تمكنت قصة نجاح عملية زرع من مستشفى جامعة تولوز ومعهد كلوديوس ريغو من منح امرأة أنفًا جديدًا بعد أن فقدت أنفها بسبب إصابتها بالسرطان، وقد نما الأنف بإنشاء قالب خاص باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد، ثم زُرع الأنف بعد ذلك في الساعد لتتكون الأوعية الدموية.
كانت المريضة تتعالج من نوع من السرطان يسمى سرطان الخلايا الحرشفية ظهر في تجويف أنفها، وقد خضعت للعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي للتخلص من السرطان، ولكن لسوء الحظ تضرر جزء كبير من أنفها وحنكها بسبب هذه العلاجات.
بُذلت جهود لتعويض الأنف عبر عمليات إعادة البناء والتعويضات الصناعية الخاصة بالوجه (للبشرية تاريخ طويل في توفير تعويضات الوجه بهذه الطريقة)، لكن لم تنجح التجارب في جعل أي من هذه الابتكارات مناسبًا للمريض. فيما بعد، وُجدت تقنية جديدة متطورة وكانت نقلة نوعية في مجال زرع الأعضاء.
تمكن العلماء من إعادة تكوين الأنف عبر طباعة ثلاثية الأبعاد للمواد الحيوية التي تُستخدم في الطب لتحل محل جزء من عضو الجسم وأنسجته أو كله.
استُخدمت هذه التقنية من قبل لكن لم يجربها أحد كوسيلة لتشكيل أنف جديد وزراعته.
إحدى العقبات التي واجهها العلماء في زراعة الأنف كانت قلة وجود أوعية دموية، ولكن عند زرع الأنف المبتكر بطريقة الطباعة ثلاثية الأبعاد في ساعد المريض تمكنوا من التغلب على هذه العقبة.
طوّر الأنف الجديد الدورة الدموية الخاصة به بعد شهرين من زراعته في الساعد، وقد تُقطع هذه الدورة الدموية ويُعاد توصيلها على الوجه بسهولة باستخدام تقنية الجراحة المجهرية لربط الأوعية الدموية.
كتب مستشفى تشو دي تولوز على تطبيق فيسبوك: «العملية دقيقة وحساسة جدًا، فتشكيل الأنف وطباعته طباعة ثلاثية الأبعاد أصبح ممكنًا عبر التعاون بين الفرق الطبية وشركة سيرهوم البلجيكية، وقد أصبحت اليوم عملية الزرع ناجحة بعد تغذية الساعد وزرع الجهاز الطبي فيه لمدة شهرين، وقد استطاع الخبراء نقل هذا الجهاز إلى منطقة الأنف وإعادة توصيله إلى الأوعية الدموية بنجاح».
تُعد زراعة هذا الأنف بالطباعة ثلاثية الأبعاد خبرًا جيدًا في سنة 2022، إذ استُخدمت الطباعة ثلاثية الأبعاد في وقت سابق من هذا العام أيضًا لإنشاء أذن لمريض مصاب بالميكروتيا (صغر الأذن)، وهي حالة خلقية نادرة تتسبب في عدم نمو الأذن الخارجية على نحو كامل أو غيابها بالكامل، ويُقال إن هذه التقنية تتجنب رفض الزرع وتحقق مظهرًا طبيعيًا للعضو المزروع.
شهدت قصة نجاح أخرى في مجال عمليات الزرع؛ إذ زُرع أول فك تيتانيوم مطبوع طباعة ثلاثية الأبعاد في العالم لمريض، وذلك بعد أن بُني من الأشعة المقطعية ما يجعله مناسبًا تمامًا.
في النهاية، يُعد هذا الإنجاز الطبي طريقة واحدة من العديد من الطرائق التي يجد بها الطب الحديث وسيلة لتغيير الشكل البشري.
اقرأ أيضًا:
زراعة الأعضاء: تطوير جهاز يحافظ على تنفس الأعضاء قبل زرعها
اخر التطورات في عالم زراعة الأعضاء: كلية مصنعة بيولوجيا تنتج البول
ترجمة: يمام نضال دالي
تدقيق: نايا كركور
مراجعة: عبد المنعم الحسين
