العصب المبعد هو العصب القحفي السادس، وهو عصب حركي ليس له وظيفة حسية، مسؤول عن حركة العضلة المستقيمة الوحشية، التي تسمح للعين بالدوران بعيدًا عن مركز الجسم أفقيًا والنظر يمينًا أو يسارًا.
يُعد العصب المبعد من أعصاب العين الخارجية، ويشترك مع العصب المحرك العيني والعصب البكري في إتاحة الحركة لعضلات العين الخارجية حول مقلة العين بدلًا من الالتصاق بالعين نفسها.
التشريح
يمتلك الإنسان 12 زوجًا من الأعصاب القحفية المتماثلة في الجانبين، أي عصب في كل جانب من الرأس من كل واحد منها، وغالبًا ما يشار إلى كل زوج بأنه عصب واحد ما لم نحتج إلى الإشارة إلى جانب واحد فقط، كأن يكون أحد العصبين مصابًا بأذيّة أو تلفٍ ما.
تختلف الأعصاب القحفية عن سائر الأعصاب التي تنشأ من الحبل الشوكي، تنشأ الأعصاب القحفية من الدماغ وجذع الدماغ وتؤدي وظائفها في منطقة الوجه والحلق.
البنية والموقع
ينشأ العصب المبعد من جذع الدماغ الموجود أسفل الجزء الخلفي من الدماغ ويتصل بالنخاع الشوكي، وتعرف نقطة نشوء العصب في جذع الدماغ بنواة العصب المبعد.
يغادر العصب المبعد جذع الدماغ ويمر عبر الحيز تحت العنكبوتية، ثم يكمل من هناك إلى الأعلى ويخترق الأم الجافية التي تعد أمتن أغشية السحايا التي تغلف الدماغ والحبل الشوكي وأقساها، ثم يمر العصب المبعد بين الجافية والجمجمة من خلال مساحة تسمى نفق دوريلّو، وينعطف بعدها نحو الوجه للانتقال إلى الجيب الكهفي، ومن هناك يسير مع الشريان السباتي الباطن حيث يدخل محجر العين من خلال الشق العلوي للحجاج، ويتصل في النهاية بالعضلة المستقيمة الوحشية للعين، وتتصل العضلة المستقيمة الوحشية بالجزء الوحشي من العين، الجزء الجانبي الخارجي.
يتصل فرع صغير من العصب المبعد بالعضلة المستقيمة الوسطية في الجانب المقابل.
الاختلافات التشريحية
توجد اختلافات تشريحية بين الناس في العديد من الأعصاب، ومن المهم معرفة الأطباء بهذه الاختلافات حتى يتمكنوا من تحديد التشخيصات والإجراءات المناسبة خاصةً في العمليات الجراحية لتجنب إتلاف العصب.
ومن الشذوذات التشريحية المعروفة للعصب المبعد والموجودة لدى البعض:
- وجود فروع غير طبيعية للعصب.
- مسار غير طبيعي للعصب من جذع الدماغ إلى العضلة المستقيمة الوحشية.
- تضاعف العصب إلى ضعفين أو حتى ثلاثة في بعض أجزائه أو في كامل مساره.
وظيفة العصب المبعد:
- تحريك العين إلى الخارج –التبعيد- حتى يتمكن الشخص من النظر إلى الجانبين.
- تنسيق الحركة المتزامنة من جانب إلى آخر للعينين عبر العضلة المستقيمة الوسطية في الجانب المقابل.
حالات ذات صلة
يسير العصب المبعد خلال الجمجمة مسافةً أطول من تلك التي تسيرها الأعصاب القحفية الأخرى، ما يجعله عرضةً للإصابة في نقاط متعددة، وتسمى الأذية التي تصيب هذا العصب بشلل العصب المبعد أو شلل العصب القحفي السادس.
يُعد الضغط الناشئ نزولًا على جذع الدماغ سببًا شائعًا لأذية العصب المبعد، وتشمل الأسباب الأخرى:
- الرضوض.
- أمهات الدم.
- الإقفار (نقص التروية الدموية).
- العدوى.
- الالتهاب التالي لإصابة أو مرض ما.
- السكتة الدماغية.
- أمراض أيضية مثل اعتلال فيرنيك الدماغي.
- الآفات المزيلة للميالين.
- التهاب السحايا السرطاني.
- كسور قاع الجمجمة.
- أذيات محجر العين.
- الأذيات الناجمة عن الجراحة أو الإجراءات الطبية الأخرى، خاصةً التداخلات على الجيب الكهفي.
يُعد سوء ضبط مستوى سكر الدم لدى مرضى السكري عامل خطر كبير لشلل العصب المبعد، إضافةً إلى بعض المشكلات في الجيب الكهفي، ويرجح أن اعتلال الأعصاب السكري ومشكلات الجيب الكهفي قد تؤثر في العديد من الأعصاب القحفية الأخرى.
لا يُحدد سبب شلل العصب المبعد في نسبة كبيرة من الحالات، تصل إلى 30%.
أول أعراض شلل العصب المبعد هو عدم القدرة على التبعيد الجانبي للعين، ما قد يؤدي إلى انزياح كرة العين للداخل، ما قد يؤدي بدوره إلى الرؤية المزدوجة، إذ لا تنظر العينان في الاتجاه ذاته.
إعادة التأهيل
يختلف تدبير شلل العصب المبعد وعلاجه بين الأطفال والبالغين.
العلاج عند الأطفال
يركز العلاج لدى الأطفال على تدريب العين لاستعادة حركتها الطبيعية، ويمكن تحقيق ذلك بعدة طرق منها:
- استخدام رقعة توضع لتغطية إحدى العينين بالتناوب مع الأخرى لمنع «كسل العين» في الجانب السليم.
- استخدام الموشور لعلاج الرؤية المزدوجة.
- حقن الذيفان الوشيقي (البوتوكس).
- الجراحة حال فشل العلاجات السابقة.
العلاج عند البالغين
الخط الأول في علاج شلل العصب المبعد لدى البالغين هو الانتظار والمراقبة في معظم الحالات، إذ إن معظم الحالات تشفى تلقائيًا، وحال عدم الشفاء يُحدد العلاج المناسب بناءً على السبب، ومن العلاجات المستخدمة:
- الستيرويدات لتثبيط الالتهابات التي قد تؤثر في العصب.
- الجراحة أو البزل القطني لتخفيف الضغط.
وقد تُستخدم علاجات أخرى مماثلة لتلك الخاصة بالأطفال، باستثناء العلاج بتغطية العين بالتناوب مع العين الأخرى.
اقرأ أيضًا:
اعتلال الأعصاب السكري: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: محمد أحمد بصل
تدقيق: آية فحماوي