يعلم الجميع أنه من المهم امتلاك أصدقاء مجتهدين دراسيًا خلال حياتك الدراسية لدورهم في التأثير عليك إيجابيًا ودفعك لمجاراتهم وزيادة اجتهادك، لكن ماذا لو أخبرناك أن الأمر ذاته ينطبق على المال والثروة!

وجود أناس أثرياء في شبكة علاقاتك الاجتماعية سيساهم في دفعك إلى المشاركة في تجارة الأسهم مثلًا، أو وضع خطط ادخارية لأموالك. هذا ما أشارت إليه ورقة بحثية صادرة حديثًا.

أجرى الدارسون بحثًا دقيقًا في إطار التمويل الاجتماعي لمعرفة كيف تؤثر العلاقات الاجتماعية في المشاركة في أسواق الأسهم وفي السلوك الادخاري. فالكثير من الأسر في الولايات المتحدة، خصوصًا ذوو الدخل المنخفض، لا يمتلكون الأسهم.

بالنظر إلى العائد الإجمالي لسوق الأسهم الأمريكي منذ 1980 حتى سبتمبر 2024 نجد أنه قد ارتفع بنسبة 12000%. فاستثمارك مبلغ 1000 دولار في سوق الأسهم عام 1980 في مؤشر S&P 500 سيساوي 121350 دولار اليوم. هذا بالطبع يخلق تفاوتًا ملحوظًا في الثروة بين المشاركين وسواهم. إن محاولة فهم سبب استثمار البعض في الأسهم وعزوف آخرين، ستساهم في معالجة المخاوف الاجتماعية حول التفاوت في توزيع الدخل.

ركزت الدراسة على رأس المال الاجتماعي، وهو معيار لقياس الثروة الناتجة من كونك في مجموعة أو امتلاكك شبكة علاقات اجتماعية واسعة. وجد الباحثون أن رأس المال الاجتماعي يؤثر إيجابيًا في الأفراد والجماعات بتحفيز الابتكار والإبداع وتعزيز الازدهار الاقتصادي، وحتى دعم الفرد صحيًا.

استخدم الباحثون بيانات موقع فيسبوك عن الصداقة لقياس جوانب مختلفة في العلاقات الاجتماعية، ودمجوا هذه البيانات بمعلومات ضريبية تتعلق بالادخار والاستثمار، مصدرها مصلحة الضرائب الداخلية.

خلصت الدراسة إلى أن المقاطعات التي تكثر فيها الصداقات مع الأشخاص الأثرياء ترتفع فيها نسبة الادخار والاستثمار. أيضًا، وجد الباحثون أن للصداقة مع أصحاب الثروة دور مهم في تشكيل طبيعة السلوك المالي للفرد، يفوق دور عنصرين آخرين في رأس المال الاجتماعي: امتلاك مجموعة مترابطة من الأصدقاء، والعيش في مجتمع يتمتع بمشاركة مدنية قوية.

إن مجرد وجود أصدقاء أثرياء لا يضمن أنك ستسارع إلى استثمار المزيد من الأموال أو ادخارها، لكن ربما يقلل وجود هؤلاء الأصدقاء من رهبة المخاطرات المالية ويجعلك أكثر شجاعةً ورغبةً في المغامرة، خصوصًا إذا كانوا مستعدين للعمل معك فعليًا بوصفهم مقرضين أو مستشارين.

اقرأ أيضًا:

أي جيل يمكن اعتباره الأنجح في عالم الأعمال؟

ما سبب أزمة الأسهم التي حدثت مؤخرًا؟

ترجمة: محمد ياسر الجزماتي

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر