الاعتلال النفسي الحركي مصطلح يشير إلى الروابط بين الحالة العقلية والحركات العضلية، يظهر الاعتلال النفسي الحركي عند حدوث خلل في تلك الروابط مؤثرًا في طريقة المشي والكلام والنشاطات الاعتيادية الأخرى.
إن الاعتلال النفسي الحركي تحديدًا هو حالة معاكسة للهياج الحركي النفسي الذي يتميز بأعراض مستمرة، ناتجة عن توتر ذهني، مثل نتف البشرة أو الحركة جيئة وذهابًا.
على أي حال، يعود كل من الاعتلال النفسي الحركي والهياج الحركي النفسي إلى السبب الكامن ذاته.
الأعراض
تتنوع أعراض الاعتلال النفسي الحركي كثيرًا بين المصابين، وقد يعاني الأطفال أعراضًا مختلفة عن البالغين، وتسبب تلك الأعراض مشكلات في أداء المهمات اليومية مثل:
- تفريش الأسنان.
- ارتداء الملابس.
- الطبخ وتناول الطعام.
- الاستحمام.
- المهام الحركية الروتينية.
- التواصل الاجتماعي.
قد يؤثر الاعتلال النفسي الحركي في العمل والهوايات أيضًا، إذ قد يكون من الصعب الإمساك بالأشياء أو المشي، ويصبح صعود الدرج أمرًا مستحيلًا، إضافة إلى أن المهام التي يُنظر إليها غالبًا على أنها سهلة قد تتحول إلى تحديات حقيقية، مثل التسوق وترتيب المنزل أو إدارته ماليًا.
قد يعاني الأطفال المصابون بالاعتلال النفسي الحركي صعوبات في كل مما يلي:
- المشي.
- اللعب بالدمى.
- التكلم.
- إمساك الأشياء.
- الأكل.
الأسباب
ينتج الاعتلال النفسي الحركي عن عدد من الأسباب منها:
- الاضطرابات الوراثية.
- الاضطرابات العصبية.
- بعض الأمراض المزمنة.
- اختلال التوازن الهرموني.
- الاضطرابات الصحة النفسية.
من أشيع الأمراض المسببة للاعتلال النفسي الحركي ما يلي:
- متلازمة آلان هيرندون دودلي.
- الاضطرابات الرأسية في المرحلة الجنينية.
- الورم الصفراوي الدماغي الوتري.
- الاكتئاب.
- قصور الغدة الدرقية.
- داء غريف.
- داء انعدام تلافيف الدماغ.
- داء باركنسون.
يتطور الاعتلال النفسي الحركي في بعض الحالات عرضًا جانبيًا لدواء، ويظهر ذلك غالبًا مع الأدوية النفسية مثل:
- البنزوديازيبينات التي تستخدم لعلاج القلق (كلونازيبام).
- المنبهات المستخدمة لعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (أمفيتامين).
- مضادات الذهان التقليدية (كلوربرومازين).
- مضادات الذهان غير التقليدية (لوراسيدون).
التشخيص
قد يجري الطبيب فحصًا فيزيائيًا مستفسرًا عن التاريخ المرضي للمصاب. يجب إخبار الطبيب عن جميع الأعراض منذ بدء ظهورها.
عند الشك بوجود اضطراب عصبي أو وراثي، تُجرى فحوصات أخرى لتصوير الدماغ مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية، ومن المحتمل أن يُحال المريض إلى طبيب أعصاب.
قد يُطلب أيضًا فحص دم في حال الشك بوجود اضطراب في الغدة الدرقية. إن اختبارات الدم مهمة لقياس نسبة الهرمونات في الجسم، إذ يجب الصيام عن الطعام قبل الخضوع لها، وذلك للحصول على نتائج دقيقة.
عند الشك بوجود اضطراب في الصحة النفسية، يُحال المريض إلى اختصاصي نفسي، وقد يساعد حينها وصف الأدوية أو العلاج النفسي السلوكي.
العلاج
يختلف علاج الاعتلال النفسي الحركي حسب شدته والأسباب الكامنة خلفه. تساعد العلاجات الآتية على تخفيف أعراض الاعتلال النفسي الحركي:
- تساعد أدوية داء باركنسون على زيارة مستويات الدوبامين في الدماغ.
- يُعالج قصور الدرق بمعوضات هرمونات الدرق.
- تُخفف أعراض الاضطرابات النفسية بالأدوية النفسية مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان.
قد يوقف الطبيب استخدام أي نوع من الأدوية التي يتناولها المريض في حال سببت أعراضًا للاعتلال النفسي الحركي.
يمكن الخضوع أيضًا للعلاجات التأهيلية مثل:
- العلاج الفيزيائي لحركة العضلات والقوة البدنية العامة.
- العلاج الوظيفي للمهارات الحركية للمساعدة على إنجاز المهام اليومية.
- علاج النطق لصعوبات التكلم والأكل.
قد يكون الاعتلال النفسي الحركي الناتج عن تناول الأدوية حادًا وقصير الأمد، بينما يكون الاعتلال الناتج عن أمراض غير معالجة ذا أعراض مزمنة وطويلة الأمد، وقد يرافق الاعتلال الناتج عن اضطرابات وراثية وعصبية أعراضًا دائمةً لكنها قابلة للسيطرة بالعلاجات المختلفة.
لا يمكن الشفاء تمامًا من بعض الأمراض مثل باركنسون، لكن علاج الأعراض يساعد كثيرًا على السيطرة على الاعتلال النفسي الحركي المرافق لها.
اقرأ أيضًا:
الشعور بالوحدة قد يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
أصحاب الإعاقة الذهنية هل هم متخلفون عقليًا؟
ترجمة: ميس مرقبي
تدقيق: نور حمود