يقلق الكثير من البالغين بشأن ذاكرتهم وقدراتهم العقلية، قد يقلقون مثلًا بسبب استغراق وقت أطول لتعلّم أشياء جديدة، أو نسيان دفع الفواتير أحيانًا، هذه التغيّرات هي عادة علامات النسيان المعتدل، وهي مرحلة طبيعية من الشيخوخة غالبًا، وليست مشكلات خطيرة في الذاكرة.
ما النسيان الطبيعي؟ وما غير الطبيعي؟
ما الفرق بين النسيان الطبيعي المرتبط بالعمر وبين مشكلات الذاكرة الخطيرة؟ في حالة مشكلات الذاكرة الخطيرة، يصعب إنجاز الأعمال اليومية مثل قيادة السيارة والتسوق، وقد تتضمن العلامات:
- طرح السؤال نفسه مرارًا وتكرارًا.
- الضياع في أماكن مألوفة.
- عدم القدرة على اتباع التعليمات.
- الارتباك أو القلق بخصوص الوقت أو الناس أو الأماكن.
استشِر طبيبك لتحديد مشكلات الذاكرة ومشكلات الإدراك الأخرى الطبيعية والأسباب المحتملة لها، ناقش أيضًا مع طبيبك فرص المساهمة في بحث حول الصحة الإدراكية والشيخوخة.
الاعتلال المعرفي المعتدل
بعض البالغين الأكبر سنًا مصابون بحالة تُسمى الاعتلال المعرفي المعتدل (MCI)، وتعني معاناتهم مشكلات الذاكرة والتفكير بدرجة أكبر من المعتاد في هذا العمر. يستطيع المصابون بالاعتلال المعرفي المعتدل الاعتناء بأنفسهم وأنشطتهم الطبيعية الخاصة. قد يكون الاعتلال المعرفي المعتدل علامة باكرة لمرض ألزهايمر، لكن ليس بالضرورة أن يطوّر كل المصابين بالاعتلال المعرفي المعتدل مرض ألزهايمر.
تتضمن علامات الاعتلال المعرفي المعتدل:
- فقدان الأشياء غالبًا.
- نسيان أحداث ومواعيد مهمة.
- صعوبة إيجاد الكلمات المناسبة أكثر من الأشخاص في نفس العمر.
إذا كنت مصابًا بالاعتلال المعرفي المعتدل زُر طبيبك كل 6-12 شهرًا لمتابعة تغيرات الذاكرة ومهارات التفكير الأخرى بمرور الوقت، قد يساعدك تغيير بعض العادات والتصرفات والقيام بأنشطة في الحفاظ على الذاكرة ومهارات التفكير.
الخرف والشيخوخة
ليس الخرف جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة، ويتضمن فقدان الفعالية الإدراكية والتفكير والتذكّر والتعلّم والاستنتاج والقدرات السلوكية، لدرجة التعارض مع نوعية حياة المريض ونشاطاته.
رغم شيوع فقدان الذاكرة، فإنه ليس العلامة الوحيدة للخرف؛ قد يعاني المصابون بالخرف مشكلات في مهارات اللغة والإدراك البصري والانتباه، وتغيرات في الشخصية لدى البعض.
توجد عدة أشكال للخرف، أشيعها مرض ألزهايمر لدى المرضى بعمر أكبر من 65. يشرح الجدول التالي بعض الفروق بين العلامات الطبيعية للشيخوخة ومرض ألزهايمر:
متى تجب زيارة الطبيب؟
استشِر الطبيب إذا كان لديك أو لدى أحد أفراد أسرتك أو أصدقائك مشكلات في تذكّر الأحداث القريبة أو التفكير بوضوح، قد يقترح فحصًا دقيقًا لمعرفة الأسباب المحتملة للأعراض.
لمشكلات الذاكرة ومشكلات التفكير الأخرى أسباب عديدة محتملة، تتضمن الاكتئاب أو الخمج أو الأعراض الجانبية لعلاج دوائي. قد تُعالَج المشكلة أحيانًا ويتحسن الإدراك والقدرة على التفكير الواضح والتعلّم والتذكّر. أحيانًا تكون المشكلة اضطرابًا عقليًا مثل مرض ألزهايمر الذي لا يُمكن عكسه. إيجاد أسباب المشكلة ضروري لتحديد أفضل طريقة للتدبير.
ملاحظة حول العلاجات غير المثبتة
يُخدع بعض الناس بعلاجات غير مجرّبة أو غير مُثبتة، تزعم جعل العقل أكثر حدة أو منع الخرف، كن حذرًا من الحبوب والمتممات وألعاب الحاسوب المدرّبة للعقل، أو المنتجات الأخرى التي تَعِد بتحسين الذاكرة أو منع الاضطرابات العقلية، قد تكون غير آمنة أو مضيعة للمال أو كليهما، قد تتداخل مع علاجات دوائية أخرى. حاليًا لا توجد أدوية أو علاجات تقي من مرض ألزهايمر أو الخرف المرتبط به.
لكن توجد عدة علاجات متوفرة بحسب الوصفة الطبية تعالج بأمان الأعراض الباكرة والمعتدلة لمرض ألزهايمر، قد يقترح طبيبك أحدها إذا شُخّصت بالخرف.
كيف تحمي نفسك والآخرين من العلاجات غير المثبتة؟
- كُن حذرًا إذا بدت ادعاءات المنتج واعدة وتتعارض مع ما سمعته من خبير الرعاية الصحية الخاص بك.
- كُن حذرًا تجاه أي منتج يزعم كونه خارقًا علميًا. غالبًا، تُسوِّق الشركات هذه المنتجات مخاطِرةً بتجريبها على متطوعين وتنتظر حدوث معجزة.
- استشِر طبيبك أو خبير العناية الصحية قبل شراء أي منتجات، متضمنةً الأدوية المصنّفة متممات غذائية، التي تَعِد بتحسين ذاكرتك أو منع الخرف.
- أبلغ عن أي منتجات أو متممات تُسوّق بوصفها علاجًا لمرض ألزهايمر أو أمراض أخرى.
اقرأ أيضًا:
كيف يربط الدماغ بين اﻷحداث لتشكيل الذاكرة؟
فقدان الذاكرة: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج والوقاية
ترجمة: نغم سمعان
تدقيق: أكرم محيي الدين