نشأت الأزهار في الأصل كتركيب متكيف لحماية البويضات التي تولد عارية ودون حماية في النباتات عاريات البذور التي تُعدّ سلف النباتات مغطاة البذور. علماء النبات غير متأكدين من كون أي مجموعة بالتحديد من عاريات البذور هي الأقرب للنباتات مغطاة البذور. في الآونة الأخيرة، اقترحت دراسة الإخصاب الجنسي في المجموعات المختلفة من عاريات البذور أن مغطاة البذور قد تكون أقرب من أي شيء آخر إلى شعبة (الجنتويات -Gnetophyta). وهي شعبة صغيرة تحتوي على ثلاثة أجناس: (العلندة – Ephedra)، (الجنتوم – Gnetum)، (الفلفيتشية – Welwitschia) بالإضافة إلى سبعين نوعًا تقريبًا.
ظهرت النباتات مغطاة البذور لأول مرة في السجل الأحفوري في بداية العصر الطباشيري (قبل نحو 130 مليون عام) وازداد تنوعها بسرعة. وعندما تطورت النباتات الزهرية كان الانتخاب الطبيعي للتلقيح الأكثر كفاءةً بواسطة الحشرات والحيوانات الأخرى مهمًا في زيادة تنوعها الكبير.
وفي منتصف العصر الطباشيري تطورت أنواع نباتية ذات أزهار مختلفة التصاميم. وقد تطورت هذه التصاميم المتنوعة للأزهار كنتيجة للترابط القوي بين الأزهار والحيوانات التي تلقحها، وهي عملية يشار إليها باسم التطور المشترك. بالإضافة إلى أن العديد من الأزهار أصبحت غير متوافقة مع نفسها بحيث اعتمدت على التلقيح المتبادل؛ وهو التلقيح بواسطة فرد آخر من نفس النوع. يزيد التلقيح المتبادل من التنوع الجيني للذرية الناتجة ويجعلها أكثر كفاءة.
تُعد النباتات الزهرية من النباتات البرية السائدة في العالم اليوم. توجد أكثر من 300 عائلة مختلفة من النباتات الزهرية. (العائلة النجمية – Asteraceae) هي إحدى أكبر العائلات وأكثرها تنوعًا في النباتات مغطاة البذور إذ تضم أكثر من 15000 نوع، وأزهارها على مرتبة عالية من التطور.
الهندباء البرية، الأقحوان، وزهرة الشمس هي أنواع معروفة من العائلة النجمية. في هذه الأنواع تتجمع الأزهار الصغيرة المفردة في نورة موحدة كثيفة تُسمى الرأس تبدو من الخارج كزهرة كبيرة واحدة. وتحتوي كل زهرة صغيرة مفردة على مبيض واحد ينتج بذرة واحدة بعد التخصيب.
طورت العديد من الأنواع في العائلة النجمية مثل الهندباء البرية أزهارها إلى أوراق كأسية متخصصة تشبه الحراشف تُسمى (المظلة الزغبية -pappus). تتمدد المظلة الخاصة بزهرة الهندباء البرية في الصيف لتكون تركيبًا أبيض زغبيًا يساعد في انتقال البذور الصغيرة الملحقة بها وانتشارها بواسطة الرياح.
اقرأ أيضًا:
ترجمة: عمار عبيد
تدقيق: لبنى حمزة