البلازما الساخنة تمطر على سطح الشمس بسرعة 200،000 كم/ساعة، وكل “قطرة” بحجم دولة أيرلندا!
قام فريق من العلماء المختصين بفيزياء الشمس بالتقاط صور لهطول مطر غزير أثناء اصطدامه بسطح الشمس حيث يحتوي علي قطرات كبيرة بحجم جمهورية آيرلندا تهبط بسرعة 200 ألف كيلومتر لكل ساعة. تمّ اكتشاف هذا المطر علي سطح الشمس منذ حوالي 40 عامًا، لكن العلماء امتلكوا مؤخرًا فقط التكنولوجيا التي تسمح بملاحظتها بأدق التفاصيل.
بالعمل لمشروع لشركة ناسا “Solar Dynamics Observatory SDO” وتلسكوب 1-m SST علي جزر الساحل الشمالي الغربي لقارة إفريقيا، حصل فريق من الفيزيائيdن الآن علي مجموعة من أقوي الصور وضوحاً للعاصفة المطيرة علي سطح الشمس.
بقيادة Eamon Scullion من جامعة دبلن ببريطانيا، لاحظ الفريق سقوط “أمطار” هائلة مكونة من مواد تهطل سريعاً من السطح الخارجي للغلاف الشمسي ثم علي أرض السطح الشمسي في بقعة كبيرة. فيما يسمي بـ”المطر التاجي”؛ وهو مكون من غازات مشحونة كهربياً، أو بلازما، تتساقط بسرعة 200 ألفاً من الكيلومترات لكل ساعة؛ ولكنها ليست بلازما طبيعية كقطرات المطر التي تهطل علي الأرض، فحجم القطرة الواحد منها يعادل مساحة آيرلندا فيما يُقارب ثمانية وأربعون ألفاً من الكيلومتر المربع.
استطاع الفريق فهم كيفية تكون هذه العاصفة المطيرة التي هطلت علي الشمس من خلال الصور التي تم التقاطها، وطبقاً لما قاله بروفيسور روبرت ماسي أنه من المدهش أنها تشابه المطر المتكون علي سطح الأرض.
يحتوي الغلاف الشمسي علي سحب من البلازما الساخنة الكثيفة. إذا كانت الظروف مناسبة، فهذه السحب ستبرد وتتكثف علي شكل قطرات لتعود مرة أخري علي سطح الشمس، ولإكمال الدورة، يلزم للبلازما حينها أن تتبخر علي سطح الشمس لتعود إلي غلاف الشمس. هذا يتم حدوثه بفضل توهجات لهب الشمس، وهي أقوي أنواع الانفجارات الموجودة علي الإطلاق في النظام الشمسي. فعندما تصل درجة الحرارة إلي ملايين عديدة من درجات السيلزيوس، اُعتِقدَ أن توهجات لهب الشمس هي المصدر الرئيس لحرارة الغلاف الخارجي للشمس. يقترح الفريق البحثي أنّ بلازما العواصف المطيرة قد تفيد في عملية تنظيم تقلبات درجات الحرارة لغلاف الشمس.