يُعدُّ المظهرُ الجماليُّ للأسنان _بالإضافةِ إلى سلامَتِها وصحّتِها_ أمرًا بالغَ الأهميّة؛ فهو جزءٌ لا يتجزّأ من المظهرِ العام، ولهُ دورٌ بالغُ الأهميةِ في إعطاءِ انطباعٍ عام عن الأشخاص.

وكغيرِها من أجزاءِ الجسم، تتعرّضُ الأسنانُ للعديدِ من المشكلاتِ و التغيّراتِ المستمرّةِ بِحُكمِ وظيفتِها وموقعِها.

فما هي البقعُ البيضاءُ الّتي تظهرُ على الأسنان؟ ما أسبابُها؟ كيف تَظهر؟ وما هُو عِلاجها؟

المَظهر :

من الضّروري التفريقُ بين البُقعِ البيضاءِ على الأسنان، وبين اصفِرارِها و تبدُّل لونِها؛ إذ تظهرُ البُقعُ البيضاءُ على شكلِ مناطقَ مُنقّطَةٍ إمّا بالأصفر، الأبيضِ الفاتِح، أو حتّى البنيّ.

بينما يكونُ تبدُّلَ اللونِ العامِ ذا مظهرٍ أكثرَ اتّساقًا في الشّكلِ و المَظهر.

أُنظُر إلى المرآةِ واسأل نفسَك؛ هل جميعُ أسناني ذاتُ لونٍ أصفر أو بُنيّ؟ أم أنّها أسنانًا مُنقّطة؟ لا يُمكِنُ إنكارَ الأهميّةِ البالغةِ للفرقِ بينهما؛ فاختلافُ المُسبّبِ الرّئيسيّ لتغيُّرِ الّلون يعني بالتّالي اختلافًا في التّشخيصِ والعِلاج.

يُفسّرُ أطبّاءُ الأسنانِ ظُهورَ البُقعِ البيضاءِ كنتيجةِ نقصٍ في نموّ طبقةِ المينا أو نقصِ تكلُّسِها.

الأسباب :

عواملُ عدّةٌ قد تؤدّي إلى ظُهورِ البُقعِ البيضاءِ على الأسنان، كالتغذية، الجينات أو تناولِ الفلوريد المُفرَط.

في بعضِ الأحيان قد تظهرُ هذه البُقع بعد إزالةِ مشابكِ تقويمِ الأسنان، وفي أحيانٍ أُخرى تظهرُ على أسنانِ بعضِ الأطفالِ أثناءِ نموِّهِم.

إنّ وجودَ مناطقَ غيرَ مُتكلّسةٍ في طبقةِ المينا الخاصّة بالأسنانِ، يُعتَبِرُ سببًا في ظهورِ البُقعِ البيضاء؛ إذ تؤدّي هذه المُشكلةِ إلى تدهورِ حالةِ الأسنان.

فيما يحذّرُ بعضُ أطبّاءِ الأسنانِ من أنَّ أوّلَ علامةٍ دالّةٍ على تلفِ الأسنانِ هي ظهورُ آفاتِ البُقعِ البيضاء، الّتي تظهرُ عندَ حدوثِ تغيُّراتٍ في المُحتوى المعدنيّ للأسنان –وغالبًا ما تحدُثُ في مرحلةِ الطُّفولة–.

إذا لم تتم معالجة هذه الحالة فقد يؤدّي ذلك إلى تلفِ طبقةِ المينا.

ترتبطُ البقعُ البيضاءُ أيضًا بحالةٍ تُدعى تسمُّمِ الأسنانِ بالفلور، وهي حالةٌ ناتجةٌ عن تناولِ الفلوريد المُفرَط؛ إذ أنَ الأشخاصَ _الّذين يعيشون في المناطقِ الّتي تحتوي مياهُ الشّربِ فيها على كميةٍ عاليةٍ من الفلوريد_ هم أكثرُ الفئاتِ عُرضةً للإصابةِ بِهذهِ المُشكلة.

تُعتبَرُ البُقعُ البيضاءُ إحدى أكثرِ المُشكلاتِ الشّائعةِ الّتي تصيبُ الأسنانَ بعدَ استخدامِ مشابِكِ تقويمِ الأسنان، فالأشخاصِ الّذين يستخدِمونها يُواجِهون مُشكلةَ عدمِ تنظيفِ الأسنانِ بشكلٍ صحيح، وكنتيجةٍ لِذلك يتراكمُ القَلحُ على الأسنان.

القلحُ مادةٌ تحتوي على الأحماضِ المُؤذيةِ لِطبقةِ المينا في الأسنان، لذلِك فإنّهُ يتسبّبُ بتكوينِ تجاويفَ داخلَها.

لذا فإنَ أوّلَ علامةٍ دالةٍ على هذا النوعِ من تلفِ الأسنانِ هو وجودُ بُقعٍ بيضاءَ خاليةٍ من الكالسيوم في طبقةِ المينا التي تُصبِحُ أكثرَ وُضوحًا بعدَ إزالةِ مشابكِ الأسنان.

لا يُدركُ معظمُ الناسِ أنّ امتلاكَ أسنانٍ بيضاءَ وناصعةٍ ليس بالضّرورةِ مؤشّرٌ جيّد؛ فإن كُنتَ لا تواظِبُ على تنظيفِ أسنانِك بالفرشاةِ والخيطِ _ولاحظتَ بأنّها تزدادُ بياضًا_ فلا تفرح؛ لِأنّها قد تكونُ في طريقِها إلى التّلف.

التَّشخيص :

في البداية، يُحدّدُ طبيبُ الأسنانِ إذا ما كانت هذهِ البُقعُ قد ظهرت بِسببِ تناوُلِ الفلوريد أثناءَ الطّفولة، أو نتيجةِ حادثةٍ، أو بِسببِ قلّةِ العِنايةِ بالأسنانِ وإهمالِها.

كما يجبُ عليهِ تحديد الوقتِ الّذي ظهرت فيهِ هذه التَّصبُّغات اعتمادًا على موقِعِها و عُمقِها داخِلَ طبقةِ المينا.

العِلاج:

تتعدّدُ خياراتُ علاجِ البُقعِ البيضاءِ بِحسبِ شدّةِ المشكلة؛ فقد يعالِجُ _طبيبُ الأسنانِ المُختصّ_ حالةً ما بالفلورايد، وقد يلجأُ إلى طريقةِ (الرّبطِ السّنيّ) أو يستخدِم طريقةً يُطلق عليها (porcelain laminate placemen) في حالاتٍ أُخرى.


  • ترجمة : سيرين خضر
  • تدقيق: آلاء أبو شحّوت
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر