التجارب العنصرية المتكررة تعد الأكثر ضررا على الصحة العقلية

كشف بحثٌ جديد في جامعة مانشستر وللمرّة الأولى مقدار الضرر الذي يُسببه التمييز العنصري المتكرر على الصحة العقلية والجسدية. حيث ربطت العديد من الدراسات السابقة ما بين التمييز العنصري وسوء الصحة العقلية والجسدية، ولم تقم أي دراسة بالإشارة إلى التأثيرات التي تحملها الاعتداءات العنصرية المتعددة بمرور الزمن على الصحة العقلية للشخص.

حيث راقبت هذه الدراسة -والتي نُشرت بواسطة الدكتورة لايا بيكيرز (Laia Becares) وزملائها في المجلة الأمريكية للصحة العامة- التجارب المُتراكمة المتعلقة بالهجمات العنصرية بمرور الزمن والتي تشمل كلًا من الصّراخ والاعتداء الجسدي، وتجنّب الذهاب لمكان مُعين أو الشعور بعدم الأمان بسبب الإنتماء العرقي للشخص.

تقول الدكتورة بيكيرز: «إنّ الدراسات التي تُقيّم العلاقة ما بين التمييز العنصري والصحة، أو تلك التي تختبر التعرّض للتمييز العنصري في مرحلة معينة من العمر، تُقلّل من تقدير الأذى الذي يُسببه التمييز العنصري على الصحة العقلية عند الأقليات العرقية، بالإضافة إلى مُساهمته في ما يُدعى بالتفاوت العِرقي في الصحة».

ويُشير هذا البحث إلى تزايد مشاكل الصحة العقلية بشكلٍ ملحوظ عند الأقليات العرقية التي تعرضت لحوادث متكررة من التمييز العنصري، وذلك بالمقارنة مع الأقليات العرقية التي لم يسبُق لها التّعرض لأي حادثة تمييز عنصري.
تقول الدكتورة بيكيرز: «تُظهر هذه النتيجة أنّ التّعرض السابق للتمييز العنصري يُمكن أن يُؤثر بشكلٍ مستمر على الصحة العقلية عند الأقليات العرقية، حتى بعد التعرّض الأولي له».

وفي الختام تضيف الدكتورة بيكيرز: «يُبرِز بحثُنا حجم الضرر الذي يُسببه التمييز العنصري على صحة الأقليات العرقية. فكُلما تعرّض هؤلاء الأشخاص للتجارب العنصرية، تعرضوا لعدم الراحة النفسية. ويُعتبر ذلك ذو أهمية كبيرة في ضوء تزايد الاعتداءات العنصرية المُوثّقة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو ما أصبح يُعرف باسم (Brexit).

إعداد: زينب النيّال
تدقيق: دانه أبو فرحة
المصدر