يمثل الإخصاب في المختبر، أو ما يُعرف بطفل الأنبوب، سلسلة من الإجراءات التي تساعد النساء في الحمل، إذ يجري تلقيح بويضة الأنثى بالنطاف ضمن المختبر، ويتحقق الحمل عند انغراس البيضة الملقحة داخل الرحم بنجاح.
مراحل عملية الإخصاب في المختبر:
تطبق عملية الإخصاب في المختبر بالتزامن مع الدورة الطمثية، وتجري وفق التسلسل التالي:
- التحاليل الدموية: في اليوم الأول من الدورة الطمثية.
- التحفيز الهرموني: في اليوم الثاني أو الثالث من الدورة الطمثية، ويهدف إلى تحفيز الجريبات المبيضية لإنتاج البويضات.
- الحقنة المنبهة: تُعطى المريضة حقنة هرمونية بمجرد بلوغ البويضات حجمًا معينًا بهدف تنبيه المبيض وحثّه على تحرير البويضات.
- جمع البويضات: بعد الحقنة المنبهة بمدة تتراوح من 34 إلى 36 ساعة، باستخدام إبرة رفيعة يُدخلها الطبيب المختص عبر جدران المهبل إلى الجريبات المبيضية.
- عينة السائل المنوي: تؤخذ من الشريك في نفس يوم جمع البويضات، وقد يلجأ الطبيب إلى الجراحة لاستخراج النطاف من الخصية مباشرة، وكذلك يمكن استخدام نطاف مجمدة من أحد المتبرعين.
- التلقيح: تجري عملية تلقيح البويضات بالنطاف السليمة في طبق خاص، وتوضع في الحواضن مدة ليلة كاملة، ويمكن اللجوء إلى حقن النطاف داخل السيتوبلازما (ICSI) في حال تردي نوعية النطاف، إذ تُحقن نطفة واحدة سليمة في سيتوبلازما البويضة.
- نقل المضغة (البيضة الملقحة) إلى الرحم: بعد جمع البويضات بمدة تتراوح من 3 إلى 5 أيام، إذ تُنقل مضغة واحدة عادة. قد ينقل أكثر من مضغة في بعض الأحيان، ويمكن تجميد المضغ السليمة المتبقية لاستخدامها في المستقبل تبعًا لحالة المريضة.
- إجراء اختبار الحمل بعد أسبوعين من نقل المضغة، مع العلم أن اختبار الحمل من الدم أدق من اختبار البول.
استطبابات الإخصاب في المختبر:
تُستخدم تقنية الإخصاب في المختبر لعلاج العقم وبعض الأمراض الوراثية، وكذلك تُساعد أفراد المجتمعات المتنوعة جنسيًا وجندريًا (LGBTIAQ+) والأشخاص غير المتزوجين الراغبين في الإنجاب، وتشمل الاستطبابات أيضًا ما يلي:
- انخفاض تعداد النطاف لدى الذكور.
- اضطرابات عملية الإباضة، كما في حالة المبيض عديد الكيسات (PCOS).
- الاضطرابات الخاصة بقناة فالوب.
- العقم.
- البطانة الرحمية الهاجرة.
- تجنب نقل الاضطرابات الوراثية إلى الأطفال.
قد يختار البعض استخدام نطفة أو بويضة أحد المتبرعين لتجنب نقل الاضطرابات الوراثية إلى أطفالهم على سبيل المثال، وقد يلجأ بعض أفراد المجتمعات ذات التوجهات الجنسية والجندرية المتنوعة (LGBTIQA+) والأشخاص غير المتزوجين أيضًا إلى استخدام تقنية طفل الأنبوب بهدف تكوين أسرة خاصة بهم.
يمكن لمرضى السرطان تجميد البويضات أو الحيوانات المنوية السليمة قبل بدء العلاج الضار بالخصوبة، إذ تُذاب البويضات والنطاف لاحقًا لاستخدامها في عملية التلقيح في المختبر بمجرد انتهاء علاج السرطان.
العلاجات البديلة للإخصاب في المختبر:
قد يفضل بعض المرضى استخدام تقنية طفل الأنبوب مباشرة، وقد يلجأ البعض الآخر إلى تجربة خيارات علاجية أخرى أولًا، مثل أدوية تحسين الخصوبة، والجراحة، والتلقيح الاصطناعي. ينبغي استشارة الطبيب لاختيار العلاج الأمثل تبعًا لحالة المريض.
معدلات نجاح الإخصاب في المختبر:
تساهم العديد من العوامل في تحديد معدل نجاح هذه التقنية، مثل سبب العقم، وعمر الشريك أو الشخص المتبرع بالنطاف، وكذلك عمر المرأة، إذ تزداد فرص النجاح لدى النساء اللواتي تقل أعمارهن عن 35 عامًا، وتبلغ نسبتها ما يقرب من 1% بحلول سن 44 عامًا.
قد تحتاج بعض النساء إلى 5 دورات علاجية أو أكثر لينجح الإخصاب، وربما تفشل العملية تمامًا.
تكلفة الإخصاب في المختبر:
يُعد الإخصاب في المختبر عمليةً مكلفةً ماديًا، علاوة على المدة الزمنية الطويلة التي يمكن أن تستغرقها، وكذلك قد يؤثر تكرار الدورات العلاجية سلبًا على المرضى وذويهم من الناحية العاطفية والجسدية.
تختلف التكاليف المادية من حالة إلى أخرى، وقد تبلغ تكلفة الدورة العلاجية الواحدة عدة آلاف من الدولارات، إضافة إلى تكاليف الأدوية والفحوص والجراحة، وربما تحتاج المريضة أيضًا إلى الاستراحة من العمل خلال فترة تلقي العلاج.
مدة العلاج بالإخصاب في المختبر:
قد تستغرق عملية الإخصاب في المختبر وقتًا طويلًا، إذ تتطلب إجراء عدد من الفحوصات والاختبارات قبل بدء العلاج، مثل التصوير بالأمواج فوق الصوتية وتحليل السائل المنوي وبعض الاختبارات الدموية، وتمر العملية بالعديد من المراحل التي تتضمن زيارة العيادة والمختبر.
تختار بعض النساء الخضوع إلى دورة علاجية ثانية أو أكثر في حال فشلت الدورة الأولى، وقد ينصح الطبيب بالمباعدة بين الدورات العلاجية وفقًا لحالة المريضة.
مخاطر الإخصاب في المختبر:
- عدم إتمام الحمل، وما يحمله ذلك من إزعاج وألم شديدين.
- تحفيز المبيض إلى مستويات قد تمثل خطرًا على صحة المريضة، وتسمى هذه الحالة بمتلازمة فرط التحريض المبيضي (OHSS).
تنطوي جميع طرق الحمل، الطبيعية والصناعية، على مخاطر حدوث العديد من الاختلاطات التي تزداد احتمالية وقوعها بوجود عدد من العوامل، مثل التقدم في العمر وتجاوز سن الثامنة والثلاثين عامًا، والسمنة، والتدخين، وكذلك الحمل عبر تقنية الإخصاب في المختبر، وتتضمن هذه الاختلاطات كلًا مما يلي:
- النزف المهبلي.
- تشكل الخثرات الدموية في مراحل الحمل الباكرة.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الولادة المبكرة.
- الولادة القيصرية.
- إنجاب طفل مصاب بتشوهات خلقية.
التوتر وأهمية الدعم النفسي:
من الوارد عدم حدوث الحمل في الدورة العلاجية الأولى من الإخصاب في المختبر، وقد يحتاج العديد من الأزواج إلى تطبيق عدة دورات علاجية لإتمام الحمل، مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية عدم حدوثه مطلقًا، الأمر الذي قد يمثل تحديًا عاطفي بالنسبة إلى الشريكين، خصوصًا بعد فشل محاولات الإنجاب لسنوات عديدة، إضافة إلى تأثير العلاج الهرموني الذي قد يخضع له أحد الشريكين على علاقتهما العاطفية والجنسية.
وبناءً على ذلك، يحتاج الأزواج إلى المشورة الطبية قبل بدء العلاج، وربما ينصح الطبيب بالخضوع إلى المشورة المستمرة لمواجهة الاضطرابات العاطفية ومشكلات العلاقة بين الشريكين التي قد تفرضها هذه التجربة.
بدائل الإخصاب في المختبر:
يعد الإخصاب في المختبر عملية مكلفة وطويلة الأمد، عدا عن تأثيرها الكبير على الحالة الجسدية والعاطفية، وتوجد العديد من الخيارات العلاجية البديلة الأخرى، مثل تبني أحد الأطفال أو التكفل برعايته ومنحه الإحساس بوجود العائلة.
تساؤلات شائعة حول تقنية الإخصاب في المختبر:
من الجيد التفكير في أي سؤال حول عملية الإخصاب في المختبر وتدوين الأسئلة قبل موعد زيارة الطبيب المختص، وفيما يلي بعض الأسئلة الشائعة حول هذه التقنية:
- ما الخيارات العلاجية المتوفرة؟
- ما المخاطر والفوائد التي تحملها خطة العلاج؟
- هل ينفذ الطبيب المختص جميع الإجراءات المتعلقة بهذه العملية؟
- كم يبلغ معدل نجاح العملية لدى المريضات من نفس العمر والحالة المرضية؟
- ما الاختبارات والعلاجات والأدوية التي يغطيها برنامج التأمين الصحي؟
اقرأ أيضًا:
قد يؤثر تعاطي الكحول لدى الذكور سلبًا في محاولات إنجاب أطفال الأنابيب
الإخصاب الاصطناعي أو الإخصاب خارج الجسم (أطفال الأنابيب)… كل ما يجب أن تعرفه
ترجمة: نور أحمد الشعار
تدقيق: أنس الرعيدي