الارتجاع هو مضاعفة حادة من (تسمم الحمل – Preeclampsia). يمثل (الارتجاع – Eclampsia) حالةً نادرةً لكنها خطيرة يؤدي فيها ارتفاع ضغط الدم إلى نوبات نوبات صرع خلال فترة الحمل. نوبات الصرع هي فترات من النشاط الدماغي المشوش، وقد تسبب نوبات من التحديق وقلة الانتباه والتشنجات (حركات ارتعاشية شديدة). يؤثر الارتجاع في واحدة من كل 200 امرأة تعاني من تسمم حمل. قد تصابين بالارتجاع حتى وإن لم يكن لديك تاريخ من نوبات الصرع.
ما هي أعراض الارتجاع ؟
قد تظهر لديك أعراض الحالتين سوية (أي الارتجاع وتسمم الحمل)، إذ قد يؤدي تسمم الحمل للارتجاع، لكن بعض الأعراض قد يكون سببها حالات أخرى كأمراض الكلية أو السكري. من الضروري إعلام طبيبك بأي حالة لديك ليتمكن من استبعاد الأسباب الأخرى الممكنة.
الأعراض التالية هي أعراض شائعة لتسمم الحمل:
- ضغط دم مرتفع.
- ورم في الوجه أو اليدين.
- صداعات.
- زيادة كبيرة في الوزن.
- غثيان وتقيؤ.
- مشاكل في الرؤية، ويتضمن ذلك نوبات من فقدان الرؤية أو رؤية ضبابية.
- صعوبة في التبول.
- ألم في البطن، وخاصة الجوف اليميني الأعلى من البطن.
قد يمتلك مرضى الارتجاع الأعراض المذكورة أعلاه نفسها، وقد لا يظهرون أي أعراض قبيل بدء الارتجاع. الأعراض التالية هي أعراض الارتجاع:
- نوبات صرع.
- غياب عن الوعي.
- هيجان.
ما أسباب الارتجاع ؟
يتبع الارتجاع عادةً تسمم الحمل والذي يتميز بحصول ارتفاع في ضغط الدم عند الحمل ونادرًا بعد الولادة (عند الحوامل). قد يُلاحظ وجود أشياء أخرى مثل البروتين في البول، إن ساء تسمم الحمل وأثر على دماغك مسببًا نوبات صرع فقد أُصبت بالارتجاع.
لا يعرف الأطباء بالتأكيد أسباب تسمم الحمل، ولكنها تُعتَبر نتيجةً لتشكلات ووظائف غير طبيعية للمشيمة. يستطيع الأطباء شرح كيف يمكن أن تقود أعراض تسمم الحمل إلى الارتجاع.
ضغط الدم المرتفع
يحصل تسمم الحمل عندما يرتفع ضغط الدم أو تزداد قوة جريان الدم داخل جدران الشرايين إلى درجة كافية لإتلاف الشرايين والأوعية الدموية الأخرى. قد يؤدي الضرر في الشرايين إلى الحد من تدفق الدم، ما قد يُنتج انتفاخات أو التهابات في الأوعية الدموية في الدماغ وفي الطفل أثناء الحمل. يؤثر هذا الضغط غير الطبيعي من الدم خلال الأوعية الدموية في قابلية الدماغ على القيام بوظائفه ما قد يؤدي لحصول نوبات صرع.
(البيلة البروتينية – Proteinuria)
يؤثر تسمم الحمل عادةً في وظيفة الكلية؛ وجود البروتين في بولك، أو ما يُعرف بالبيلة البروتينية (البروتينيوريا) هي إشارة شائعة لهذه الحالة. قد يُفحص البول بحثًا عن البروتين في كل مرة تزورين طبيبك.
بالإجمال، تصفي الكلى المخلفات أو الشوائب من الدم وتصنع البول من هذه الفضلات، إلا أنها تحاول الحفاظ على المواد الغذائية داخل الدم كالبروتين ليُعاد توزيعه للجسم. إن تضررت مصفيات الكلى المعروفة بـِ(الكُبيبات – Glomeruli)، سيستطيع البروتين النفاذ عبرها إلى البول.
من مُعرض لخطر الإصابة بالارتجاع؟
إن أُصبتِ أو كان عانيت في الماضي من تسمم حمل، قد تكونين في خطر الإصابة بالارتجاع. العوامل الأخرى التي تساهم في إمكانية الإصابة بالارتجاع هي:
- ارتفاع ضغط الدم المَرضي أو خلال الحمل.
- إذا كان عمر الشخص أكبر من 35 سنة أو أصغر من 20 سنة.
- الحمل بتوأم أو بثلاثة توائم.
- الحمل لأول مرة.
- السكري أو حالة أخرى تؤثر في الأوعية الدموية.
- أمراض الكلية.
الارتجاع وطفلك
يؤثر تسمم الحمل والارتجاع على المشيمة التي تُعتَبر العضو الموصل للأكسجين والمواد المغذية من دم الأم إلى الجنين. عندما يقلل ارتفاع ضغط الدم تدفق الدم عبر الأوعية الدموية تفقد المشيمة القدرة على القيام بوظائفها بشكل طبيعي، ما قد يؤدي إلى ولادة طفل خفيف الوزن أو طفل يعاني من مشاكل صحية أخرى. تتطلب مشاكل المشيمة الولادة المبكرة من أجل الحفاظ على صحة وسلامة الطفل. توجد حالات نادرة يؤدي فيها الارتجاع إلى ولادة جنين ميت.
كيف يُشخَص الارتجاع ؟
إن شُخصت بتسمم الحمل أو كان لديك تاريخ طبي به، سيطلب طبيبك فحوصات لمعرفة إذا عاد إليك تسمم الحمل أو ازداد سوءًا. إن لم يكن لديك تسمم الحمل فإن طبيبك سيطلب فحوصات لتسمم الحمل بالإضافة لفحوصات أخرى لمعرفة سبب إصابتك بنوبات الصرع. هذه الفحوصات تتضمن:
فحوصات دم
قد يطلب طبيبك أنواع عدة من فحوصات الدم لتقييم حالتك. تتضمن هذه الفحوصات عد دموي كامل يقيس عدد كريات الدم الحمراء الموجودة في دمك، وعد دموي للصفيحات الدموية لفحص قدرة الدم على التخثر. ستساعد فحوصات الدم أيضًا في فحص وظائف الكبد والكلية.
فحص الكرياتنين
(الكرياتينين – Creatinine) فضلات تنتجها العضلات، تصفي الكلى معظم الكرياتينين من دمك، لكن إن تضررت الكُبيبات يبقى الفائض من الكرياتينين متواجدًا في الدم. قد يشير وجود كمية زائدة من الكرياتينين في الدم إلى تسمم الحمل ولكن ليس دائمًا.
فحوصات البول
قد يطلب طبيبك فحوصات بول لتفقد ظهور البروتين ونسبة وجوده في البول.
ما هي علاجات الارتجاع؟
يوصى بتوليد طفلك ومشيمتك لمعالجة تسمم الحمل والارتجاع. سيأخذ طبيبك حدة المرض ونمو طفلك بعين الاعتبار عند التوصية بموعد الولادة.
إذا شخصك طبيبك بتسمم حمل معتدل، سيراقب حالتك ويعالجك بالأدوية لمنع تطوره إلى ارتجاع، وستساعد الأدوية والمراقبة في إبقاء ضغط الدم ضمن نطاق آمن إلى حين نضوج طفلك بشكل كاف حتى يولَد.
إذا تطور لديك تسمم حمل حاد أو ارتجاع حاد، قد يولِد الطبيب طفلك مبكرًا، وستعتمد خطة الرعاية الخاصة بك على المرحلة التي وصلت إليها في حملك وحدة مرضك. ستحتاجين للدخول إلى وحدة المراقبة في المشفى إلى حين ولادة طفلك.
الأدوية
تُدعى الأدوية التي تمنع حصول نوبات الصرع بـِ(مضادات الاختلاج – Anticonvulsants Drugs)، وقد تحتاجين تناول أدوية لخفض ضغط الدم إن كنت تعانين من ضغط دم مرتفع. قد تحتاجين أيضًا لتناول منشطات أو إستيروييدات، إذ أنها تساعد على نمو الرئتين عند طفلك قبيل الولادة.
ما وضع المستقبل طويل الأمد؟
من المفترض أن تتلاشى الأعراض بعد بضعة أيام أسبوع من ولادة طفلك، ولكنك ستمتلكين احتمالًا أكبر للتعرض لمشاكل في ضغط الدم خلال حملك التالي وقد يحصل ذلك لاحقًا في حياتك. من المهم متابعة فحوصات ضغط الدم بعد الولادة للتأكد من تلاشي المرض.
إن طرأت أية مضاعفات خلال الحمل قد تحتاجين عنايةً طبيةً فوريةً، إذ يمكن أن تكوني في حالة طبية طارئة كـ(انقطاع المشيمة – Placental Abruption) وهي حالة تسبب انفصال المشيمة عن الرحم. يتطلب ذلك ولادةً قيصريةً طارئةً لإنقاذ الطفل.
قد يكون الطفل مريضًا جدًا أو ربما يموت، ويمكن للمضاعفات أن تكون حادةً وخطيرةً على الأم، ويتضمن ذلك خطر الموت من سكتة دماغية أو سكتة قلبية.
على الرغم من ذلك، الحصول على الرعاية الطبية المناسبة لتسمم الحمل، فقد يُمنَع تطور المرض إلى حالة شديدة كالارتجاع. تأكدي من زيارة طبيبك في فترة الحمل لفحص الدم وضغط الدم والبول ومراقبة أي تطورات قد تطرأ، بالإضافة إلى ذلك تأكدي من إعلام طبيبك بأي أعراض تصيبك.
اقرأ أيضًا:
الداء السكري الحملي: الأعراض والأسباب والتشخيص والعلاج
الحمل والإجهاض: كل ما يجب أن تعلمه
الحمل الهاجر، كل ما يجب أن تعرفه
ترجمة: إيلي عساف
تدقيق: محمد وائل القسنطيني