أعلنت مهمة «برسفيرنس روفر» التابعة لوكالة ناسا لأول مرة عن وجود بيئة صوتية على الكوكب الأحمر، وهي المهمة التي عملت على مسح سطح المريخ منذ فبراير 2021.
أجرى فريق عالمي بقيادة بول ساباتير من جامعة «تولوز» تحليلًا للأصوات التي حصلوا عليها، باستخدام أداة «سوبركام» التابعة لوكالة الفضاء الفرنسية، ونُشرت النتائج في مجلة (Nature) في 1 أبريل 2022.
التقطت أبحاث الكواكب آلاف الصور المدهشة لكوكب المريخ على مدار 50 عامًا، دون أن تلتقط صوتًا واحدًا عليه. أنهت بعثة برسفيرنس التابعة لوكالة ناسا هذا الصمت المريخي بتسجيل أول الأصوات على سطحه.
توقع الفريق أن دراسة المشهد الصوتي للمريخ ستمكننا من تطوير فهمنا للكوكب. قاد هذا التحدي الفريق إلى تصميم مكبر صوت مخصص للاستكشاف على المريخ.
سجلت مركبة برسفيرنس أول الأصوات على المريخ بعد يوم من واحد من وصولها إليه، في 19 فبراير 2021، ووُجد أن هذه الأصوات ضمن نطاق السمع البشري، أي بين 20 هرتز و20 كيلوهرتز.
بدايةً، لاحظ العلماء أن المريخ هادئ جدًا، حتى أنهم ظنوا أن مكبر الصوت لا يعمل، بسبب الهدوء التام عليه، إذن فمن الواضح أن المصادر الطبيعية للأصوات نادرة، باستثناء الرياح.
ركز العلماء على الأصوات التي تولدها المركبة ذاتها، إضافةً إلى الموجات الناتجة من أثر أداة سوبركام على الصخور، والأصوات الناتجة من المروحية.
تمكن العلماء من تحديد الخصائص الصوتية للغلاف الجوي المريخي بدقة، بدراسة انتشارها على سطح الكوكب، إذ إنهم يعرفون سلوك هذه الأصوات جيدًا على الأرض.
تُظهر النتائج أن سرعة الصوت على المريخ أقل من سرعته على الأرض، فهي 240 متر/ثانية على الكوكب الأحمر، مقابل 340 متر/ثانية على كوكبنا.
من المثير للدهشة وجود سرعتين للصوت على المريخ، واحدة للترددات العالية وأخرى للترددات المنخفضة.
يمكن خفض الصوت على المريخ بكفاءة أكبر من خفضه على الأرض، خصوصًا للترددات العالية، التي يمكن خفضها سريعًا حتى ضمن مسافات قصيرة، على عكس الترددات المنخفضة.
بسبب هذه العوامل، سيكون من الصعب على شخصين تفصلهما مسافة خمسة أمتار إجراء محادثة على المريخ، إذ إن الغلاف الجوي للمريخ مكون أساسًا من ثاني أكسيد الكربون، بنسبة 96%، مقابل 0.04% فقط للغاز نفسه في الغلاف الجوي الأرض، أيضًا فإن الضغط الجوي شديد الانخفاض، فهو أخفض بمقدار 170 مرة مقارنةً بالضغط الجوي الأرضي.
بعد عام من عمل البعثة، سُجل ما مجموعه خمس ساعات من البيئة الصوتية، وأصبح الصوت المتولد عن الاضطراب الجوي المريخي محسوسًا بعد التحليل المتعمق لهذا التسجيل.
إن دراسة هذا الاضطراب بمقاييس أدق 1000 مرة من أي دراسة سابقة، تُغني معرفتنا حول تفاعل الغلاف الجوي مع سطح المريخ. وسيساعدنا استخدام الروبوتات المزودة بمكبرات الصوت على فهم أفضل لأجواء المريخ مستقبلًا.
اقرأ أيضًا:
سرعة الصوت على كوكب المريخ مختلفة عن سرعته على الأرض
كيف اختفت المحيطات عن سطح كوكب المريخ؟
ترجمة: ريما صليبي
تدقيق: محمد سمير