يُعد إطلاق الريح (الغازات البطنية) أحد الطرق التي يتخلص الجسد عبرها من الغازات المعوية، وهناك طريقة أخرى وهي التجشؤ.
تنتج الغازات المعوية عن الطعام الذي نتناوله وعن الهواء الذي نبتلعه خلال تناول الطعام، ويتراوح معدل إطلاق الريح الطبيعي بين 5 إلى 15 مرةً باليوم، وقد يرتفع هذا المعدل عند بعض الأشخاص متعلقًا بنوعية طعامهم والبكتيريا الموجودة في أمعائهم.
تسبب بعض الأطعمة زيادة غازات البطن لما فيها من مكونات، فتناول مساحيق مكملات البروتين، قد يسبب إطلاق الريح أكثر من المعتاد.
ما الذي يسبب إطلاق الغازات الناتجة عن تناول البروتين ؟
يستخدم الرياضيون مكملات البروتين، وتعد إحدى وسائل خسارة الوزن لمن يريد البقاء شبِعًا بتناول سعرات حرارية أقل، ويعد البروتين عنصرًا غذائيًا أساسيًا نحتاجه لبناء الكتلة العضلية، ويساعد البروتين في كلتا الحالتين.
لا توجد أدلة على أن ارتفاع معدلات إطلاق الريح تنتج عن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين، ولكنها نظريًا قد تجعل رائحة الغازات أسوأ.
توجد بعض الأدلة المتناقلة (أدلة مبنية على قصص وشهادات شخصية) على أن مساحيق المكملات البروتينية قد تزيد انتفاخ البطن بالغازات، إلا أن هذا التأثير ناتج عن مكونات غير بروتينية مثل اللاكتوز.
تحتوي مكملات البروتين عناصرَ تزيد الغازات البطنية إلا أن البروتين بحد ذاته لا يسبب ذلك،
كما تحتوي مكملات البروتين التي يكون أساسها مصل الحليب أو الكازئين كمياتٍ كبيرة من اللاكتوز، وإن الوارد الغذائي المرتفع من اللاكتوز قد يسبب زيادة غازات البطن حتى لدى الأشخاص الذين يستهلكون مشتقات الحليب دون أي مشاكل.
وتسبب الإضافات الموجودة في المكملات زيادةً في غازات البطن، مثل المكثفات والمحليات مثل مُحلي السوربيتول، وتساهم البروتينات النباتية الموجودة في الحبوب والبقول والفاصولياء حدوث انتفاخ البطن بالغازات أيضًا.
كيفية التخلص من غازات البطن الناتجة عن تناول البروتين:
لا يعد انتفاخ البطن وإطلاق الريح ذي الرائحة الكريهة المُسبَّب بأنواع محددة من مساحيق البروتين المشكلة الوحيدة التي يسببها تناول البروتين بكميات تفوق الحاجة،
بعض الطرق التي قد تقلل الغازات الناتجة عن تناول البروتين:
أولًا. استبدال مسحوق مكمل البروتين بنوع آخر:
يعد بروتين مصل الحليب عنصرًا أساسيًا في أنواع عديدة من المخفوقات المحتوية على البروتين والمشروبات والوجبات الخفيفة، وتكمن المشكلة في أن بروتينات مصل الحليب لا تصنع جميعها بذات الطريقة، فبعضها يصنع مركزًا ترتفع فيها كميات اللاكتوز، أما في بروتينات مصل الحليب المعزولة تنخفض كمية اللاكتوز فيسهل على الجسم هضمها، كما يوجد خيار آخرٌ بالتوجه إلى استعمال مساحيق مكملات البروتين الخالية من الحليب كالبازلاء والصويا.
الحرص أيضًا على تجنب مكملات البروتين الحاوية على السكر الكحولي مثل السوربيتول أو المانيتول.
ثانيًا. إضافة الأعشاب إلى النظام الغذائي:
تفيد بعض الأعشاب في حالات المشاكل الهضمية، فتخفف من النفخة والغازات، ويمكن لشرب الزنجبيل والشاي بالنعناع تهدئة الأمعاء، خاصةً بعد الوجبات.
ثالثًا. تجنب الكربوهيدرات المُنتِجة للغازات:
قبل استبدال البروتين بالكربوهيدرات يجب تجنب المسببة للغازات منها، مثل:
- الخضار الكرنبية: مثل الملفوف والبروكلي والقرنبيط وكرنب بروكسل.
- المنتجات الحاوية على اللاكتوز كالجبنة والحليب.
- البازلاء والفاصولياء والعدس.
- البصل والثوم.
وينبغي التمهل في أثناء تناول الطعام أو الشراب، وعدم الأكل بإفراط، ربما نصحك والداك بألا تأكل طعامك بنهم، وذلك لسبب وجيه وهو أن تناول الطعام بسرعة لا يسبب آلامًا في المعدة فقط بل يجعلك تبتلع الهواء أيضًا.
والمخفوقات البروتينية غير مستبعدةٍ في هذا السياق، فكلما زاد ابتلاعك للهواء، زادت كمية الغازات المنتجة.
سيساعد تناول الطعام على مهل تجنب الإفراط بالطعام الذي يمثل مسببًا آخر من مسببات الغازات.
الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية:
تساعد على تقليل انتفاخ البطن بالغازات، مثل الأدوية الحاوية على الفحم الفعال أو السيميثيكون، ينبغي قراءة الإرشادات بانتباه، فبعض الأدوية يجب تناولها قبل الطعام، في حين يجب تناول أدوية أخرى بعد الطعام.
هل تكون الغازات الناتجة عن تناول البروتين جيدة أم ضارة؟
تعد هذه الغازات إزعاجًا أكثر من كونها خطرًا، قد تحدث زيادة إطلاق الريح بعد البدء بتناول مساحيق بروتينات مصل الحليب ووجباته، وقد تسبب انتفاخًا أو ألمًا لدى بعض الأشخاص، خاصةً مرضى القولون العصبي أو عدم تحمل اللاكتوز.
المصابون بعدم تحمل اللاكتوز، عليهم تجنب كل المصادر الغذائية الحاوية على اللاكتوز، من ضمنها معظم مكملات البروتين المشتقة من الحليب.
ومع ذلك فإن إطلاق الريح لا يُعد التأثير الجانبي الوحيد، لأن الإفراط في تناول البروتين قد يسبب تأثيرات أخرى مثل حب الشباب.
إذا استمر إطلاق الريح رغم التعديلات على النظام الغذائي، ينبغي استشارة الطبيب الذي يمكنه استبعاد أمراض هضمية أخرى مثل عدم تحمل اللاكتوز والداء الزلاقي ومرض الأمعاء الالتهابي.
اقرأ أيضًا:
انتفاخ البطن بين إطلاق الريح و التجشؤ موضوع علمي مهم
ترجمة: حيدر بوبو
تدقيق: أحمد الحميّد
مراجعة: مازن النفوري