا أو دراسة موضوعات موحدة في نيوزيلاندا وأستراليا.
لكنها تظل مناسبة أكثر مع أسلوب التدريس في أمريكا حيث تسمح لك بالتناوب بين التركيز والبعد ومحاولة فهم جوهر الموضوع.
طرق أخرى للدراسة:
ليست طريقة فاينمان هي الوحيدة المتاحة، من ضمن الطرق الأكثر انتشارًا هي طريقة بومودورو وهي لا تركز بقدر كبير على تحديد الثغرات بقدر تركيزها على زيادة الإنتاجية، فهي تهدف إلى زيادة الإنتاجية عن طريق تحسين إدارة استخدام الوقت ومن ثم تحسين كفاءة التحصيل.
وضعت تقنية بومودورو في الثمانينات وهي تتكون من ستة خطوات:
- أعطي لنفسك مهمة أو تكليفًا محددًا
- أعطي لهذه المهمة وقتًا محددًا للانتهاء وليكن 25 دقيقة
- ابدأ بالعمل
- إنهاء العمل بانتهاء الوقت المحدد
- أعط لنفسك راحة ولتكن من 3-5 دقائق ثم كرر الخطوة الثانية
- بعد أربع فترات من الدراسة أعط لنفسك استراحة أطول (15-30 دقيقة) ، ثم عاود تحديد المهام والتكليفات كما في الخطوة الأولى.
إن حصولك على الوقت الكافي من الراحة لاستيعاب مفاهيم جديدة يحول دون اختلاط المفاهيم القديمة والجديدة وهذا يؤدي إلى ضعف القدرة التحصيلية في النهاية.
من الممكن إذا الجمع بين تقنيات فاينمان وبومودورو، يمكنك أن تدرس باستخدام بومودورو وأن ترمم الثغرات من خلال الشرح واستعراض الأفكار التي درستها باستخدام طريقة فاينمان.
- ترجمة : مصطفى العدوي.
- تدقيق: رؤى درخباني.
- تحرير: عيسى هزيم.
- المصدر
