أدى اجتياز الحاجز الدماغي الدموي بالأمواج فوق الصوتية إلى زيادة تركيز الدواء في العلاج الكيميائي لسرطان الدماغ الآرومي الدبقي متعدد الأشكال ثلاثة أضعاف تركيزه المعتاد. إذ ساعدت الأمواج فوق الصوتية على فتح الحاجز الدماغي الدموي ما سمح باستهداف أورام الدماغ التي يصعب الوصول إليها.
يتكون الحاجز الدماغي الدموي (BBB) من أنواع عدة من الخلايا التي تحمي الدماغ من التعرض للمواد السامة أو من انتقال الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في مجرى الدم إلى الدماغ، لكنه بهذا يشكل عائقًا لمرور أدوية السرطان إلى أورام الدماغ الخبيثة.
استخدم آدم سونابيند وزملاؤه من جامعة نورث ويسترن، في إلينوي، الأمواج فوق الصوتية النبضية منخفضة الكثافة لعبور الحاجز الدماغي الدموي بتطبيقهم ذلك على 17 مريضًا يعانون ورم الدماغ الآرومي الدبقي متعدد الأشكال (GBM)، وهو من أشد أنواع السرطان وأصعبها علاجًا.
تركز طريقة العلاج الحالية على إزالة أكبر قدر ممكن من الورم، يلي ذلك العلاج الإشعاعي واستخدام عقار تيموزولوميد الذي يعبر الحاجز الدماغي الدموي على الرغم من أنه أضعف من أدوية علاج السرطان الأخرى.
أما في هذه التجربة خضع المرضى لعملية تعرف بحج القحف، وهي عملية لفتح الرأس وكشف الدماغ يتمكن عندها الجراحون من إزالة أورام الدماغ جزئيًا.
وخلال هذه الجراحة استخدموا الأمواج فوق الصوتية المنبعثة من جهاز SonoCloud-9، إذ وجهوا الأمواج نحو منطقة القطع من الدماغ. وكذلك تلقى المرضى في أثناء الجراحة عقار باكليتاكسيل علاجًا كيميائيًا، وقيس تركيزه في الأدمغة لضمان وصوله إلى الجرعة المطلوبة.
ثم بعد أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، نشطت أجهزة الأمواج فوق الصوتية في أدمغة المرضى، وفي أثناء هذا التنشيط زُرعت جزيئات دقيقة تسمى Microbubbles في الدماغ، وبتحرك هذه الجزيئات استجابةً للأمواج فوق الصوتية سيتولد ضغط ميكانيكي يساهم بفتح الحاجز الدماغي الدموي.
استغرقت هذه العملية ما يقارب 4 دقائق وخلالها كان المرضى في حالة اليقظة دون تخدير. ثم حقنوا بدواء باكليتاكسيل وريديًا بجرعات متزايدة كل ثلاثة أسابيع ست مرات.
بعد استخدام الأمواج فوق الصوتية لإيصال الدواء ارتفع تركيز الباكليتاكسيل في الدماغ بما يقارب 3.7 مرة عما كان تركيزه دون تدخل من الأمواج فوق الصوتية.
صرح الباحثون إنه من غير الواضح ما إذا كان هذا الإجراء يحسن نسبة النجاة والبقاء على قيد الحياة عامةً وللمرضى المعرضين لتكرار الإصابة بأورام الدماغ الدبقية GBM خاصةً، لكن ارتفاع تركيز الدواء في الدماغ يبشر بنتائج مرضية أكثر وعلاج أكثر فاعلية أيضًا.
لاحظ سونابيند أن انغلاق الحاجز الدماغي الدموي في غضون ساعة واحدة يشير إلى أنه يستعيد وظيفته في الحماية تلقائيًا، فالفتح المتكرر والإغلاق الذي يليه عدة مرات لم يُحدثا أي خلل غير مرغوب في وظيفته. أما الصداع فكان الأثر الجانبي الأكثر شيوعًا لدى المرضى، فضلًا عن وجود آثار جانبية أخرى بوتيرة أقل مثل خدر وتنميل وضعف في عضلات الوجه والأطراف وكذلك عدم وضوح الرؤية، لكنها لحسن الحظ مؤقتة.
قال مايكل ليم، من جامعة ستانفورد، بكاليفورنيا: «إن هذه الدراسة والتجربة تظهر أن هذا الإجراء والتدخل ممكن وآمن على المرضى. وإن الجهاز الصغير القابل للزرع الذي يفتح الحاجز الدماغي الدموي سيعطي نتائج واعدةً لمرضى الورم الآرومي الدبقي، إذ إن فتح الحاجز باستخدام هذه التقنية سيسمح للمزيد من الأدوية السرطانية بعبوره».
وأضاف سونابيند إلى ذلك: «ما يزال الباحثون يختبرون هذا النهج الجديد في المعالجة على المزيد من مرضى أورام الدماغ الآرومية الدبقية بإعطائهم إحدى المشاركات الدوائية الشائعة جدًا بين دواء باكليتاكسيل ودواء كاربوبلاتين، في طور العلاج الكيميائي».
اقرأ أيضًا:
طريقة جديدة كي تجتاز الأدوية الحاجز الدماغي الدموي لعلاج سرطان الدماغ
قام العلماء بتدمير الأورام السرطانية وعززوا الجهاز المناعي باستخدام الصوت!
ترجمة: المايا محمد علي
تدقيق: جعفر الجزيري