الإمارات العربية المتحدة تطلق خطة بناء مدينة على المريخ
وكالة ناسا وشركة سبيس اكس (SpaceX) ليستا اللاعبتين الوحيدتين في سباق استعمار المريخ، فقد وضعت الإمارات العربية المتحدة خطة طموحة لبناء مدينة بحجم شيكاغو على سطح الكوكب الأحمر.
بينما تخطط الولايات المتحدة الأمريكيَّة لنقل البشر إلى المريخ خلال العقدين المقبلين، تتبنى الإمارات العربيَّة المتحدة خطة على مدى أطول وذلك من خلال مشروعها المريخ 2117 المتضمن تصميم وبناء مستعمرة وإسكان البشر فيها خلال المئة عام المقبلة.
أعلن عن الخطة ولي العهد وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مؤتمر القمة العالميَّة للحكومات في دبي يوم الثلاثاء بتاريخ 14-2-2017، ووصف مشروع المريخ 2117 بأنه جهد متواصل تبذله دولة الإمارات العربيَّة المتحدة لتطوير المعرفة العلميَّة حتى يصبح استعمار المريخ ممكنًا بمساعدة الشركاء الدوليين.
وأضاف: «هذا المشروع الجديد هو البذرة التي نزرعها اليوم ونتوقع أن تجني فوائدها الأجيال القادمة المدفوعة بشغفها لكشف النِّقاب عن المعارف الجديدة.
ولطالما كان الوصول إلى الكواكب الأخرى حلمًا للبشر.
أما هدفنا اليوم فهو أن تساهم دولة الإمارات العربيَّة المتحدة بقيادة الجهود الدوليَّة لتحقيق هذا الحلم».
وعلى الرغم من غياب التَّفاصيل الدَّقيقة حاليًا حول هذه المبادرة؛ فهذه الخطة جديَّة، وتلي التزام الإمارات العربيَّة المتحدة بإطلاق مسبار الفضاء أمل (hope) في عام 2020 إلى مداره لدراسة الكوكب الأحمر حتى عام 2023 على الأقل.
بات من الواضح أن المريخ 2117 مشروع طموح جدًا، بينما يركز بشكل أساسي على خطة حالية في الاستثمار وتطوير البنية التَّحتيَّة العلميَّة للتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد كشف العاملون على الخطة عن رؤيتهم لمستعمرة المريخ مستقبلًا.
صرَّح سعيد القرقاوي مدير اللجنة العلميَّة والبحثيَّة في القمة العالميَّة للحكومات لسي إن بي سي (CNBC): «ستكون المدينة بحجم مدينة شيكاغو تقريبًا، يبلغ عدد سكانها 600,000 نسمة وحددنا هذا الرقم لأن الذَّهاب للمريخ يشبه الذهاب لاستكشاف جزيرة غريبة لا يمكن لأي أحد الذهاب أولًا، ثم وبحسب الخطة سنحقق تقدمًا في التِّقنية الصاروخيَّة مما يجعل حركة الناس هناك سهلة ويتبعها تقدّم في تقنيات الحصول على الأكسجين لجعله مشابهًا للأرض، الأمر الذي سيحث الناس ويشجعهم أكثر».
لا يزال أمام مشروع المريخ 2117 الكثير من التَّفاصيل الدَّقيقة لمعرفتها ولكن لديهم قرنًا كاملًا للعمل عليها، وفي واقع الأمر فهذا المشروع الطويل الأمد قد يكون واقعيًا أكثر من الأحلام أخرى التي تباع للوصول إلى الكوكب الأحمر.
قدَّم ايلون موسك (Elon Musk) الكثير من الوعود لاستكشاف المريخ في العام الماضي، مشيرًا إلى أنَّ نظام النقل بين الكواكب (ITS) لشركة سبيس اكس يمكن أن يبدأ بالرحلات باتجاه الكوكب الأحمر بحلول 2023.
وبالرّغم من أننا نحب الرؤية التي قدّمها موسك إلا أن نقاد (سبيس اكس) يقولون أن الشركة لا تملك التمويل اللازمة لتحقيق ذلك، الأمر الذي يؤكده جون لغسدون (John Logsdon) المدير السابق لمعهد السياسات الفضائية في جامعة جورج واشنطن بقوله: «من غير المحتمل أن يتمكن موسك من إيصال البشر لكوكب المريخ بحلول عام 2025، وخلاصة القول أن التكلفة التي نتحدث عنها تقدر بعشرات مليارات الدولارات، وسبيس اكس لا تملك هذا المال».
مشروع آخر بارز في سباق المريخ يسمى المريخ واحد (Mars One) يقول بأنه سيتمكن من إنشاء المستعمرات على الكوكب الأحمر قبل 2032.
لكن الجدل القائم بأن المنظمة تفتقر إلى التمويل واليد العاملة والخبرات اللازمة لوضع ذلك قيد التنفيذ.
وباعتبار الشَّركات الخاصة عاجزة عن تقديم هذا المستوى من الاستثمار الذي يترتب على مثل هذه المشاريع، فقد يكون الرهان الأفضل على وكالات الفضاء الحكوميَّة.
من جانبها قالت ناسا أن صواريخ الجيل القادم -نظام الإطلاق للفضاء (SLS)- لديها ما يلزم لإيصال البشر إلى المريخ، وما أعاق تقدم المهمة هو التَّمويل منذ أعلنت عن ذلك لأول مرة في عام 2004.
نأمل أن يتغيّر ذلك مع تعهدات الرئيس باراك أوباما في أكتوبر 2016 بأن وكالة ناسا ستصل إلى المريخ بحلول 2030 وقد ازدادت احتماليات ذلك الآن في ظل سعي ناسا إلى تسريع عملية إرسال رواد الفضاء على متن (SLS)، وهذا ما يعتبر الرِّهان الأفضل للوصول للكوكب الأحمر على المدى القريب لكن لمستعمرة تدوم طويلًا قد يكون مشروع المريخ 2117 هو الأفضل.
ترجمة: دعاء عساف
تدقيق: دانه أبو فرحة
المصدر