من المنطقي أن حصولك على عدّة ساعات من النوم في الليل أو ما يعرف بقلة النوم هو أفضل من عدم النوم إطلاقًا، لكن للعلم رأي آخر في ذلك.
في دراسة أجريت في الولايات المتحدة وجدت أن المشاركين الذين ناموا 6 ساعات في كل ليلة لمدة أسبوعين عانوا من نفس الآثار السلبية للذين أمضوا ليلتين كاملتين دون نوم.
وقد تم اختبار المتطوعين والبالغ عددهم 48 شخصًا كل ساعتين (في وقت اليقظة) لتقييم أدائهم الإدراكي وقياس ردود أفعالهم، طلب منهم أيضًا الإجابة عن أسئلة حول مزاجهم، وعن مدى شعورهم بالنعاس.
في نهاية التجربة، لم يكن فقط الأشخاص ذوو النوم الخفيف المتقطع بنفس مستوى الأشخاص الذين لم يناموا، بل هم أيضًا لم يدركوا ذلك، لقد اعتقدوا أنهم لازالوا يعملون بشكل طبيعي كالمعتاد.
هذا لا يعني أنك إن بقيت مستيقظًا طوال الوقت هذه الليلة سيكون ذلك كحصولك على 6 ساعات من النوم، بل ما يشير إليه البحث أن حصولك على نوم أقل مما يجب سيسبب لك آثارًا تراكمية تضاف في النهاية بشكل متكافئ إلى الليالي التي تحصل فيها على نوم قليل بحسب ما يقدره دماغك، وهذا شيء يجب أن تنتبه إليه عندما تبقى مستيقظًا لوقت متأخر وأنت تشاهد نتيفليكس أو لتلعب مستوى آخر بألعاب الفيديو الخاصة بك.
بحسب ما ذكره فريق البحث في جامعة بنسلفانيا في تقرير لهم نشر في مجلة النوم (Sleep Journal): «يبدو أن تقطّع النوم المعتدل نسبيًا يستطيع أن يقلل بشكل جدي من الوظائف السلوكية المتيقظة عند البالغين الأصحاء، تشير معدّلات النعاس إلى أن المشاركين كانوا غير واعين بشكل كبير إلى النقائص الإدراكية المتزايدة التي تحصل لهم. قد تُفهم حاجة النوم بشكل أفضل على أنها نتيجة إضافية لليقظة التامة التي لها تأثير عصبي حيوي على أجسادنا يتراكم مع مرورالوقت».
في حين أن الأداء المعرفي لمجموعة الـ6 ساعات كان يتراجع، لكن في نفس الوقت لم يبدِ المشاركين تغير واضح في مقدار شعورهم بالنعس، بالتأكيد ليس بمقدار من أمضى ليلتين دون نوم إطلاقًا.
إذًا هل نسأل أنفسنا عن مقدار حاجتنا للنوم أم عن مقدار شعورنا بالنعس؟
بحسب ما شرحته جيل دافي (Jill Duffy) من (Fast Company)، إننا في الواقع سيئين جدًا في قياس الوقت الذي ننامه في كل ليلة، وهذا مايزيد الأمور تعقيدًا، أحد الدراسات التي أجريت مؤخرًا اقترحت بأننا نميل إلى المبالغة في تقدير الوقت الذي ننامه لمدة ساعة كاملة تقريبًا لكل ليلة، أي إذا اعتقدت أنك حصلت على 7 ساعات من النوم في الليل فإنك على الأرجح قد نمت 6 ساعات فقط.
إضافةً لذلك، وجد الباحثون أن الآثار المترتبة على الأداء المعرفي استمرت ليوم العمل بالكامل، في حين أن المشاركين الذين ناموا لمدة 8 ساعات كل ليلة لم يظهروا أي من الآثار السلبية التي لوحظت عند المجموعة الأخرى.
تبين بشكل واضح أن لنقص النوم الكثير من الآثار الضارة، لكن الآثار التراكمية لتقليل النوم إلى بضع ساعات كل ليلة لم تكتشف بشكل شامل بعد. بما أن حجم عينة هذه التجربة صغير جدًا، تحتاج النتائج إلى المزيد من البحث.
إعداد: ولاء سليمان
تدقيق: دانه أبو فرحة
المصدر: http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/12683469