التطور الملحوظ أثناء الحدوث – الجزء الثالث
سوف نذكركم في هذه المقالة ببعض أساسيات التصنيف البيولوجي، كيف نعتبر أنَّ الكائنين مختلفين في النوع: لا يحدث بينهم أي تزاوج، مختلفين فى المحتوى الجيني (DNA).
تحدث التغيرات بسبب الانتقاء الجنسي أو الانتقاء الطبيعي أو التكييف لكي تتغير صفات فى الكائن المولود حتى تتراكم التغيرات ويكون الناتج غير قادر على التزاوج مع سلفه ومختلفين فى المحتوى الجيني، وحينها يكون الأبناء والأسلاف مختلفين في النوع، ومع تتابع التغيرات في الأسلاف المتتابعة نجد أفراد مختلفة بشكل كبير عن أسلافها، سنستكمل الأمثلة الحية التي سجلناها.
بإمكانك بالطبع البحث عن أسماء العلماء واكتشافاتهم التي سنذكرها في المقالة لكي تتأكد بنفسك من النتائج و المصداقية، ولن تكون المصادر مجرد مدونات أو منتديات بل مواقع تعليميّة تابعة لجامعات ينتهي رابطها بـ(EDU).
التطور عن طريق تدخل الإنسان:
بعض القصص الدرامية للتطور الملحوظ ناتجة من التدخلات التي يصنعها الإنسان على هذا الكوكب، مثل ما ذكره ستيفن بالومبي (Stephen Palumbi) عالم أحياء تطوريّة فى جامعة ستانفورد، إننا نغيّر في مسار التطور فعليًا لمعظم الكائنات الحيّة في كل مكان، و أحيانًا تكون الآثار الناتجة عكس ما نتوقعه تمامًا، التجمعات الموجودة فى جبال بيغورن (bighorn mountain) للخرفان البرية في أمريكا الشمالية محكمة جدًا للصيد حيث إذْ أردت أنَّ تصطاد هناك لكي تحصل على قرون الحملان كتذكار من الممكن أن يكلفك ذلك مبلغ مكون من ستة أرقام.
وهناك في هذه الجبال في ألبيرتا في كندا، يصطاد الصيادون الحملان ذات القرون الكبيرة لمدة تزيد عن ثلاثون عامًا، ونتيجة لذلك جعل التطور هذه الصفة التى يطلبها الصيادون «القرون الكبيرة» نادرة، وكانت الخرفان الصغيرة ذات القرون الصغيرة لديها فرصة أكبر في نقل جيناتها لذلك أصبحت الحملان في هذا الجبل صغيرة فى الحجم وقرونها صغيرة حتى الآن.
وصيد الأسماك أيضًا له تأثيرات، حيث التجمعات من أسماك القد الأطلنطية (Atlantic Cod) التي كانت تسبح لمئات السنين على شواطئ أنهار الابرادور ونيوفوندلاند قد قلَّ عددًا بشكل ملحوظ في أواخر الثمانينيات بسبب الصيد، وفي النهاية سَلَك هذا السمك سلوكًا له تغييرات تطورية مثل الخرفان، حيث الأسماك التي تبلغ بسرعة نسبيًا -في وقت مبكر من عمرها- وتقوم بالتكاثر كان لها فرصة أكبر في نقل جيناتها، وهذا ما حدث لتجمعات أسماك القد ومعدل حجمها تقلص، حيث الأقل حجمًا له فرصه أكبر في الهروب من شباك الصيد فتطورت فيهم تلك الصفات.
ومن الواضح أننا من الممكن أن نخسر وننقرض مالم نحارب ونواجه بشدة قوى الطبيعة، حيث أنَّ المضادات الحيويّة قادت التطور لجعل البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية بشكل مرعب جدًا.
السولفانوميدات -وهو نوع من أنواع الأدوية- الذي قُدِم في الثلاثينيات أصبحت البكتيريا مقاومة له ولا ينفع معها منذ عقد مضى، وكذلك البنسلين الذي اُكتِشف عام 1943 ظهرت أول بكتيريا مقاومة له عام 1946 أي بعد اكتشافه بثلاثة أعوام فقط استطاع نوع من البكتيريا أن يتطور ليتغلب على البينيسلين، وبنفس الكيفية الحشرات تطورت هي والنباتات المتطفلة لتتغلب على المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب، وهنا تكمن أهمية نظرية التطور في الطب وصناعات الأدوية والصيدلة لكي نستخدم تنبؤات النظرية فى تطوير الأدوية.
- ترجمة: ابانوب اسطفانوس
- تدقيق: صهيب الأغبري
- تحرير: زيد أبو الرب