على كل شخص يتناول الأسبرين يوميًا معرفة المخاطر المترتبة على هذا الأمر، إذ يقول الباحثون المسؤولون عن الدراسة الجديدة أنّه يقلل من خطر النوبات القلبية و السكتات الدماغية ، لكنه وبالمقابل يزيد خطر الإصابة ب نزيف داخلي حاد . نتحدث في هذه الدراسة عمّن لا يملك مشاكل قلبية سابقة ، ويقول العلماء أن المخاطر تفوق الفوائد المتوقعة ، لذا عليك التفكير مرة أخرى قبل تناول الأسبرين مستقبلًا.
يعتبر البحث الجديد تحليلًا تاليًا لتجارب سريرية سابقة، بالنظر إلى نزعة ونمط أكثر من 164,000 شخص، كما أنه يتحدى قول الحكمة التقليدية بأنّ الأسبرين اليومي هو طريقة آمنة للتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وخاصة عند كبار السن. يقول سين زنغ، أحد الباحثين من King’s College London في المملكة المتحدة: «تُظهر الدراسة وجود أدلة غير كافية توصي باستخدام الأسبرين للوقاية من النوبات القلبية، السكتات الدماغية والوفيات القلبية الوعائية عند الأشخاص غير المصابين بأمراض قلبية وعائية».
اقرأ أيضًاً: يخفض الأسبرين خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي
«هناك التباس كبير عمّا يجدر بالمرضى المعرضين لخطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية والمرضى المصابين بالسكري القيام به. تُظهِر هذه الدراسة احتمال تقليل معدل الحوادث القلبية الوعائية عند هؤلاء المرضى، إلا أنّ هذا النقصان تصاحبه زيادة بخطر النزيف الحاد». حتى قبل ظهور هذه الدراسة، قال الخبراء أنّه على الناس تناول جرعة منخفضة من الأسبرين اعتمادًا على توجيهات الطبيب – هناك العديد من العوامل التي يجب وضعها بالحسبان حول ما يخص الأدوية المخففة للزوجة الدم، رغم فعالية الدواء القصوى.
الصورة الآن أوضح قليلًا. على مدى آلاف الأشخاص الذين خضعوا للتحليل التلوي، فقد قل خطر الإصابة بالنوبات القلبية، السكتات الدماغية، أو الموت بسبب الأمراض القلبية الوعائية بنسبة 0.38% لدى متناولي الأسبرين يوميًا. في الوقت ذاته، فإن تناول الأسبرين بشكل يومي كان مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة ب نزيف داخلي حاد بنسبة 0.47%. وتؤكد هذه النتائج أهمية عدم البدء بتناول الأسبرين دون استشارة الطبيب. شرح كيفن ماكونوي من الجامعة البريطانية المفتوحة -غير المشارك بالبحث- كيفية ترجمة هذه النتائج في الحياة الواقعية لـ (ريتش هاردي Rich Haridy) من موقع New Atlas.
اقرأ أيضًا: هل يساعد الأسبرين في الشفاء من السرطان؟
عند تناول الأسبرين كل يوم، سيعاني 57 شخص بدلًا من 61 لكل 10,000 شخص من نوبة قلبية أو سكتة دماغية؛ في نفس الوقت، سيعاني 23 شخص بدلًا من 16 لكل 10,000 شخص من نزيف داخلي وسطيًا. أخبر زينغ ليزا رابابورت من شبكة Reuters: «يثير هذا الأمر تساؤلًا حول ضرورة تناول الأشخاص الذين لم يعانوا من نوبة قلبية أو سكتة دماغية سابقًا للأسبرين وذلك لتقليل الإصابات القلبية الوعائية مستقبلًا». إن متوسط عمر كل المشتركين في الدراسة كان 62 (يتراوح بين 53 و74). توبِعت حالة نصفهم تقريبًا لمدة لا تقل عن 5 سنوات.
إحدى قيود الدراسة هي أنها بحثت في جرعات أسبرين مختلفة تراوحت بين 50 و500 ملغ إذ لا يصف الأطباء عادةً أي جرعة أعلى من 100 ملغ. ومع ذلك، قد يستحق الأمر منا مقارنة الفوائد بالمخاطر نسبةً للأطباء والمرضى، وربما النظر إلى بدائل آخرى (مثل السيطرة على ضغط الدم والإقلاع عن التدخين) بدلًا من ذلك. في الافتتاحية المصاحبة للدراسة، يقول مايكل غازيانو من مستشفى بريجهام للنساء في بوسطن – والذي لم يشارك في الدراسة – أن الأسبيرين ما يزال «دواءً مهمًا» للوقاية من مشاكل القلب الوعائية الصحية – ما دمنا نستخدمه بحكمة. يضيف زينغ: «يتطلب استخدام الأسبرين نقاشًا ما بين المريض والطبيب، وإن أي فائدة قلبية وعائية بسيطة، قد يقابلها خطر نزيف حقيقي حاد».
نُشِر البحث في مجلة Journal of American Medical Association.
المترجم: سنان حربة المدقق: مرح منصور